في وقت اتخذ مجلس الأمن موقفاً متشدداً إزاء القراصنة الصوماليين وسمح بملاحقتهم داخل أراضي بلادهم، قال الرئيس الصومالي عبدالله يوسف، أمس، إنه ليس عقبة أمام السلام في بلاده الغارقة في الفوضى. وجاء موقفه بعد يوم واحد من توبيخ شديد وجهته إليه جارته كينيا التي قال وزير خارجيتها موسى ويتانغولا إنها ستفرض عقوبات ضد يوسف وعائلته لأنه عقبة أمام السلام. وقال الرئيس الصومالي الانتقالي لوكالة أسوشيتد برس إنه لم يتبلغ بأي عقوبات ستفرض عليه. ويواجه يوسف صراعاً مريراً على السلطة حالياً مع رئيس حكومته"المقال"نور حسن حسين، إذ رفض الأخير الاستقالة على رغم تعيين يوسف رئيساً جديداً للحكومة هو وزير الداخلية السابق محمد محمود غوليد. وساند البرلمان الانتقالي نور حسن حسين قائلاً إن الرئيس لا يستطيع اقالته. وقالت كينيا أيضاً إنها تعترف بحسين وليس غوليد رئيساً للوزراء. في غضون ذلك، خطف قراصنة صوماليون ثلاث سفن وحاولوا خطف سفينة رابعة في اليوم ذاته الذي أصدر فيه مجلس الأمن قراراً يخوّل الدول حق ملاحقة المسلحين في البر والبحر. وقال اندرو موانغورا، المسؤول في برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا الذي يتخذ من كينيا مقراً له، إن قراصنة خطفوا سفينة صيد صينية قبالة ساحل اليمن أول من أمس لتكون رابع سفينة تخطف في خليج عدن في غضون 24 ساعة. لكن تبيّن أن أفراد طاقم السفينة الصينية"تشينهوا-4"تقل نحو 30 صينياً تصدوا للقراصنة على بعد حوالي 50 ميلاً بحرياً قبالة اليمن، قبل أن تصل قوات دولية وتنقذهم. وجاء حادث السفينة الصينية بعد ساعات من اعلان موانغورا خطف يخت على متنه شخصان وخطف زورق اندونيسي تستخدمه شركة النفط الفرنسية"توتال"قبالة ساحل اليمن وسفينة شحن تركية. وكسب القراصنة الصوماليون من خلال عشرات الهجمات التي شنوها خلال العام الحالي ملايين الدولارات فديات. وأدت الهجمات إلى زيادة تكلفة التأمين البحري وارسال سفن أجنبية بسرعة إلى الممرات الملاحية أمام ساحل الدولة الواقعة في القرن الافريقي. ودفعت عمليات القرصنة عدداً من كبرى شركات الشحن إلى تغيير طرقها الملاحية من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح جنوب القارة الافريقية، وهو ما قد يؤدي الى رفع أسعار السلع. وأثارت سلسلة اعمال الخطف انزعاجاً دولياً. وتقوم سفن بحرية من دول عدة بدوريات في المنطقة وترافق السفن المارة، لكن محللين يرون أن المشكلة يجب أن تُحل على الأرض أيضاً حتى يكون الحل دائماً. ونص القرار الذي أصدره مجلس الأمن الثلثاء على انه يحق للدول"اتخاذ كل الاجراءات اللازمة في الصومال بما في ذلك مجاله الجوي"لوقف القراصنة. لكن قرار مجلس الأمن الذي تم تبنيه بالإجماع، لم يصل إلى حد السماح بعمليات قصف جوي. وأقرت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن قراراً جديداً يسمح بعمليات دولية على الاراضي الصومالية لمدة عام واحد. وخلافاً لنص مشروع سابق، لا ينص القرار 1851 في شكل واضح على إمكان استخدام المجال الجوي الصومالي. وتقول حكومة الصومال الضعيفة إنها لا تملك القدرة على التصدي للقراصنة. وتسيطر الحكومة الموقتة التي يدعمها الغرب على العاصمة مقديشو فقط وبلدة بيداوة التي يوجد فيها البرلمان بينما يتمركز معظم القراصنة في بلاد بنط الشمالية. ورحبت السلطات في بلاد بنط التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي بقرار مجلس الأمن بنقل المعركة الى البر. وقال عبدالقدير موسى يوسف، مساعد وزير المصائد في بلاد بنط، ل"رويترز":"وافقت السلطة في بلاد بنط على دعم هذا القرار. ونريد أن تعمل قوات أمننا مع قوات الأممالمتحدة لأننا الضحايا الرئيسيين للقرصنة". وصرّح موانغورا بأنه ما زالت هناك 19 سفينة و400 من أفراد أطقم السفن محتجزين في مخابئ القراصنة على طوال سواحل الصومال. ومن بين السفن المخطوفة ناقلة سعودية عملاقة كانت تحمل مليوني برميل من النفط وسفينة اوكرانية عليها 33 دبابة. ودعت ايران الثلثاء الى اجراء أكثر صرامة وقالت إن خمس ناقلات ايرانية تعرضت لهجمات القراصنة هذا العام وان اسعار النفط الخام قد ترتفع اذا بقيت الخطوط الملاحية الاستراتيجية بلا حماية. وتفكر الصين وهي عضو دائم في مجلس الأمن بجدية في ارسال سفن حربية الى المنطقة لمرافقة السفن المارة فيها. كما بدأت كينيا جارة الصومال هذا الاسبوع في تسيير دوريات بحرية وجوية. وفي اسطنبول، أعلنت الشركة التركية التي تشغّل سفينة شحن استولى عليها قراصنة صوماليون الثلثاء في خليج عدن أن افراد الطاقم ال11"سالمون". وجاء في بيان للشركة أن ثلاثة من البحارة ال11 اتراك وهم بحال صحية ومعنوية"جيدة". أما البحارة الثمانية الآخرون فهم اوكرانيون. ويحتجز القراصنة حالياً سفينتين تركيتين إحداهما ناقلة نفط قبالة سواحل الصومال. وفي بكين، قالت وسائل اعلام صينية ان قوة"متعددة الجنسية"انقذت أمس الاربعاء السفينة الصينية"تشينهوا-4"التي خطفها القراصنة قبالة سواحل اليمن. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة"شينخوا"في موقعها على الانترنت:"وصلت قوة متعددة الجنسية إلى منطقة"تشينهوا-4". وحلقت طائرات هليكوبتر فوق السفينة للقيام بعملية الانقاذ. وفي الساعة 4.45 مساء نجحت في صد القراصنة". وفي صنعاء، قال مسؤول أمني يمني إن البحرية الهندية سلّمت إلى السلطات اليمنية 12 صومالياً و11 يمنياً من القراصنة الذين اعتقلوا في عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية. وقال المسؤول إن علمية التسليم حصلت أمس الأربعاء في ميناء عدنجنوب اليمن. وأوضح أنه سيتم استجواب القراصنة المفترضين على أن توجّه لهم اتهامات أمام القضاء لاحقاً. وأوقفت البحرية الهندية القراصنة ال23 المفترضين في خليج عدن يوم 13 كانون الأول ديسمبر الجاري بعدما هددوا سفينة تجارية. وصعد البحارة الهنود على متن زورقين للقراصنة وصادروا أسلحة ومعدات منهما. نشر في العدد: 16694 ت.م: 18-12-2008 ص: 12 ط: الرياض