وزيرة خارجية إسرائيل طالبت العالم بأن يعترف بإسرائيل"دولة ديموقراطية ويهودية"وأطالب العالم بأن يعلن إسرائيل"دولة نازية جديدة"وأن يحاكم قادتها كمجرمي حرب على غرار محاكمات نورمبرغ. لا توجد دولة في العالم اختارت لرئاسة الوزارة مجرمي حرب مدانين بقدر ما فعلت إسرائيل، من مناحيم بيغن الى إسحق شامير الى آرييل شارون، مروراً ببنيامين نتانياهو الذي شارك في الهجوم على مطار بيروت سنة 1968 وتدمير طائرات مدنية على الأرض، وإيهود باراك الذي كان بين الإرهابيين في عملية قتل زعماء فلسطينيين في بيروت سنة 1973، وهي عملية شملت قتل شاعر ومضيفة إيطالية ومدنيين آخرين، الى شيمون بيريز بطل مجزرة قانا. لا أدري من نصح الملكة إليزابيث أن تمنح بيريز لقب"سير"فخري، فيما يستحق هو أوسكار في الكذب لأنه يدعي الاعتدال، وقد سمعته يتحدث عن الاقتصاد الفلسطيني كأن هدفه في الحياة مساعدته، والحقيقة أنه يؤيد المستوطنات، وشريك في كل تطرف، وقد لعب دوراً في الحصول على مفاعل نووي من فرنسا، ما يعطي كل دولة في الشرق الأوسط حق الحصول على سلاح نووي. وشخصياً أتمنى أن تكون إيران تكذب وأنها تسعى لإنتاج قنبلة نووية، وأن أراها وكل دولة في المنطقة تسعى لإنتاج القنبلة أو شرائها. وأنا أقول هذا مع معرفتي بأطماع إيران القديمة والباقية في الخليج، لذلك أريد من دول الخليج الصغيرة أن تمتلك سلاحاً نووياً أيضاً. جرائم النازية ضد اليهود كانت وراء قيام إسرائيل كمشروع للأشكيناز العلمانيين، ودفع الفلسطينيون الثمن من أرضهم وحياتهم ولا يزالون يدفعون، فقد جاء إليهم ناجون من النازية مارسوا ضدهم ما مارس النازيون بحقهم. وكل هذا على أساس خرافات دينية لا أساس لها في أي تاريخ، وإذا أخذنا القدس مثلاً، فليس لليهود فيها أي أثر يذكر، وخرافاتهم الدينية نفسها، كما يسجلها العهد القديم من الكتاب المقدس، تقول إنهم هاجموا الفلسطينيين في بلادهم، بدءاً بأريحا، قبل ألف سنة من المسيح، وعادوا ليسرقوا أرضهم مرة ثانية بعد ثلاثة آلاف سنة. إسرائيل هي الدولة النازية الوحيدة في العالم اليوم، وما العدوان المستمر على سكان القدس العربية، وطردهم من بيوتهم، إلا دليل آخر على الإجراءات النازية لحكومة إسرائيل. وإذا كانت الجريمة في القدس تبرَّر بالدين، فإن اضطهاد سكان عكا ومحاولة ترحيلهم يعكسان تلاقي العلمانيين الإسرائيليين مع المتدينين في الممارسات النازية. وأغرب ما في الأمر أن اليهود حول العالم، وفي إسرائيل، يريدون السلام ومعتدلون، ومع ذلك فالحكم في إسرائيل لمتطرفين من مستوى نازي. لست وحدي في معارضة ممارسات إسرائيل، إلا أنني من الفريق الآخر، وأختار مثلاً مستقلاً هو عنوان الحياد العالمي، فالحكومة السويسرية اتهمت إسرائيل بتدمير بيوت الفلسطينيين واضطهادهم في القدسالشرقية، وانتهاك مواثيق جنيف لسنة 1949، وطالبت وزارة الخارجية السويسرية إسرائيل بوقف الهدم فوراً. وجاء الرد النازي بسرعة، فالسفارة الإسرائيلية في بيرن قالت إن البيوت تهدم بموجب القانون. أي قانون؟ هو القانون الإسرائيلي، أو النازي الجديد، وبقي أن نرى النازيين الجدد يرتكبون بحق الفلسطينيين"ليلة زجاج"في القدس أو الخليل أو رام الله أو عكا أو غيرها، ونحن في تشرين الثاني نوفمبر ولم يفت الوقت بعد لتكرار ما واجه اليهود ليلة 9 - 10 من الشهر نفسه سنة 1938. إسرائيل ما كانت تستطيع أن ترتكب جرائمها النازية لولا تواطؤ الولاياتالمتحدة وأوروبا الاتحاد الأوروبي الآن وعجز العرب وصمتهم. وعندنا في غزة مثل تقبل به أي محكمة محايدة، فالقطاع تحول الى معسكر اعتقال نازي، وإسرائيل أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات الدولية، وأجاعت 750 ألفاً من 1.5 مليون مقيم في القطاع. ولعلنا نرى غداً الغزاويين وعظام القفص الصدري تقفز من جلودهم كما رأى العالم اليهود الخارجين من معسكرات الاعتقال النازية بعد سقوط ألمانيا. إسرائيل تعاقب سكان غزة لأنها تعرف أنهم جميعاً من أنصار حماس، والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يسكتان على جرائم إسرائيل لأنهما يعتقدان أن معاناة الغزاويين ستجعلهم ينقلبون على حماس. والنتيجة بين مطرقة النازية الإسرائيلية وسندان الجهل الأميركي والأوروبي، والتواطؤ، أن أهل الضفة الغربية أيضاً أصبحوا حمساويين، لأنهم يعرفون أن حماس ليست المسؤولة عن عذابهم. إذا أصبحت الأراضي الفلسطينية كلها في يد حماس، فإنني أتمنى أن يصدق خوف أنصار إسرائيل من انتقال إيران الى حدودهم عبر حليفتها حماس، ونجلس بانتظار أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع. نشر في العدد: 16677 ت.م: 01-12-2008 ص: الأخيرة ط: الرياض