بدأت عطلة رأس السنة العبرية الجديدة مساء أمس الجمعة، وودع الزعماء الإسرائيليون سنة 5769 بالكذب واستقبلوا سنة 5770 بمزيد من الكذب، والتاريخ نفسه، أو ألوف السنوات كذب مطلق فلم تقم لليهود دولة في فلسطين، وإنما في جزء منها ولأقل من مئة عام، وهم قتلوا فلسطينيين عندما دخلوا أول مرة، وقتلوهم عندما دخلوا سنة 1948، ولا يزالون يقتلونهم حتى اليوم.هي دولة فاسدة حتى العظم، قديماً وحديثاً، وليست صدفة أن الرئيس الإسرائيلي هو شمعون بيريز وأن رئيس الوزراء هو بنيامين نتانياهو، وكلاهما بطل «أولمبي» في الكذب والتدجيل. بيريز قال تعليقاً على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون حرفياً «إن تقرير غولدستون يسخر من التاريخ، ويفشل في التفريق بين المعتدي والضحية... أبناؤه لم يكونوا في سديروت...». بيريز يقول إن الإسرائيليين ضحية والفلسطينيين معتدون، و «الضحية» الإسرائيلي يحتل ويقتل النساء والأطفال، ثم يقيس بيريز صواريخ حماس، وهي ألعاب نارية قتلت ثلاثة اسرائيليين في عشر سنوات بقتل مئات النساء والأطفال في قطاع غزة خلال ثلاثة أسابيع. الدجال الآخر نتانياهو قال إن التقرير «محكمة عسكرية صورية نتيجتها معروفة سلفاً وتجعل من الصعب على الدول الديموقراطية أن تحارب الإرهاب». نتانياهو إرهابي وإسرائيل ليست دولة ديموقراطية، فالدولة الديموقراطية لا تبدأ حروباً ولا تحتل أراضي الآخرين، وإلا لكانت ألمانيا النازية دولة ديموقراطية جداً مثل اسرائيل. أما ان النتيجة معروفة سلفاً، فالسبب في ذلك أن جرائم اسرائيل معروفة ثابتة وقد دانها العالم كله وما لا أحتاج الى تكراره هنا، ففي كل يوم ادانة، وعندما كان نتانياهو يكذب كان اتحاد نقابات العمال البريطاني، وهو الأكبر من نوعه والأكثر نفوذاً في بريطانيا يدعو الى مقاطعة البضائع من الأراضي المحتلة وغور الأردن والجولان والقدس الشرقية، ويحث الحكومة البريطانية على وقف بيع السلاح نهائياً الى اسرائيل. وزير الدفاع ايهود باراك وصف التقرير بأنه قمة الرياء ويقلب العالم رأساً على عقب ويخلط بين الإرهابيين وضحاياهم. الضحايا هم الفلسطينيون والإرهابيون هم الإسرائيليون الذين طلع منهم رؤساء وزارة مدانون مثل مناحيم بيغن واسحق شامير وارييل شارون، فالعالم كله لم يعرف بلداً أفرز هذا العدد من القادة الإرهابيين، وباراك دجال آخر فهو «ليكودي سري» لم يجد موقعاً له في ليكود فانضم الى حزب العمل ويكاد يدمره حتى أن حزب الفاشست الروس تقدم عليه في الانتخابات الأخيرة. ثم هناك حارس المواخير افيغدور ليبرمان الذي يتجنب حلفاء اسرائيل في الغرب مقابلته ويحثون على عزله، فهو قال إن لجنة غولدستون أسست بهدف أن تجد اسرائيل مذنبة وزاد أن جيش الدفاع (الهجوم) الإسرائيلي أكثر جيش أخلاقي في العالم. هو عصابة قتلة على أيديهم دماء الأطفال والنساء، وليبرمان لا يعرف الأخلاق ليتحدث عنها فهو حثالة البشر من مولدوفا الى اسرائيل، إلا أنه يبقى بنجاسته مرآة لدولة الإرهاب والقتل. ثم هناك نائب وزير الخارجية داني يعالون الذي هاجم تقرير غولدستون لأنه لم يركز على صواريخ حماس، كما هاجم مجلس حقوق الإنسان الذي أرسل القاضي غولدستون للتحقيق في جرائم اسرائيل وقال إن هذا المجلس أصدر قرارات تدين اسرائيل أكثر من دول بقية العالم مجتمعة. أولاً، المجلس عمره ثلاث سنوات ويعالون يتحدث عن تقارير أصدرها المجلس وأيضاً لجنة حقوق الإنسان التي سبقت المجلس. وقد عارض قيام المجلس أربع دول فقط هي: الولاياتالمتحدة (يعني إدارة بوش) وجزر مارشال وبالاو واسرائيل، ما يؤكد أن العالم كله في وادٍ واسرائيل كدولة فاشستية في وادٍ آخر. بحسب التاريخ التوراتي، أو خرافات العهد القديم، سمعنا «من فمك أدينك يا اسرائيل»، وهو كلام لا يزال صحيحاً اليوم، أما كلام قادة اسرائيل فكذب تعلموه من جوزف غوبلز وزادوه أضعافاً.