خيم الهدوء صباح أمس على خط الجبهة شمال مدينة غوما، شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، بعدما شهدت أول من أمس معارك بين الجيش الكونغولي ومتمردي لوران نكوندا. وكان مقاتلو الطرفين يتواجهون على مسافة قريبة بعد المخرج الشمالي من بلدة كيباتي على مسافة نحو 12 كلم من غوما. وشوهدت منطقة عازلة يقارب عرضها 500 متر تفصل بين القوتين المتقاتلتين. ودارت معارك أول من أمس بين جنود قوات جمهورية الكونغو الديموقراطية ومقاتلي المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب مثيرة مخاوف من إمكانية امتداد أعمال العنف الى مدينة غوما عاصمة إقليم شمال كيفو البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة. وبدا صباح الجمعة ان القوات الكونغولية تقدمت حوالى كيلومتر الى الشمال فسيطرت على الطريق الرئيسي الذي كان يشكل حتى الآن آخر موقع متقدم للمتمردين. وانتشر أمس حوالى 150 عسكري حكومي مجهزين برشاشات ثقيلة. كما شوهد ما بين مئتين وثلاثمئة جندي آخر يتوجهون سيراً على الأقدام الى الجبهة على الطريق بين غوما وكيباتي. وفي منطقة المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب، كان المتمردون يسلكون الطريق ذاتها في مجموعات من عشرة او عشرين، متوجهين بهدوء الى الشمال نحو بلدة كيبومبا 30 كلم شمال غوما، ما أوحى بانسحابهم من مواقعهم المتقدمة على الجبهة. جاء ذلك بعدما دعت القمة الدولية حول النزاع في شرق الكونغو والتي عقدت في نيروبي أول من أمس، الى"وقف فوري لإطلاق النار"في كيفو الشمالية و"فتح ممر إنساني"، كما جاء في الإعلان الختامي. وطالب الاعلان الختامي للقمة التي شارك فيها خصوصاً رئيس الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا والرئيس الرواندي بول كاغامي، ب"التزام وقف فوري لإطلاق النار من قبل جميع المجموعات المسلحة والميليشيات في كيفو الشمالية". وقررت القمة أيضاً، بحسب إعلانها،"فتح ممر إنساني في المنطقة يسمح بمواجهة الأزمة والمأساة الإنسانية"الناجمة عنها. وطالب الاعلان أيضاً ب"التطبيق الفوري"لجميع بنود الاتفاق الموقعة"من أجل ضمان سلام واستقرار سياسي دائمين"في شرق الكونغو الديموقراطية. وطلبت القمة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شارك في أعمالها"تعزيز مهمة قوات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديموقراطية وتزويدها بالموارد الملائمة لتكون قادرة على مواجهة الوضع البالغ الهشاشة". وجاء في البيان الختامي انه"عند الضرورة وفي الوقت المناسب، سترسل منطقة البحيرات الكبرى قوات لحفظ السلام"الى شرق الكونغو الديموقراطية"التي لا يمكن ان تبقى مسرحاً لأعمال عنف مستمرة ومدمرة ترتكبها مجموعات مسلحة ضد الأهالي الأبرياء في الكونغو". وحذر بان كي مون في كلمة في القمة من أن الأزمة"يمكن ان تمتد الى منطقة البحيرات الكبرى"الأفريقية، مضيفاً ان"المجتمع الدولي لن يسمح بذلك". وتابع:"لا يمكن إيجاد حلول دائمة إلا على المستوى السياسي، هنا في منطقتكم". و"لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري لهذه الأزمة"، كما قال. وأضاف بان، مبدياً أسفه، ان"الهجوم العسكري الذي شنه المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب متمردون بقيادة الجنرال السابق لوران نكوندا أدى الى تفاقم الوضع في شكل جذري وترتبت عليه تبعات إنسانية فادحة وأدخل مجدداً شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية في مرحلة أزمة". ودافع عن مهمة الأممالمتحدة في الكونغو الديموقراطية التي اتهمتها كينشاسا بعدم التحرك. وقال:"من واجبه ان يشير الى ان قدرة المهمة وصلت الى حدها برغم الجهود الحالية لإعادة تنظيم القوات التي تجد ذاتها في مواجهة مجموعات مسلحة في منطقة شرق الكونغو الديموقراطية بأسرها". وأسفرت المعارك عن مقتل ما لا يقل عن 100 مدني منذ استئنافها في نهاية آب أغسطس، على ما أعلنت منظمات دولية غير حكومية، تشمل هيومن رايتس ووتش وأوكسفام، في بيان مشترك صدر في كينشاسا. وأضافت المنظمات في بيانها ان"غالبية المدنيين القتلى علقوا في مناطق النزاع، عاجزين عن الهرب، فيما قتل المقاتلون آخرين عمداً". نشر في العدد: 16655 ت.م: 09-11-2008 ص: 15 ط: الرياض