سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر ومصادر في "فتح" ترجح حضور عباس جلسات الحوار ... و"الجهاد" تقلص مستوى تمثيل وفدها إلى القاهرة . "حماس" تربط مشاركتها في الحوار بإطلاق معتقليها في الضفة
لا تزال سماء الحوار الوطني الفلسطيني ملبّدة بالغيوم في ظل تراشق اعلامي واجراءات ميدانية على الأرض، في وقت تجري اتصالات كثيرة على خطوط غزة - رام الله - القاهرة - دمشق لاحتواء الموقف ومنع تلاشي فرص الحوار في القاهرة بعد أيام. وقلّصت حركة"الجهاد الاسلامي"مستوى تمثيل وفدها الذي وصل القاهرة قادماً من العاصمة السورية، اذ ربطت الحركة مشاركة أمينها العام الدكتور رمضان شلّح ونائبه زياد النخالة بحل عقدة التطورات الاخيرة. من جانبها، اعلنت حركة"حماس"تمسكها ببعض شروطها للمشاركة في الحوار، واكدت مصادر في الحركة ل"الحياة"ان ثمة توجها قويا الى عدم المشاركة في الحوار على اساس المفاضلة بين خيارين: عدم الذهاب والتعرض الى انتقادات، او الذهاب والتعرض الى ضغوط مصرية وعربية وفلسطينية وتحميل الحركة مسؤولية فشل الحوار بعد عقده. وقال مصدر في"حماس"إن الحركة"لن تتوجه الى القاهرة ما لم تتم الاستجابة الى شروطها". لكنه ترك الباب موارباً أمام امكان فتحه أو اغلاقه تماماً، وقال إن"الحركة لن تقبل المشاركة في الحوار من دون تحقيق مطلبها اطلاق معتقلي الحركة من سجون السلطة الفلسطينية في رام الله"، مبدياً ليونة في الشرط الثاني المتعلق بتضمين برنامج افتتاح جلسة الحوار كلمة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. وكشف أن الحركة"ستقرر ليل الجمعة - السبت في شكل قاطع إن كانت ستشارك في الحوار". في غضون ذلك، قال مصدر في"الجهاد"ل"الحياة"إن"الحركة تتفق مع حماس في أحد شروطها المتمثل في اطلاق المعتقلين، خصوصاً أن السلطة تعتقل عدداً من أبناء الحركة". وأضاف أن"الحركة تتفق مع بقية الفصائل، بما فيها حماس، على ضرورة مشاركة الرئيس محمود عباس في جلسات الحوار كلها وليس جلسة الافتتاح فقط". وفي تفاصيل مواقف"حماس"المعلنة، قالت الحركة إن هناك عقبات ومعوقات حقيقية أمام انطلاق حوار القاهرة، وعادت لتلوّح بأنها لن تشارك في الحوار في ظل استمرار"مجزرة"الاعتقالات ضد عناصرها في الضفة. هنية: القرار الأمني للضفة ليس مستقلاًّ وقال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنيه للصحافيين عقب أداء صلاة الجمعة في مدينة غزة أمس:"باعتقادي أن ما يجري في الضفة يشكل عائقا حقيقيا امام انطلاق الحوار". وأضاف في تصريحات سبقت المؤتمر الصحافي للرئيس عباس ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في رام الله:"يبدو ان قرار الضفة الامني ليس مستقلاً، وأن استحقاق التعاون الامني يفرض ابقاء المعتقلين في السجن". واتهم"تياراً في رام الله"بأنه لا يسعى الى المصالحة الداخلية ويقوم"بعرقلة انطلاق الحوار، وعدم التماشي مع الارادة الوطنية". وجدد تأكيد"حماس"انها"تريد مصالحة وطنية حقيقية يكتب لها الحياة، لكن حواراً في ظل وجود مئات المعتقلين لا يمكن ان يصل الى مبتغاه". ورداً على تصريحات عباس بعدم وجود معتقلين سياسيين في سجون السلطة وتأكيده تطبيق الشق الامني من خطة"خريطة الطريق"، قال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو ل"الحياة"إن"الحوار يتطلب وقفاً فورياً لحملات الاعتقال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة، واطلاق كل المعتقلين السياسيين في سجون الضفة، ووقف الارتهان امام الضغوط الاميركية التي جاءت رايس لتكريسها في زيارتها". ورأى في تصريحات عباس"تأكيداً ان القرار الامني في الضفة ليس فلسطينياً، وان الفيتو الاميركي ما زال قائما امام انطلاق أي حوار فلسطيني". كما جاء الرد سريعاً من"حماس"، اذ قال الناطق باسمها فوزي برهوم في تصريح إن عباس"معني بإرضاء الإدارة الأميركية وتنفيذ كل ما يطلب منه على حساب المصالحة الوطنية ومصالح شعبنا والمشروع الوطني في مقابل المال المسيس ونظرته الشخصية الفئوية الضيقة". ورأى أن"هذه المواقف المعطلة للحوار من الرئيس عباس تستدعي موقفا مصريا معلنا وصريحا بمسؤوليته عن إفشال جهود الحوار. وفي الاتجاه ذاته، ذهبت كتلة"حماس"البرلمانية، إذ أكد أمين سرها النائب مشير المصري أن"حماس"لن تذهب الى الحوار في القاهرة في ظل استمرار ما وصفه ب"المجزرة السياسية ضد عناصر الحركة الذين تعتقلهم أجهزة أمن الضفة". وقال في كلمة أمام الآلاف من أنصار"حماس"في مسيرات نظمتها الحركة شمال قطاع غزة إن"الحوار هو خيارنا ونسعى إليه، لكن ليس بأي ثمن ولا على حساب الحقوق والثوابت والمقاومة، او على حساب نتائج الانتخابات". وشن هجوماً على حركة"فتح"والرئيس عباس، واتهمهما ب"مخالفة الحوار"والتهديد بالعودة إلى القطاع على ظهر دبابة، والدفع في اتجاه استقدام القوات الدولية ونشرها في غزة، مهدداً بأن"حماس"ستتعامل مع هذه القوات كما تتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي. وجدد رفض"حماس"تمديد ولاية عباس، وقال:"لن نقبل بتمديد ولاية عباس، وفي تاريخ 9 كانون الثاني يناير 2009 عند الساعة الثانية عشر ودقيقة واحدة لن يكون هناك رئيس للشعب الفلسطيني اسمه محمود عباس". ودعاه ان"يثبت ولو مرة واحدة انه رئيس للشعب الفلسطيني من خلال وضع حد للمجزرة التي ترتكبها الاجهزة الامنية في الضفة على مسمعه وناظره، وأن يوقف ملاحقة المقاومة إن كان يريد حواراً وطنياً حقيقياً". وقال:"ستكون هناك رسالة اخيرة في الساعات المقبلة بناء على ما يحدث في الضفة"، لافتاً إلى أن"الابواب مفتوحة الى من أراد ان يتوب توبة وطنية والرجوع الى حضن شعبه قبل ان تغلق الابواب، وبعد ذلك لن تكون هناك عودة". وفي الإطار ذاته، صعدت"حماس"هجومها على عباس، فقال الناطق باسم كتلتها البرلمانية النائب صلاح البردويل إن الحركة لا تزال تدرس مشاركتها في الحوار، مشدداً على أنه"لا ذهاب إلى الحوار من دون إنهاء ملف الضفة". واعتبر في تصريحات نشرها موقع الكتروني تابع لحركة"حماس"أن"استمرار هذه الممارسات تشير إلى أحد احتمالين، فإما أن يكون رئيس السلطة متواطئا، وبالتالي لا يصلح أن يجرى معه حوار، وإما أنه أضعف من أن يفرض رؤيته على الأجهزة الأمنية، وأن هذه الأخيرة تأتمر من مخابرات الاحتلال أكثر منه، وبالتالي لا يصلح للحوار لأنه بذلك لا يكون ممثلاً لحركة فتح والأجهزة الأمنية لعدم قدرته على فرض رؤيته عليها". حضور عباس الجلسات في غضون ذلك، رجحت مصادر مصرية مطلعة أن يحضر الرئيس عباس أبو مازن الحوار، فيما قالت مصادر قيادية في حركة"فتح"ل"الحياة"إن عباس"سيحضر الجلسة الافتتاحية للحوار والجلسات الأخرى إذا تطلب الأمر ذلك". وقال رئيس وفد"فتح"في الحوار نبيل شعث ل"الحياة":"ما أعلمه جيداً أن الرئيس عباس سيحضر الاجتماع الرسمي"، من دون ان يحسم امر مشاركته في باقي جلسات الحوار، مكتفياً بالقول"إن حضوره الجلسة الثانية أمر يقرره هو شخصياً فهو رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير، وحضوره الحوار لن يكون بصفة فصائلية، أي بعيداً عن انتمائه الفتحاوي". وتابع:"ابو مازن لا يضع خطوطاً حمرا على مشاركته في أي جلسة من جلسات الحوار، وهو قطعاً لن يتردد في حضور هذه الجلسة الثانية إذا ما رأى أن وجوده سيكون مفيداً وسيعزز الاجواء الايجابية للحوار". لكن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"موسى أبو مرزوق قال ل"الحياة":"إلى الآن لم نحصل على تأكيدات بأن أبو مازن سيحضر جلسات الحوار. ما علمناه أنه سيحضر جلسات الافتتاح، والفصائل الفلسطينية ترى ضرورة وجوده في جلسات الحوار وليس فقط في جلسة الافتتاح لأن هناك تيارات كثيرة في فتح، وهو وحده الذي يملك اتخاذ القرار داخل الحركة". واعتبر أبو مرزوق أن العقبة الأساسية التي تقف أمام الحوار هي الاعتقالات القائمة لصفوف حركة حماس في الضفة الغربية، وقال:"المشكلة الأساسية الآن هي المعتقلون، أول من أمس فقط وفي يوم واحد تم اعتقال 28 من كوادر حماس في الخليل، ولا يوجد معتقل واحد على خلفية سياسية لدى حماس. والناس تعلم الحقيقة". ولفت إلى أن اطلاق المعتقلين السياسيين لدى الطرفين مطلب مصري كبادرة حسنة ولتلطيف الاجواء وإبداء حسن النيات، وقال:"حماس استجابت لمطلب مصر لكن فتح لم تتجاوب". من جانبه، قلل نائب الأمين العام ل"الجبهة الشعبية"عبدالرحيم الملوح من أهمية حضور"أبو مازن"جلسات الحوار، وقال:"لكل فصيل الحق في تشكيل وفده وتسمية رئيس هذا الوفد طالما أن هذا الوفد مخول، من هذه الحركة أو هذا الفصيل، باتخاذ القرار الذي يراه صائباً". لكنه شدد على ضرورة اطلاق المعتقلين السياسيين أو على خلفية انتمائهم الفصائلي لدى الجانبين معاً. وفد"الجهاد" في غضون ذلك، وصل إلى القاهرة أمس وفد من حركة"الجهاد الاسلامي"قادما من غزة يضم كلاً من قيادييها في الداخل محمد الهندي وجميل عليان ونافذ عزام. وقال نائب الأمين العام ل"الجهاد"زياد نخالة ل"الحياة":"إن نصف وفدنا وصل إلى القاهرة، ونحن نتعامل مع المسألة وكأن الحوار سيعقد بنسبة 100 في المئة، وأيضاً كأن الحوار لن يعقد، وسننتظر حتى اللحظة الأخيرة لنرى"، موضحاً أن لدى الوفد ترتيبات للتوجه مساء اليوم إلى القاهرة برئاسة أمين الحركة رمضان شلح. ورأى أن مطالب"حماس"بالنسبة الى الإفراج عن المعتقلين"معقولة"، وقال:"قناعتنا أن مطالبهم معقولة، هم يقولون إن هناك بين 300 و400 معتقل سياسي"، داعياً إلى ضرورة الإفراج عنهم. ونفى وجود معتقلين أمنيين، وقال إن"الضالعين في قضايا أمنية تعتقلهم إسرائيل وليس الاجهزة الأمنية للسلطة". نشر في العدد: 16654 ت.م: 08-11-2008 ص: 1 ط: الرياض عنوان: "حماس" تربط مشاركتها في الحوار بإطلاق معتقليها في الضفة