وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء امس الثلاثاء الى غزة في اول مهمة صعبة له بعد عدة ايام على تسلمه مهامه رسميا لاجراء حوار مع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي بهدف بحث امكانية الوصول الى هدنة مع (اسرائيل). وقد وصل الرئيس عباس (ابو مازن) مساء امس الى غزة قادما من رام الله بالضفة الغربية من اجل استئناف الحوار مع الفصائل الفلسطينية كما افاد مراسل فرانس برس. واشارت مصادر امنية فلسطينية الى «ان عباس سيلتقي الليلة مع قادة الاجهزة الامنية في قطاع غزة ووفد من حركة فتح كما من المتوقع ان يلتقي صباح اليوم الاربعاء وفدا من لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية بما فيهم قاده من حركتي (حماس) والجهاد بقطاع غزة». وسيعقد صباح الجمعة «اجتماعا موسعا لقادة اجهزة الامن الفلسطيني» بحسب المصادر نفسها. واكد محمود عباس امس الثلاثاء في حديث بثته اذاعة صوت فلسطين الرسمية على الحوار مع الفصائل الفلسطينية وقال انه سيؤكد لها «ضرورة التزام كافة القوى بالخطة الامنية التي صدرت تعليمات امس (الاثنين) باعدادها لحفظ امن المواطنين في ظل سيادة القانون وبعيدا عن اعتداءات الاحتلال». واوضح عباس انه «بالنسبة لحماس موقفهم معروف ولا نريد ان نناقش موقفهم، انما نريد ان نحاورهم وهذا افضل طريق للوصول الى اتفاق». وشدد عباس مجددا على انه «لا توجد الا سلطة واحدة وسلاح شرعي واحد ومن يتجاوز ذلك سيعاقب وفق القانون الذي يجب ان يطبق على الجميع». من جهة ثانية قال عباس ان القيادة الفلسطينية «حريصة على المطاردين والملاحقين لتوفير الامن والحياة الكريمة لهم واعتقد ان الحل الانسب هو ان يكونوا في المستقبل جزءا من السلطة محميين غير ملاحقين غير مطاردين وغير معرضين للاغتيال» من (اسرائيل). واضاف عباس «لا اعتقد ان احدا من كتائب الاقصى يعترض على هذا الكلام». واعلنت حركتا (حماس) والجهاد الاسلامي امس الثلاثاء انهما ستؤكدان خلال لقاءات الحوار في غزة مع محمود عباس على ضرورة «ترتيب البيت الفلسطيني وحماية المقاومة». وقال مشير المصري الناطق الرسمي باسم حركة (حماس) لوكالة فرانس برس «جرى اتصال معنا لاجراء لقاء مع الاخ ابو مازن في غزة وسنؤكد في هذا اللقاء ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وبرنامج المقاومة وترتيب البيت الفلسطيني». واشار الى ان دعوة ابو مازن لوقف الهجمات على (إسرائيل) «موقف مرفوض ليس من حركة (حماس) فقط بل من كافة الفصائل المقاومة، وخلال اللقاء سيكون هذا موقفنا وسنقوله». واكد المصري ان الوصول الى «الهدنة ليس الهدف من اللقاء» موضحا ان حركته «ستؤكد على الشراكة السياسية التي هي مطلب شعبي وضرورة وطنية بعدما جربنا التفرد بالقرار الذي عانى منه شعبنا». وتابع المسؤول في (حماس) «يجب تكريس الانتخابات من خلال مشاركتنا في الانتخابات البلدية والشراكة في منظمة التحرير الفلسطينية بعد اعادة صياغتها على اسس تعكس التمثيل النسبي» للفصائل والقوى. من جانبه قال محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي لفرانس برس ان حركته ستؤكد على الثوابت الوطنية «وعدم العودة الى مفاوضات انتقالية طويلة الامد وعدم دفع مقابل للانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب» من قطاع غزة. واوضح الهندي ان حركته ستؤكد في اللقاء مع ابو مازن على «حق المقاومة في التصدي للاحتلال» مضيفا «سنستمع لطلبات الاخ ابو مازن بما في ذلك بشأن الهدنة وسنناقشها في مؤسسات الحركة قبل ان نعطي موقفنا» وختم قائلا «لا شيء من دون مقابل». وراى ان هناك اتفاقا على القضايا الاساسية «ولكننا مختلفون على وسائل المقاومة التي يجب ان نناقشها في جلسات الحوار وليس عبر الاعلام» مضيفا ان تكثيف «هجمات المقاومة جاء في الفترة الاخيرة ردا على الجرائم الاسرائيلية التي تصاعدت». واشار الهندي الى ان لقاءات عدة عقدت بين ممثلين عن حركته وحركة فتح «للتحضير للقاءات الحوار مع ابو مازن». وبشأن امكانية مشاركة حركة (الجهاد) في السلطة الفلسطينية قال الهندي ان حركته حركة «مقاومة تتصدى للاحتلال والعدوان ونحن لسنا في مرحلة البحث عن حصص.. لن نطرح المشاركة السياسية». وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دعت الاحد في ختام اجتماع عقدته برئاسة محمود عباس الى وقف عمليات المقاومة المسلحة التي تضر «بالمصالح الوطنية». وكان عباس دعا خلال الحملة الانتخابية له قبل انتخابه رئيسا للسلطة في مطلع الشهر الجاري عدة مرات الى وقف عسكرة الانتفاضة والذي لقى معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية خاصة (حماس) والجهاد.