قرر أطراف طاولة الحوار اللبناني في جلستهم الثانية امس، في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان"افساح المجال لمزيد من الاتصالات والمشاورات يجريها رئيس الجمهورية لتقريب وجهات النظر". والجلسة التي امتدت لنحو ثلاث ساعات وتوقفت بفعل عارض صحي تعرض له احد اطراف الحوار النائب غسان تويني ما استدعى نقله الى المستشفى، انتهت الى بيان يلتزم فيه المشاركون في الحوار"بالاستمرار في نهج التهدئة السياسية والاعلامية وتشجيع المصالحات والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر الاستفزازات"، وكذلك"استكمال البحث بموضوع الاستراتيجية الدفاعية". وكانت الجلسة بدأت في الحادية عشرة وعشرين دقيقة قبل الظهر في قاعة 22 تشرين الثاني نوفمبر في القصر الجمهوري، بحضور القادة ال14 الذين وصلوا تباعاً: رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط، النائب بطرس حرب، النائب ميشال المر، رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية محمد رعد، النائب آغوب بقرادونيان، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الرئيس السابق أمين الجميل، النائب الياس سكاف، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون، رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع، ووصل في سيارة واحدة رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، والنائب تويني والوزير محمد الصفدي. وأدلى البعض بتصريحات مقتضبة فقال النائب رعد عن اصرار"حزب الله"على توسيع طاولة الحوار:"مصرون على التمسك بالاستراتيجية الدفاعية". ووصف السنيورة نتائج الانتخابات الأميركية بأنها"كويسة". أما جعجع فقال عنها:"ربح مرشح 8 آذار في أميركا". وفي تصريح منفصل، علق بري على انتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة بالقول:"الاميركيون بانتخاب اوباما يحاولون تبييض صفحة الماضي وساعدتهم على ذلك ديموقراطية رائعة، يبقى على الرئيس الشاب ان يبيض صفحة المستقبل بدءاً بأزمة الشرق الاوسط وبرفع الظلامة عن شعوب المنطقة وخصوصاً الشعب الفلسطيني". وهنأ الحريري أوباما برسالة باسم الشعب اللبناني على"الانجاز التاريخي للشعب الأميركي المتمثل بانتخابكم". وقال:"إنني متأكد، في ظل قيادتكم الرؤيوية، أن الشعوب التي تبحث عن الحياة بسلام وأمان ستجد فيكم يد المساعدة الممدودة لتحقيق أحلامها بالحياة في عالم خال من العوز والخوف، كما تطلع لذلك في السابق أحد رؤسائكم العظماء، لكي تتمكن من التعبير عن أفكارها التي تقودها إلى الحرية". وقرابة الثانية والنصف بعد الظهر، علقت الجلسة بعد نقل تويني الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، وصدر عن المجتمعين بيان تضمن ان سليمان افتتح الجلسة بكلمة ذكّر فيها بما تم التوافق عليه في البيان الصادر عن الجلسة السابقة، خصوصاً في شأن تعزيز أجواء التهدئة والمصالحات وتأكيد تنفيذ ما تبقى من مقررات مؤتمر الحوار الوطني، والمسائل التي ما زالت في حاجة الى مزيد من التشاور والجهد". وعرض سليمان"نظرته الى مستلزمات الاستراتيجية الدفاعية الوطنية الشاملة وعناصرها، وخصوصاً على الصعد السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية"، مشيراً الى"أهمية تحسين عمل مؤسسات الدولة واصلاح الادارة". ولفت"الى أهمية الدعم الخارجي الذي تلقاه مسيرة الحوار الوطني في لبنان"داعياً الى"الافادة من ايجابياته". وناقش المتحاورون إمكان توسيع طاولة الحوار من حيث المبدأ والمعايير، وموضوع الاستراتيجية الدفاعية، وتمّ الاستماع الى تصوّر للعماد ميشال عون في هذا المجال. وأشار البيان الى انه تم تحديد الحادية عشرة من 22 كانون الأول ديسمبر المقبل موعداً للجلسة الثالثة في قصر بعبدا. وأفاد أطباء في مستشفى الجامعة الاميركية اشرفوا على متابعة الحال الصحية للنائب تويني"أن وضعه حالياً جيد ومستقر". ونقل في ما بعد تويني من العناية الفائقة الى غرفة عادية في المستشفى. ووصل الى المستشفى وزير الداخلية زياد بارود والنائب مروان حمادة. وكانت نايلة جبران تويني وصلت ايضاً للاطمئنان الى جدها وأكدت انه"في وضع مستقر".