بدأت السلطة الفلسطينية أمس حملة ضد مشاركة أهالي القدس الفلسطينيين في الانتخابات البلدية الإسرائيلية في المدينة. وعقدت شخصيات مقدسية رفيعة في السلطة مؤتمراً صحافياً في رام الله في الضفة الغربية حضت فيه أهالي المدينة البالغ عددهم 270 ألفاً على عدم المشاركة في الانتخابات المقررة في 11 الشهر الجاري. وقال رئيس ديوان الرئيس الفلسطيني رفيق الحسيني في المؤتمر إن من يشارك في الحملة الانتخابية سيعاقب. وأضاف أن"القدس مدينة محتلة، احتلت مع الضفة الغربية في العام 1967، ولا نقبل أن يطبق عليها أي قانون إسرائيلي". وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن"الموقف الديني والوطني والشرعي يمنع المشاركة في الانتخابات البلدية ترشيحاً أو تصويتاً". وأضاف أن"بلدية القدس تنفذ مخططات الاحتلال، خصوصاً تهويد المدينة وأسرلة مؤسساتها". ويقاطع أهالي القدس الفلسطينيون انتخابات البلدية الإسرائيلية منذ احتلال المدينة وضمها في العام 1967، معتبرين المشاركة فيها اعترافاً بالضم. لكن ظهرت أخيراً أصوات محدودة بين أهالي المدينة تطالب بالمشاركة في الانتخابات من أجل تمثيل قضايا الفلسطينيين، مثل وقف الضرائب الباهظة التي تفرض عليهم، وتحسين الخدمات القليلة التي تقدم لهم. لكن هذه الدعوات جوبهت بمعارضة شديدة من قبل مختلف الفصائل والشخصيات والمؤسسات الوطنية والإسلامية في المدينة. ويحاول الملياردير اليهودي الروسي المهاجر إلى إسرائيل كادي غايدماك المرشح لرئاسة البلدية جذب أصوات المواطنين العرب لمصلحته. وينشر يومياً إعلانات بحجم صفحة كاملة في صحيفة"القدس"الفلسطينية الصادرة في المدينة تحت عنوان:"غايدماك مرشح من نوع آخر"، واعداً الفلسطينيين بتحسين الخدمات البلدية المقدمة لهم في حال فوزه. وهاجم أحد الناشطين في مؤسسات المدينة الصحيفة المقدسية وشركة الإعلانات الفلسطينية اللتين تنشران إعلانات غايدماك. وطالب يعقوب عودة من"الائتلاف الوطني من أجل القدس"بمعاقبة"الجهات التي تعمل على إرباك الرأي العام في القدس". وقال إن"أهالي القدس يقاطعون الانتخابات منذ احتلال المدينة، لكن ما أربك مواقفهم هو صدور نشرات إعلانية في صحف فلسطينية تروج لمرشح إسرائيلي". وأشار الحسيني إلى أن السلطة تحدثت مع المشاركين في الحملة الانتخابية"بلغة مؤدبة"، لكنها"ستستخدم شتى الأساليب من أجل وقفهم". وأضاف أن المشاركة الفلسطينية في انتخابات بلدية القدس تضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني في المدينة التي قال إنها"الملف الأصعب"في المفاوضات. وقال محافظ القدس عدنان الحسني إن إسرائيل تفرض ضرائب على المواطنين الفلسطينيين في القدسالشرقية مماثلة لتلك التي تفرضها على اليهود في القدس الغربية، لكنها تقدم للفلسطينيين عشرة في المئة فقط من الخدمات التي تقدمها لليهود، داحضاً فكرة أن يكون للمشاركة في البلدية أي أهمية لزيادة الخدمات. واقترح حاتم عبدالقادر ممثل رئيس الحكومة سلام فياض في القدس تشكيل أمانة عامة للمدينة تعمل بمثابة بلدية بديلة لتقديم الخدمات لأهالي القدس.