شهدت الانتخابات البلدية الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة مقاطعة شبه تامة من المقدسيين الفلسطينيين، على رغم دفع الدولة العبرية بكامل ثقلها لحملهم على المشاركة تمهيداً لحسم المعركة على القدس لمصلحتها قبل الشروع بمفاوضات الحل النهائي. وسجلت مراكز الاقتراع الإسرائيلية ال 21 في الأحياء العربية إقبالاً ضئيلاً جداً من المقدسيين الذين نفذوا اضراباً شاملاً تعبيراً عن مقاطعتهم هذه الانتخابات التي يعتبرون أنها تضفي شرعية قانونية على الاحتلال الإسرائيلي للجزء الشرقي من المدينةالمحتلة منذ العام 1967. وجاء الاضراب استجابة لطلب حركة "فتح" ومسؤول ملف القدس في منظمة التحرير فيصل الحسيني الذي دعا المقدسيين إلى "التمسك بقرار المنظمة التاريخي عدم المشاركة في الانتخابات البلدية الإسرائيلية في المدينة تأكيداً لرفض الاعتراف بضم القدس لإسرائيل وببلدية القدس الغربية التي تمثل السلطة المحتلة". وأكد الحسيني ل "الحياة" أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تكريس أمر واقع جديد في المدينة المقدسة لاستباق نتائج مفاوضات الحل النهائي. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الدعوة الفلسطينية إلى مقاطعة الانتخابات "تحريضاً" يتناقض والاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية، خصوصاً اتفاق أوسلو. ودعا نتانياهو، الذي أدلى بصوته في أحد مراكز الاقتراع في القدس، المقدسيين إلى "ممارسة حقهم المدني" بالتصويت، مشيراً إلى "ملايين الشيكلات التي انفقتها البلدية الإسرائيلية لتحسين البنية التحتية في شرقي القدس". وأضاف ان "أورشليم القدس موحدة وعلى العرب واليهود الادلاء بأصواتهم على حد سواء". ومني المرشح الفلسطيني الوحيد والأول في الانتخابات البلدية الإسرائيلية موسى عليان من بيت صفافا بفشل ذريع منذ ساعات الصباح الأولى، على رغم الدعم الذي حظي به من إسرائيل كما أفاد مقدسيون. وهاجم المواطنون بالحجارة السيارات التي الصقت عليها صوره، وحطموها واغلق مركزان من أصل خمسة مراكز للاقتراع في بيت صفافا منذ ساعات الصباح. وقالت مصادر إسرائيلية أمنية إنه طلب من عليان التزام بيته خوفاً على حياته بعد توافر معلومات استخبارية تؤكد نية المس به بسبب ترشيح نفسه للانتخابات ضمن قائمة عربية ورفضه الانسحاب على رغم مناشدة المسؤولين الفلسطينيين. وحذر النائب المقدسي في المجلس التشريعي الفلسطيني حاتم عبدالقادر من "لعبة الانتخابات الخبيثة" التي تمارسها إسرائيل من خلال دعم قوائم عربية "لتحويل قضية القدس السياسية إلى قضية خدمات مدنية للمقدسيين فيها"