طردت سلطات الاحتلال الاسرائيلية فجر أمس عائلة الكرد المقدسية التي باتت رمزاً للمعركة التي يخوضها الفلسطينيون ضد الاستيطان اليهودي في المدينةالمحتلة. وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا اصدرت في منتصف تموز (يوليو) الفائت حكما لمصلحة المستعمرين اليهود الذين طالبوا بطرد هذه العائلة من منزلها، بحجة انها "تحتله" منذ 52عاما. ويأتي تطبيق هذا الحكم قبل يومين من انتخابات بلدية في القدس ستقاطعها نسبة كبيرة من الفلسطينيين. وشاركت امس قوات من الشرطة في العملية وحاصرت منزل عائلة الكرد في حي الشيخ جراح في القدس العربية المحتلة. وقالت منظمة "انترناشونال سوليداريتي موفمنت" المؤيدة للقضية الفلسطينية انه تم اعتقال ثمانية ناشطين اجانب رفضوا عملية الطرد. وعائلة الكرد واحدة من عائلات اخرى لجأت الى القدسالشرقية بعد قيام الكيان الاسرائيلي العام 1948، ثم انتقلت بعد ثمانية اعوام الى منزل امنته لها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وبعد عدوان 1967الذي احتلت خلالها (اسرائيل) القدس العربية، تمكنت منظمات يهودية من ان تتملك نحو ثلاثة هكتارات من اراضي الشيخ جراح استنادا الى وثيقة عثمانية تعود الى نهاية القرن التاسع عشر. لكن عائلة الكرد اكدت ان هذه الوثيقة مزورة. وتجري غداً الثلاثاء انتخابات بلدية تشمل القدسالشرقية. وأعلن المرشحان الرئيسيان لرئاسة بلدية المدينة مئير بورش ونير بركات تأييدهما تسريع الاستيطان في القدس العربية المحتلة. ووصل حاتم عبد القادر المستشار الخاص لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الى المكان منددا بعملية الطرد.وقال عبد القادر لوكالة فرانس برس "في الرابعة فجرا، اقتحمت القوات الاسرائيلية منزل عائلة الكرد وطردت العائلة بالقوة واجبرتها على تسليم مفاتيح المنزل الى مستوطنين". وأضاف "تم اتخاذ هذا القرار رغم الطعن به امام المحكمة العليا، ما يثبت بوضوح ان المشكلة ليست قضائية بل سياسية. الهدف هو طرد الفلسطينيين من (حي) شيخ جراح، انه تصعيد قبل الانتخابات البلدية". واعتبر محافظ القدس عدنان الحسيني باسم السلطة الفلسطينية ان الاسرائيليين "لم يكتفوا باستيطان الارض، بل ايضا منزل تقيم فيه عائلة والدها مريض جدا". واضاف "ليس ثمة في العالم عنصرية تضاهي تلك التي نشهدها اليوم".