دعا مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فيصل الحسيني المقدسيين إلى مقاطعة الانتخابات البلدية الإسرائيلية في المدينة المقدسة لتأكيد عدم شرعية ضم الدولة العبرية للمدينة التي هي جزء من الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967 وتسري عليها كل القوانين الدولية الخاصة بالمناطق المحتلة. وقال الحسيني خلال مؤتمر صحافي عقد في "بيت الشرق" في القدسالشرقية وحضره ممثلون عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وشخصيات وطنية إن مقاطعة الانتخابات البلدية الإسرائيلية في القدس يجب ان تستمر على رغم الضغوطات الإسرائيلية في هذا المجال. وأضاف انه إذا كان لا بد من انتخابات، فيجب المشاركة في انتخابات "مجلس أمانة القدس" العربي الذي حلته إسرائيل في أعقاب احتلالها للمدينة واعتقلت رئيسه في حينه روحي الخطيب. ودعا الحسيني موسى عليان المرشح العربي الوحيد والأول لانتخابات بلدية القدس الإسرائيلية، وهو من بلدة بيت صفافا الجزء الذي احتل في حرب 1948 ويحمل الجنسية الإسرائيلية، إلى الانسحاب من الانتخابات المقرر اجراؤها في 11 تشرين الثاني نوفمبر من العام الجاري، وقال إن "حمله جواز سفر إسرائيلي لا يخوله بأن يمارس حملة دعائية للانتخابات في القدسالشرقية". وشوهدت صور للمرشح عليان في شوارع القدس العربية، فيما منع أكثر من مرة من عقد اجتماعات دعائية في المدينة كان آخرها أمس الأول عندما تم إفشال موتمر صحافي حاول عقده في أحد فنادق المدينة. وأعلن النائب المقدسي حاتم عبدالقادر، الذي شارك في المؤتمر، أن التحضيرات لاجراء انتخابات لمجلس أمانة القدس تجري على قدم وساق لانتخاب مجلس عربي يمثل الفلسطينيين، إلا أنه لم يفصح عن تاريخ اجراء هذه الانتخابات. وكشف النقاب عن إحباط محاولات لرئيس البلدية الإسرائيلي الحالي ايهود أولمرت من زعماء ليكود لضم مخاتير ووجهاء عرب من القدس إلى قائمته لكسب أصوات العرب في المدينة في معركته ضد مرشح حزب العمل شمعون شتريت. وأعلنت إسرائيل عن ضمها الجزء الشرقي من المدينة المقدسة بعد أشهر من احتلاله، وأعلنت المدينة بشطريها الغربي والشرقي عاصمة إسرائيل الموحدة، واستصدرت بطاقات هوية للمواطنين العرب تختلف عن تلك التي استصدرتها لباقي الفلسطينيين في الضفة الغربية، إذ اعتبرتهم "مقيمين" في الدولة العبرية يحق لهم المشاركة في الانتخابات البلدية. غير أن غالبية المقدسيين التزمت بقرار منظمة التحرير المقاطع للانتخابات. وسجلت انتخابات البلدية السابقة حسب، الاحصاءات الإسرائيلية، مشاركة نحو سبعة آلاف فلسطيني من أصل 170 ألف مواطن عربي مقدسي في عملية الاقتراع، فيما شارك في الانتخابات البلدية التي سبقت الأخيرة نحو 17 ألف فلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نقل رسالة للمرشح العربي الوحيد عليان مفادها "الزم بيتك" ولا تشارك في الانتخابات.