أعجب من إصرار صناع الدراما في منطقة الخليج على تجسيد المجتمع الخليجي بصورة المجتمع المخملي الغارق في بحر الملذات والخواء الفكري لا هدف له سوى البحث عن المزيد من الرفاهية بعيداً من كل الأصول المهنية المتعارف عليها في الأوساط الفنية، في المجتمعات العربية الأخرى. بل تكاد تنحصر الفكرة الأساسية لكل عمل درامي خليجي في قضايا الجنس والمخدرات، وهي حالة تنم عن اضمحلال فكري في الساحة الفنية برمتها. وتشكل دليلاً على غياب الفنان المثقف من المشهد العام للدراما الخليجية. وحتى لا يساء فهم محور النقاش في هذه القضية أقول: كما لكل مجتمع رذائل تشوه صفاءه الروحاني كذلك هناك من الفضائل ما ينير عتمة الدروب المظلمة في حياتنا، فالفضيلة تنتشر في المجتمعات بالمقدار ذاته الذي تنتشر به الرذيلة إن وجدت من يسوّقها للناس عبر إعلام هادف تقوده نخب فكرية تحترم عقلية المشاهد ولا تكرس في نفسه تلك الروح الانهزامية التي لا تخدم الحراك الاجتماعي في أي من مظاهره الإنسانية والثقافية. بقيت الإشارة الى البرامج الدينية التي اتحفتنا بروائع الفكر الإسلامي المعاصر. واستطاعت أن تزيل ما ترسب في العقول من جمود فكري وروحاني كرد فعل على الانحطاط الإعلامي. فقد اسهمت هذه البرامج بردم ولو جزء بسيط من الهوة التي خلفتها ثقافة المسلسلات المدبلجة وبرامج القمار التي تستدر أموال الناس بأساليبها المتعددة. عيد موحان الظفيري - السعودية - بريد الكتروني