سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ السديس يطالب دعاة حقوق المرأة بإنقاذها من أوكار الرذيلة.. وعدم استغلالها جسدياً في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أكد أن الحضارات لا تقوم إلا على قواعد الفضيلة
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله فهي العز والظفر وفي الحياة الدنيا خير ما يدخر واولى ما يتعظ به ويزدجر والاستعداد ليوم ينادى فيه {كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقر}. وقال في خطبة الجمعة التي القاها أمس في المسجد الحرام.. «أيها المسلمون الحقيقة التي يشهد بها الواقع وينطق بها التاريخ هي ان الامم والحضارات لاتقوم اركانها ولا يعلو بنيانها الا على قواعد الفضيلة ولا تحل الانتكاسات إلا اذا اتجهت الامة نحو الرذائل. واضاف يقول ان الامة الاسلامية لا تزال تتناوشها الخطوب من كل فج عميق فمن امعن النظر في بعض القضايا الاجتماعية ومع ما ابتلي به العالم اليوم من حوادث العنف والتفجير واعمال الارهاب والتدمير مما يتنادى العقلاء والشرفاء بتجريمه ويتوارد علماء الامة المعتبرون على تحريمة وتتجرع الامة الاسلامية سلبياته واثاره فان من اخطر الحروب التي ابتليت بها الامة بل وانتكست في حموتها الامم والحضارات هي الحرب على الفضيلة واعلاء راية الرذيلة. ومضى فضيلته يقول «لقد اولت الشريعة الغراء كل القضايا الرعاية والعناية ومن اهمها قضية حفظ الاعراض بل قضية وقاية الاسر وحفظ المجتمعات والاجيال من لهيب الرذيلة والسفور وبراثن الفجور واعاصير الشرور وان انكأ سلاح أشهره العدو في صدورنا فكدر به حياتنا الروحية وعكر به صفو حياتنا الاجتماعية هو ذلك الطوفان الغاشم من زمرة الرذيلة مما يعد نوعا من الوان الارهاب الاخلاقي والسلوكي ضد قيم الامة ومثلها وفضائلها عبر القنوات الفضائية الاباحية وشبكات عنكبوتية دنيئة في فضائيات مفتوحة وتلك الاقراص الحاسوبية الخفية بوتقة الاثم التي يمتلكها الصغير والكبير في غفلة من الاباء والامهات والمربين والمربيات. وأضاف امام و خطيب المسجد الحرام يقول «ان الفضائيات الخليعة والمجلات الفاضحة والافلام الفاضحة ذات الصور العارية والاغاني الصاخبة التي تدعو الى الفحشاء مع الرقص المثير التي لا تزيد الغريزة الا شرورا فهي كلها تترسب في اذهان المراهقين والمراهقات وهي السم الزعاف بذاته يصب ناقعا في كل زوج وشاب». وأوضح ان نار الشهوة العاصفة الملتهبة في الصدور لا تخلد مع كل منظر جديد من الخلاعة والتفسخ بل تزداد وتستشرف بمنظر اخر اكثر اثارة وفتونا عن العلاقة المشروعة برباط الزواج المقدس الى حياة الجنس والنزوات المتقلبة دون كابح او حاجز. وبين الشيخ السديس أن تلك الشنائع والفظائع لهي نار ملتهبة وقنابل موقوتة وخناجر مسمومة تذيب قوالب المجتمع وتدمر اركان الاسرة مستشهدا بقوله تعالى {إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة}. وقال فضيلته «ان من عدل الله وحكمته ان اعطى الفضيلة والنقاء.. الصحة والنشاط واعقب الفساد والرذيلة.. الادواء والانحطاط ولا بد من الاستيقان بلا مراء لا سيما من المنهزمين البلهاء ان للفضائل خيرات وبركات ومن ثم عزائم وانتصارات وان للرذائل مصائب وجراحات ومن ثم هزائم وانتكاسات». وأورد امام وخطيب المسجد الحرام ان هناك 260 موقعا اباحيا يتم انشاؤها يوميا على شبكة الانترنت و63 في المئة من المراهقين والمراهقات يرتادون صفحات الدعارة ولا يدري اباؤهم ماذا يتصفحون و 83 في المئة من الصور المتداولة في المجموعات الاخبارية صور اباحية. وتساءل فضيلته قائلا «اليس من الاولى ان تصرف الاموال الطائلة في التسابق الاباحي على ما فيه انماء المجتمعات ورفع مستوى الشعوب. وأكد فضيلته ان الانحرافات الغريزية والتجارة الاباحية التي ارخصت قيمة الانسان واهدرت حقوقه ذكرا وانثى وطمست الحشمة والحياء دون اعتراض امتدت بقذارة ودناءة الى طهارة المجتمعات باسرها والتي تفتك بها ذئاب الرذيلة بينما هي تنوح بالانسانية والتقدمية محذرا من انه اذا أهدرت الفضيلة وأدبرت.. واسترخصت الرذيلة واقبلت فان ذلك سيدمر الاخلاق والقيم وسيصيب الامة الذل والهوان. وطالب الشيخ السديس دعاة حقوق المرأة بالمحافظة عليها وانتشالها من اوكار الزنا وجعلها ينبوعا للحنان ومدرسة للاجيال ومربية للرجال داعيا الاباء والامهات وارباب الفكر ورجال الاعلام والمعنيين بقضايا التربية بان يسهموا في انتشال الامة من مستنقعات الرذيلة وان يتعاونوا من اجل ايجاد البدائل المشروعة والحلول العاجلة التي تقلم اظفار الاباحية وتجفف منابع الرذيلة مما يحقق الطموحات والامال ويسير بالمجتمع نحو التوازن والاعتدال ويقصد الى جلب الخيرات والمصالح ودرء المفاسد والقبائح».