لا يزال قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل ايهود اولمرت استئناف المفاوضات غير المباشرة مع سورية يثير ردود فعل متباينة في الساحة الحزبية الإسرائيلية. وبينما واصل أقطاب أحزاب اليمين المتشدد توجيه انتقادات شديدة لأولمرت، أبدت زعيمة"كديما"وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تحفظها من قيام حكومة انتقالية بمفاوضات سياسية، في حين أعلن زعيم"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك دعمه لأن تجري الحكومة الانتقالية الحالية مفاوضات مع دمشق، وإن حذرها من عواقب"مواصلة شحن السلاح لحزب الله". إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام عبرية عن اولمرت أنه يصر على استئناف المفاوضات تمهيداً لتحويلها إلى مباشرة. وسارع مصدر قريب من رئيس الحكومة إلى"تهدئة"المتخوفين من أن يسلّم اولمرت السوريين"وديعة"جديدة، على غرار الوديعة التي منحها إياها رئيس الحكومة السابق اسحق رابين عبر وزير الخارجية الأميركية السابق وارن كريستوفر، وبعده خلفه بنيامين نتانياهو، بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان. وقال المصدر إن اولمرت لا يعتزم أن يلتزم مسبقاً انسحابا إسرائيليا كاملا من الجولان المحتل في مقابل استئناف المفاوضات المباشرة مع دمشق"لكنه مستعد لفحص خيارات أخرى تتيح الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مثل أن تتم المفاوضات برعاية أميركية أو التزام ضبابي وعام ببحث مسألة ترسيم الحدود". وتابعت الصحيفة أن السوريين يطلبون التزاماً بالحصول على"وديعة"على غرار"وديعة رابين"عام 1995 تتضمن التزام الانسحاب الكامل إلى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967"لكن اولمرت لا يعتزم الانشغال بذلك حتى نهاية الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة". وأضافت انه في حال طرح اولمرت معادلة ضبابية، فإن سورية سترد عليها بالمثل، أي بالتزام ضبابي لا يشمل تعهداً سورياً بالانفصال عن"محور الشر الذي تقوده ايران وكوريا الشمالية وحزب الله". وزاد المصدر أن لا داع للهلع والتصريحات المنفلتة من اليمين، مضيفا أن"الخطوات التي نقوم بها ليست غير قابلة للعودة منها"، لكن تجميد المفاوضات لنصف سنة ليس جيداً لإسرائيل بل سيتسبب في تصاعد التوتر. وأضاف أنه في الأشهر الثلاثة المتبقية على ولاية اولمرت يعتزم الأخير مواصلة المفاوضات، طامحاً إلى بلوغ مرحلة المفاوضات المباشرة. وتابع أن جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد مواصلة المفاوضات حتى من خلال الحكومة الانتقالية. ووفقاً للإذاعة العسكرية، فإن مسؤولين أمنيين يرون أن"مجرد إجراء المفاوضات يضمن ألا يكون الرئيس بشار الأسد مشاركاً في مواجهة بين حزب الله وإسرائيل في حال اندلاعها". وذكرت صحيفة"هآرتس"أن الرئيس بشار الأسد نقل الأسبوع الماضي رسالة إلى إسرائيل أعرب فيها عن استعداد سورية استئناف المفاوضات غير المباشرة بوساطة تركية. وأضافت نقلاً عن مصدر قريب من رئيس الحكومة أن طاقم المفاوضات الإسرائيلي سيغادر بعد أسابيع إلى أنقرة لاستئناف المفاوضات، بعد استئناف الاتصالات الأسبوع المقبل، بين مكتبي اولمرت ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لترتيب موعد مع الجانب السوري لإجراء جولة خامسة. وكانت صحيفة"معاريف"نقلت أمس عن مسؤول قريب من رئيس الحكومة، أن اولمرت يفكر في صوغ"وديعة جديدة"على شكل التزام مسبق لسورية بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، لكن على ألا تشكل الوديعة"نقطة لا عودة"بل تتيح لإسرائيل التراجع عنها في المستقبل.