تعهد الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، بجعل مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن في أفغانستان والمنطقة والعالم أولوية للإدارة الأميركية الجديدة التي ستتسلم مهماتها في 20 كانون الثاني يناير المقبل. ووعد أوباما بالتركيز مجدداً على أفغانستان عبر إرسال قوات اضافية اليها، وتعزيز تعاون بلاده الأمني معها، في وقت أكد الناطق باسم الجيش الأميركي الكولونيل غريغ جوليان أمس ان لواءً يضم حوالى 4400 عنصر سيرسل الى افغانستان في كانون الثاني يناير 2009 من اجل تعزيز عمليات القوات الأميركية في عشر ولايات شرق البلاد، والمساعدة في مكافحة تسلل المتمردين من باكستان عبر تشييد 165 مركزاً على الحدود مع باكستان، حيث ضاعف الجيش الأميركي غاراته الجوية في الأشهر الأخيرة. راجع ص 7 والتزم اوباما ايضاً بمواصلة ارسال مساعدات التنمية الى كابول، والتي ناهزت قيمتها ال 15 بليون دولار منذ اطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001، على رغم انه لم يتردد خلال حملته الانتخابية في انتقاد فشل حكومة كارزاي في مكافحة الفساد وتجارة المخدرات، وعجزها عن التصدي لمشاكل أفغانستان في شكل فاعل. جاء ذلك، غداة إعلان وزير الخارجية الأفغاني رانجين دادفار سبانتا ان بلاده يمكن ان تعارض وجود القوات الاجنبية في أراضيها، في حال لم تتعاون مع القوات الحكومية لدحر"طالبان"التي ما زال كبار قادتها وحلفاؤهم في تنظيم"القاعدة"يتحركون بحرية في البلاد وسط تدهور الأمن فيها يوماً بعد يوم. وشدد سبانتا على ان عدم ارسال الدول الغربية قواتها الى الحدود من اجل منع انتقال المتشددين من الملاذات الآمنة داخل باكستان، سيدفع كابول الى معارضة وجود القوات الاجنبية. كما طالب الوزير الأفغاني بأن تركز القوات الاجنبية على مشاريع التنمية في المناطق التي تطهر من المتشددين. وفي وقت يستمر غضب كابول من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في العمليات العسكرية الاجنبية، اقر الجيش الاميركي بمقتل امرأة ومتمردين اثنين وجرح اربعة مدنيين في عملية شنها جنوده في ولاية زابل جنوب. في الوقت ذاته، قتل 17 من متمردي"طالبان"في غارة جوية نفذتها مروحيات اميركية في منطقة شاه والي كوت في ولاية قندهار جنوب، وثمانية آخرون في معارك اندلعت مع الشرطة الافغانية في منطقة اب باند في ولاية غزني جنوب امس. نشر في العدد: 16670 ت.م: 24-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض