حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، من تحويل النزاع في أفغانستان الى"حرب أميركية"، معتبراً ان حلفاء بلاده في الحلف الأطلسي ناتو يخطئون في عدم إرسالهم تعزيزات جديدة الى أفغانستان. وقال غيتس، على متن طائرة نقلته الى واشنطن بعد حضوره في فلوريدا مراسم تسلم الجنرال ديفيد بترايوس القيادة العسكرية الوسطى التي تشرف على الحربين في العراقوأفغانستان:"يخوض الأفغان الحرب في بلادهم من اجل إنهائها، ويجب ان يدركوا أننا نؤازرهم لمساعدتهم وليس لقيادة الحرب"، مبدياً اعتقاده أن خليفته في الإدارة الجديدة سيبذل قصارى جهده لتلبية مطالب القادة العسكريين بإرسال ثلاثة ألوية إضافية الى أفغانستان العام المقبل. وأضاف:"تحتاج الاستراتيجية العسكرية في أفغانستان الى مزيد من التجانس مع شركائنا في الحلف، واعتقد أن الجنرال بترايوس يستطيع مساعدة قائد قوات الأطلسي الجنرال ماكيرنان في انجاز المهمة"، علماً ان الجنرال بترايوس بدأ دراسة استراتيجية للعمليات في أفغانستان سيعرض نتائجها خلال شهرين. وحدد غيتس المهمة الرئيسية للجنود الأميركيين الذين أرسلوا الى أفغانستان بتأهيل القوات العسكرية الأفغانية من اجل تسريع تطورها، مؤكداً ان"الحل على المدى الطويل يتمثل في تعزيز انتشار الجيش الأفغاني". وأعلنت واشنطن أنها سترسل ألفين من جنود مشاة البحرية الأميركية المارينز الى أفغانستان في الشهر الجاري، و3700 جندي آخرين في كانون الثاني يناير المقبل. في غضون ذلك، استقال قائد القوات البريطانية الخاصة في أفغانستان العميد سيباستيان مورلي، محملاً لندن مسؤولية معاناة القوات البريطانية من"نقص مزمن"في تأمين التجهيزات اللازمة للعسكريين. وأوضحت صحيفة"ديلي تلغراف"ان مورلي حذر مرات من سقوط عدد كبير من القتلى، اذا استمر نقل القوات البريطانية على متن آليات"سناتش لاند روفر"غير المصفحة بدرجة كافية. وقتل أربعة جنود بريطانيين في انفجار لغم بآليتهم في ولاية هلمند جنوبأفغانستان في حزيران يونيو الماضي. واكد مسؤول في وزارة الدفاع البريطانية استقالة مورلي، لكنه أوضح أنها ارتبطت أيضاً ب"أسباب شخصية". وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أعلن الأربعاء ان بلاده ستشتري 700 آلية جديدة عالية التصفيح بقيمة 700 مليون جنيه استرليني لحماية قواتها في أفغانستان. ميدانياً، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان مقتل 25 من متمردي حركة"طالبان"في معارك اندلعت في ولايتين شرق البلاد، وأسفرت أيضاً عن اعتقال ثلاثة أشخاص. ونفذت العملية الأولى في منطقة دارا نور بولاية كونار، حيث فتح مسلحون النار على جنود دهموا مباني مستهدفين قيادياً في"القاعدة"يعتقد أنه سهل انتقال"إرهابيين"أجانب الى الولاية، ما أدّى الى مقتل سبعة مسلحين بينهم امرأة. واستهدفت عمليتان أخريان جماعات موالية للقائد العسكري الكبير في"طالبان"جلال الدين حقاني في منطقة نادر شاه كوت بولاية خوست، حيث سقط 18 مسلحاً بينهم أربعة في غارة جوية، بعدما هاجموا مجموعتين من الجنود. وأعدم مقاتلو"طالبان"أفغانياً لدى عودته من استراليا الى أفغانستان، بعدما رفضت كانبيرا منحه حق اللجوء السياسي. ووضع المسلحون محمد حسين في بئر ثم ألقوا قنبلة يدوية فيها بحضور أفراد من عائلته، علماً أن السلطات الأسترالية احتجزت حسين في جزيرة ناورو في المحيط الهادئ، في إطار إجراءات تبنتها حكومة رئيس الوزراء الاسترالي السابق جون هاوارد للتعامل مع طالبي اللجوء الى أستراليا، ثم أمر خلفه كيفين رود بإغلاق مركز طالبي اللجوء بعد وقت قصير من توليه رئاسة الحكومة نهاية العام الماضي.