اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس مساء الاربعاء ضرورة التعاون مع زعماء القبائل الافغانية لاحلال السلام في افغانستان التي تشهد تصاعدا في العنف. وقال غيتس في كلمة امام المعهد الاميركي للسلام "اعتقد انه في نهاية المطاف، الحل الوحيد في افغانستان هو العمل مع القبائل والقادة المحليين في محاولة لدحر طالبان". واضاف ان "المقاربة الجيدة تقضي بالتعامل مع الزعماء القبليين والمحليين والسعي إلى دفعهم إلى الانضمام إلى قضيتنا بدون التخلي عن فكرة اقامة حكومة مركزية". وتابع غيتس "لكن يجب ايجاد وسيلة لتحقيق ذلك بدون خلق امراء حرب جدد او اقامة ميليشيات قبلية جديدة". وكان قائد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال الاميركي ديفيد ماكيرنان رأى في ايلول - سبتمبر الماضي ان اتفاقا مع حركة طالبان "امر يمكن التفكير به" ورأى ان اللجوء إلى القبائل لاحلال السلام امر "جيد". من جهة اخرى، اكد غيتس ان الجهود الدولية الجارية في افغانستان تواجه صعوبات في تحقيق اهدافها بسبب انعدام التنسيق والتكامل بين البلدان، وبين المدنيين والعسكريين مع الحكومة الافغانية. وقال ان "مجمل هذه الجهود التي تجرى اليوم، ايا تكن اهدافها والتضحيات التي تبذل من اجلها، هي دون توقعات الاطراف". وتأتي هذه الملاحظات فيما ارتفعت حدة العنف منذ حوالى السنتين، على رغم انتشار حوالى سبعين الف جندي في اطار القوتين الدوليتين الاولى بقيادة حلف شمال الاطلسي والثانية بقيادة اميركية. واكد غيتس "من اجل تحقيق الانتصار، يتعين على الجميع، الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي والمنظمات غير الحكومية والمجموعات الاخرى والمدنيين والعسكريين، التنسيق بشكل افضل فيما بينها ومع الحكومة الافغانية". واعرب غيتس من جديد عن اسفه لان بعض الحلفاء في الحلف الاطلسي "لا يستطيعون ارسال عدد ونوع القوات المسلحة المطلوبة لهذا النوع من النزاعات" فيما تطالب القيادة في افغانستان بأكثر من عشرة آلاف جندي اضافي لمحاربة المتمردين. كما عبر عن اسفه للقيود التي تفرضها بعض بلدان الحلف الاطلسي على المهمات التي يمكن ان تقوم بها قواتها في افغانستان. ميدانياً وفي باكستان المجاورة اعلنت الشرطة ان اربعة اشخاص قتلوا وجرح ثلاثون آخرون أمس في هجوم انتحاري بحافلة صغيرة مفخخة استهدف مركزا للشرطة في وادي سوات شمال غرب باكستان. وهو الهجوم الاخير في سلسلة العمليات التي تستهدف قوات الامن الباكستاني في شمال باكستان حيث تشن السلطات حملة ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان. إلى ذلك لقي أربعة أشخاص على الاقل حتفهم أمس في غارة جوية أمريكية على منطقة جبلية باكستانية متاخمة للحدود مع أفغانستان.