اشتبك الجيش النظامي في الكونغو الديمقراطية أمس، مع متمردي حزب"المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب"بزعامة جنرال التوتسي المخلوع لوران نكوندا في بلدة كاباشا قرب مدينة كانيابايونغا الاستراتيجية شرق. وقال الجنرال فانكير مايالا، قائد المنطقة العسكرية الثامنة:"حاول عناصر ازاحتنا من مواقعنا في كاباشا باستخدام أسلحة مدفعية ثقيلة، لكن الاشتباك انتهى من دون ان تتغير مواقع الطرفين". وأكد الناطق باسم مهمة الأممالمتحدة في الكونغو الديموقراطية الكولونيل جان بول ديتريش وقوع الاشتباك، لمدة ربع ساعة،"لكننا لا نعرف من تسبب به". في المقابل، أشارت قوات التمرد عبر الناطق باسمها بيرتران بيسيموا الى ان القوات الحكومية تقدمت في اتجاه مواقع المتمردين في كاباشا، مؤكداً ان حركة التمرد ما زالت تحترم وقف النار الذي أعلنته من جانب واحد في نهاية تشرين الأول اكتوبر الماضي. وكانت حركة التمرد أكدت الخميس ان قواتها تقف على"ابواب"كانيابايونغا التي تبعد مسافة مئة كيلومتر من غوما كبرى مدن المنطقة. وأعلنت قوات الأممالمتحدة اول من امس ان المتمردين انتشروا على بعد بضعة كيلومترات جنوب كانيابايونغا، بعدما تقدموا في الأيام الأخيرة نحو 20 كلم في اتجاه الشمال. وقالت المهمة انها عززت على غرار الجيش مواقعها في كانيابايونغا، حيث قامت مروحيات تابعة للمهمة بطلعات استطلاعية. في غضون ذلك، وصل الموفد الخاص للأمم المتحدة لجمهورية الكونغو الديموقراطية اولوسيغون اوباسانجو الى هذا البلد في زيارته الأولى منذ تعيينه مطلع تشرين الثاني نوفمبر، وسيلتقي اطراف النزاع سعياً الى وقف المواجهات الدائرة منذ نهاية آب أغسطس الماضي. وأعلنت الرئاسة الكونغولية ان الرئيس النيجيري السابق التقى الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا لفترة ساعة ونصف الساعة، وسيجتمع لاحقاً مع زعيم المتمردين نكوندا. وأوضح اوباسانجو انه قرر بعد انعقاد مؤتمر نيروبي الإقليمي الذي ناقش الأسبوع الماضي الأزمة في الكونغو الديموقراطية بدء جولة اولى من المشاورات في المنطقة من اجل وضع ملامح لما نجب ان نفعله معاً لإحراز تقدم وإيجاد حل للازمة. وقال:"تسير الأمور في شكل جيد حالياً، بعدما لم يضع الرئيس كابيلا اي شروط لإجراء لقاء او مفاوضات مع نكوندا". وأكد انه سينقل الى زعيم المتمردين رسالة تفيد بأن"الأسرة الدولية تنتظر وقف إطلاق نار دائم للتعاطي مع المأساة الإنسانية، والتقدم في اتجاه تحقيق سلام دائم"، فيما استبعد توسع دائرة القتال. وتزامنت زيارة اوباسانجو مع زيارة مفوض السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة لكنشاسا التي استهلت أول من أمس، وتهدف الى بحث"تعزيز"بعثة الأممالمتحدة في الكونغو الديموقراطية, علماً انه أكد تأييد منظمته لجهود اوباسانجو التي"تسمح للأسرة الدولية بالتكلم بصوت واحد". وفي إشارة الى اتفاقات تشرين الثاني نوفمبر 2007 الموقعة في نيروبي بين الكونغو الديموقراطية ورواندا, واتفاق كانون الثاني يناير 2008 بين أطراف النزاع الكونغوليين، دعا العمامرة الى تحريكها كلها"ضمن ذهنية توافق وتهدئة من اجل التوصل الى حلول دائمة". وفي السياق ذاته، زار وزير الخارجية الكونغولي الكسيس تامبوي موامبا رواندا التي تتهما كينشاسا بدعم التمرد. وقال موامبا ان"الزيارة تظهر تواصل الاتصالات على اعلى مستوى بين الحكومتين، وان رواندا يجب ان تضطلع بدور مهم في حل الأزمة". وفي بروكسيل, أجرى الاتحاد الأوروبي مشاورات من اجل دعم مهمة الأممالمتحدة، وانكب على وضع عملية انسانية لوجستية في شكل سريع لإقامة جسر جوي يهدف الى مساعدة 250 الف شخص شردوا منذ استئناف المعارك في نهاية آب. وبدأ برنامج الأغذية العالمي في أراضي روتشورو نحو 75 كلم شمال غوما اول عملية توزيع مكثفة للأغذية منذ أسبوعين في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. وتستهدف هذه العملية 12 الف نازح وستستمر اربعة ايام. ووصلت قافلة من عشر شاحنات من المساعدات تؤمن احتياجات كل نازح مدة اسبوعين الى روتشورو من دون عوائق تحت حماية قوات الأممالمتحدة. وقال الناطق العسكري باسم بعثة الأممالمتحدة جون بول ديتريش ان حوالى 25 الف نازح يقبعون حالياً حول قاعدة البعثة الصغيرة في بامبو شمال غوما لا يتلقون أي مساعدة انسانية حالياً. نشر في العدد: 16662 ت.م: 16-11-2008 ص: 15 ط: الرياض عنوان: الكونغو : الرئيس كابيلا يوافق على مفاوضة زعيم المتمردين "بلا شروط"