واصل المتمردون شرق الكونغو الديموقراطية تقدمهم في اتجاه وسط البلاد، فيما تصدت لهم قوات الأممالمتحدة في محاولة لوقف تقدمهم باتجاه مدينة غوما. في الوقت ذاته، شكل الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا حكومة جديدة ، سعياً الى إرساء السلام في شرق البلاد حيث فر حوالى 20 الف مدني هرباً من المعارك بين متمردي لوران نكوندا والجيش الكونغولي. وتضم حكومة"الكفاح وإعادة الإعمار"التي يرأسها ادولف موزيتو والمنتظرة منذ حوالى الشهر بعد استقالة رئيس الوزراء انطوان غيزينغا، 37 وزيراً و13 نائب وزير. وعوقب وزيرا الدفاع شيكيز ديمو والداخلية دنيس كالومي اللذان لم يتمكنا من القضاء على تمرد نكوندا في اقليم كيفو الشمالي. ويأتي تشكيل هذه الحكومة الثالثة منذ انتخاب الرئيس كابيلا في 2006، في وقت يعمد اعضاء من المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب برئاسة الزعيم التوتسي الكونغولي المتمرد نكوندا الى احتلال مواقع يسيطر عليها الجيش النظامي. تقدم المتمردين ميدانياً، تواصل قوات التمرد تقدمها في اتجاه غوما عاصمة اقليم كيفو الشمالي المحاذي للحدود مع رواندا، فيما فر حوالى 20 الف مدني بينهم كثير من النساء والأطفال من المعارك. و أعلنت الأممالمتحدة الاثنين استقالة الجنرال الاسباني الذي يقود 17 الفاً من قوات الأممالمتحدة المنتشرين في البلاد، بعد شهرين على تسلمه مهامه. وعزا استقالته الى"اسباب شخصية". وانخرطت قوات السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونغو الديموقراطية في قتال عنيف مع المتمردين. وأبلغ قائد القوات الدولية الان دوس، هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي امس، ان مروحيات حربية ووحدات مدرعة تابعة للمنظمة الدولية، تقاتل الى جانب جيش الكونغو شمال منطقة غوما. وجاءت هذه الاشتباكات في أعقاب مهاجمة المئات من المتظاهرين لمقر بعثة الأممالمتحدة في غوما عاصمة اقليم كيفو الشمالي، احتجاجاً على ما قالوا انه تقاعس منها لحمايتهم. وتحاول قوات الأممالمتحدة مساعدة القوات الحكومية في منع المتمردين من التقدم الى غوما حيث فر اللاجئون. وقال دوس:" نحن لا نستطيع السماح للمراكز السكانية بأن تتعرض للتهديد. كنا مجبرين على التدخل". وأفاد مراسل" بي بي سي"مارك دويل ان رد فعل الأممالمتحدة القوي ، يظهر خطورة التقدم الذي تحرزه قوات المتمردين. وقالت ناطقة باسم الأممالمتحدة ان هجوم المتظاهرين على مقر المنظمة الدولية في العاصمة الإقليمية غوما ادى الى تحطيم عدد من السيارات وتكسير بعض نوافذ المقر. ويشعر المحتجون بالغضب لأن بعثة الأممالمتحدة القوية لم تقم بحمايتهم من المتمردين. يشار الى ان قوات حفظ السلام العاملة في جمهورية الكونغو الديموقراطية هي الأكبر من نوعها في العالم، اذ يخدم في صفوفها 17 ألف جندي ينتشرون في أنحاء البلاد. وتمكن المتمردون، الذين يزعمون انهم يقومون بحماية اقلية التوتسي في المنطقة، خلال عطلة الأسبوع، من الاستيلاء على معسكر للجيش في رومنجابو على بعد حوالى 50 كلم شمال غوما. وقال مراسل"بي بي سي"شرق الكونغو ان المخيم الرئيس للنازحين بالقرب من رومنجابو أصبح فارغاً بعد ان هرب سكانه باتجاه المدينة. وجاء ذلك بعدما هدد نكوندا بالاستيلاء على غوما. واتهمت الاممالمتحدة قواته بإطلاق صاروخين على مركبتين تابعتين لها الاحد، أسفرا عن اصابة عدد من جنود البعثة الدولية. ومنذ تجدد المعارك في آب اغسطس الماضي في انتهاك لاتفاق السلام الذي وقع في غوما مطلع العام، أدت المواجهات بين الجيش الكونغولي والمتمردين الى فرار نحو 200 الف شخص من منازلهم، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.