أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس، بأن الحكومة البريطانية تعكف حالياً على تحديث استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، في ظل تزايد قلق المسؤولين الأمنيين من تهديد انعزاليين غير مرتبطين بتنظيم"القاعدة"بعد تحوّلهم إلى متطرفين. وأوضحت ان الاستراتيجية الجديدة المعروفة ب"كونتيست"، والتي يتوقع ان تنجز نهاية السنة الحالية، ستركز على الحدّ من عمليات التجنيد الإرهابي، معلنة أن"التعاون مع الجاليات المسلمة والتعامل مع دور الإنترنت سيكونان أساسيين في تحديث الإستراتيجية، مع الإبقاء على درجة التحذير الإرهابي عند المستوى الثاني الأعلى، وهو خطير، والمعتمد منذ الصيف الماضي. ونقلت"بي بي سي"عن مصادر حكومية وصفتها بالبارزة أن"أجهزة الأمن تعمل بأقصى طاقاتها في مجال مكافحة الإرهاب، وتستبعد خفض درجة التحذير الإرهابي في القريب العاجل". وأشارت إلى تزايد القناعة لدى أجهزة الأمن البريطانية بأن مصدر التهديد لا يقتصر على"القاعدة"في باكستان والجماعات المرتبطة بها، بل يشمل أيضاً أفراداً غير مرتبطين بالتنظيم. وكشفت صحيفة"ذي انديبندنت"أن"الحكومة البريطانية قدمت معدات إلى جماعات لمراقبة نشاطات الحركات الجهادية على الإنترنت والتصدي لها، في محاولة لمنعها من غرس أفكارها في عقول الشبان المسلمين". وأضافت أن"مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب الذي انشئ اخيراً لتنسيق العمليات ضد القاعدة ومؤيديه تولى مسؤولية عرقلة الشبكات الإرهابية"، مشيرة إلى أن الشرطة اعتقلت انتحارياً محتملاً لدى استخدامه معلومات تسلمها من مسجد. وكشفت ان المخططات الجديدة للإرهابيين تشمل شن عمليات تفجير باستخدام كيمياء المطبخ. على صعيد آخر، ستنتقل السفارة الأميركية لأسباب أمنية من موقعها الشهير في ساحة غروفنر وسط لندن إلى منطقة صناعية سابقة تقع جنوب نهر"تايمز"لأسباب أمنية. وأفادت صحيفة"ديلي تلغراف"بأن السفير الأميركي روبرت تاتل اضطلع بدور رئيس في قرار نقل السفارة، لأسباب أمنية وأخرى تتعلق بعدم قدرة السفارة على استيعاب موظفين جدد يفوق ال 800 حالياً، مع مراعاة ضرورة البقاء قرب البرلمان والمباني الحكومية. وأوضح تاتل أن السفارة الأميركية الحالية ستعرض على البيع بعدما صادق الكونغرس الأميركي والسلطات البريطانية على المبنى الجديد للسفارة، والذي يتوقع أن يشيد خلال خمس سنوات بكلفة 200 مليون جنيه إسترليني.