أبدت واشنطنولندن ارتياحهما إلى تعاون الرياض في مكافحة الإرهاب. واكدت مصادر سعودية، غداة تحذير الولاياتالمتحدة وبريطانيا واستراليا رعاياها في المملكة العربية السعودية من اعتداءات، أن الاجهزة الامنية في المملكة تلاحق مطلوبين يشكلون عناصر لخلية او خليتين ارهابيتين على علاقة بتنظيم "القاعدة". واوضحت ان التحذيرات قد "يكون سببها ملاحقتنا هذه العناصر الخطرة والمتدربة"، مشيرة الى نوع المتفجرات التي ضبطتها السلطات الامنية أخيراً وكانت بينها احزمة ناسفة تستخدم في العمليات الانتحارية. ووصف مسؤول أميركي اعتداءات الرياض قبل نحو خمسة أشهر بأنها كانت "أم اليقظات" للسعوديين، مشيداً بتعاونهم في مجال مكافحة الإرهاب. في حين أوضح الناطق باسم السفارة البريطانية في الرياض باري بيش، أمس السبت بأن بلاده لا ترى ان التهديد الارهابي في المملكة العربية السعودية موجه فقط إلى المصالح الغربية، في إشارة إلى تحذير لوزارة الخارجية البريطانية التي نصحت يوم الجمعة مواطني المملكة المتحدة بعدم السفر الى السعودية الا في حال الضرورة، معتبرة أن "إرهابيين ربما كانوا في المرحلة النهائية من التخطيط لاعتداءات". واكدت مصادر السفارة الاميركية في الرياض امس ل"لحياة" ان السفارة حذرت بالفعل من وقوع عمليات ارهابية خلال شهر رمضان. وجاء في بيان للقنصلية الاميركية عبر الانترنت: "ان مجموعات ارهابية قد تنفذ عمليات خلال شهر رمضان، وندعو الرعايا الاميركيين الى لزوم قدر خاص من الحذر خلال هذه الفترة". واعتبر ناطق باسم السفارة الاميركية "أن هذا التحذير يعكس مخاوف الحكومة الاميركية من اعتداءات يخطط تنظيم القاعدة الارهابي لتنفيذها في السعودية". واكد تعاون بلاده مع السلطات السعودية في مجال مكافحة الارهاب. ورفض الناطق باسم السفارة البريطانية باري بيتش كشف التفاصيل حول الاسباب وراء هذا التحذير البريطاني الجديد "واعتبار التهديدات جدية هذه المرة". أما الناطق باسم السفارة البريطانية في الرياض باري بيش فأعرب عن اعتقاده بأن "التهديدات المتزايدة ليست مرتبطة في الضرورة بالمصالح الغربية. وقد اثبتت الاعتداءات على الأحياء السكنية في الرياض في 12 ايار مايو ان المصالح الغربية ليست وحدها المستهدفة". واضاف ان لندن تقر بأن "السلطات السعودية تبذل قصارى جهدها لمكافحة الارهاب ... ونحن نعمل بالتعاون الوثيق معها". وعلى هذا الصعيد، اعلن مسؤول اميركي كبير في واشنطن اف ب فضل كشف هويته، ان تعاون السعودية مع الولاياتالمتحدة في حربها على الارهاب قد زاد زيادة كبيرة منذ اعتداءات الرياض. وقال: "سيكون تشويه كامل للامور ... اذا قلنا اننا لسنا مرتاحين إلى ما قام به السعوديون". وأضاف ان الاعتداءات التي أوقعت في 12 ايار الماضي 34 قتيلا بينهم تسعة انتحاريين وسبعة اميركيين وعشرة آخرين من جنسيات مختلفة، كانت في هذا المجال "يقظة" وحتى "ام اليقظات" بالنسبة إلى السلطات السعودية". واشار الى ان الاميركيين والسعوديين اقاموا منذ ذلك الوقت "مركزا لعمليات مشتركة" حيث يعمل معا اشخاص من البلدين ويتقاسمون المعلومات الاستخبارية وغير ذلك ... ووصلنا حاليا الى سنوات النور" في مجال التعاون الذي كان محدوداً في فترة اعتداء الخبر عام 1996 الذي سقط فيه 19 اميركيا. وتابع انه اعتبارا من ايار الماضي "لم تعتقل اي دولة حسب علمي ولم تقتل عناصر من القاعدة وكذلك لم تخسر هذا العدد من الرجال" في عمليات ضد ناشطين متطرفين. واكد ان واشنطن التي سحبت جيمع قواتها من قاعدة الامير سلطان العسكرية، على اتفاق تام مع السعودية، وهي تنوي تكثيف تعاونها العسكري معها في مجال التدريب، مشيراً الى ان هذا التعاون في مجال التدريب القائم اصلا بين سلاح الجو والحرس الوطني السعودي، سيتوسع ليشمل الجيش وبخاصة صغار الضباط. ولم تلاحظ "الحياة"امس وجود قلق او خوف لدى المواطنين والمقيمين في الرياض وغيرها من المدن السعودية، من التحذيرات الغربية من الاعتداءات. وقال مسؤول امني وديبلوماسي سعودي سابق ل"الحياة": "نعيش حالياً تحت ضغوط نفسية خارجية سياسية وامنية شديدة لم نشهد مثلها من قبل".