أصدرت السفارة الأميركية في لندن بياناً امس، لتوضيح تصريحات أوردها السفير روبرت تاتل في شأن نقل الولاياتالمتحدة مشتبهاً بهم"إرهابيين"إلى دول أخرى من بينها سورية، للتحقيق معهم هناك. وقال السفير تاتل في مقابلة بثتها المحطة الإذاعية الرابعة التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي:"لا أدلة على نقل الولاياتالمتحدة مشتبهاً بهم إرهابيين إلى سورية". لكن"بي بي سي"أشارت إلى أن السفارة الأميركية في لندن أوردت في رسالة وجهتها إليها"أن السفير تاتل أدرك في ما بعد وجود تقارير إعلامية تحدثت عن نقل مشتبه بهم إلى سورية"، في إشارة إلى نقل الكندي السوري الأصل ماهر عرار إلى الأردن ثم إلى سورية، والذي أطلق سراحه لاحقاً بعد تدخل الحكومة الكندية. وأضافت السفارة:"لا تعلّق الولاياتالمتحدة على التقارير الأمنية التي تظهر في الصحف، ولا تسمح على رغم طبيعة التهديد الذي تواجهه اليوم كما أوضح الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بممارسة التعذيب، ولا تتغاضى عنه ولا يشارك فيه مسؤولوها في أي مكان". وزادت:"لا نسلم أي شخص نحتجزه إلى أي مكان نعتقد انه سيتعرض للتعذيب فيه"، مشددة على أن الولاياتالمتحدة"تتخذ إجراءات في الحرب ضد الإرهاب مع الاحترام الكامل لالتزاماتها الدولية والاحترام الكامل لسيادة شركائها". وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية"أن السلطات الأميركية احتجزت عرار في نيويورك عام 2002 ثم نقلته جواً إلى الأردن ومنها إلى سورية التي أفرجت عنه بعد سنة، نتيجة تدخل الحكومة الكندية"، مشيرة إلى أن عرار زعم أنه تعرض للتعذيب أثناء احتجازه في سورية. في غضون ذلك، نفت مصادر حكومية يمنية بشدة تلقي صنعاء عرضاً أميركياً لتوقيع اتفاق سري تسلّم بموجبه السلطات الأميركية اليمن جميع معتقليها المحتجزين منذ أربع سنوات في معتقل غوانتانامو في مقابل تعهدات صنعاء باستمرار اعتقالهم في السجون اليمنية. وأوضحت المصادر أن اليمن لا يمكن أن تقبل استمرار احتجاز أي من معتقليها العائدين من غوانتانامو من دون سند قانوني، نافية في الوقت ذاته أن تكون تلقت طلباً رسمياً من السلطات الأميركية أثناء زيارة الرئيس اليمني علي عبدالله الصالح الأخيرة لواشنطن السماح بفتح سجون أميركية في أراضيها. وكانت منظمة يمنية معنية بحقوق الإنسان طلبت من النائب العام اليمني الإفراج عن عدد من المعتقلين الذين تسلمتهم اليمن من الإدارة الأميركية. وأكدت منظمة هود أن المعتقلين هم وليد محمد شاهر القدسي الذي سلّم إلى اليمن منذ أكثر من عام ونصف العام، وصلاح ناصر سالم قرو ومحمد فرج باشميلة ومحمد صالح عبدالله الأسد الذين سلموا إلى اليمن في أيار مايو الماضي. واعتبرت المنظمة استمرار سجنهم مخالفاً لأحكام الدستور. إلى ذلك، أرجأت محكمة يمنية متخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة محاكمة متهم بترويج المخدرات اعتقل في قاعدة غوانتانامو لثلاث سنوات قبل أن تسلمه السلطات الأميركية إلى اليمن العام الماضي. وأفاد مصدر قضائي أن المتهم كرامة خمسان 34 سنة توجه إلى باكستان للاتجار بالمخدرات وحاول إدخال طن من الحشيش ومليوني ريال سعودي، إلا أنه ألقي القبض عليه خلال محاولته التسلل إلى باكستان. وأودعته السلطات الأميركية سجن قاعدة بغرام قبل إرساله إلى غواناتانامو. وبحسب المصدر، سيحاكم خمسان بتهمه الاتجار والترويج للمخدرات إذ تثبت المحاضر مع المتهم عدم اشتراكه في عمليات"القاعدة". وفي مدريد، أكدت زوجة الإرهابي الإسباني المفترض من اصل سوري مصطفى ست مريم ناصر أن زوجها الذي يرجح أن يكون اعتقل في باكستان في نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي"محتجز"لدى قوات"غير باكستانية". وأكدت ايلينا مورينو لصحيفة"إلموندو"الإسبانية التي قالت إنها تقيم في أحد بلدان الشرق الأوسط، أنها حصلت على هذه المعلومات من"شخص موثوق فيه جداً"و"إن زوجي محتجز ويخضع لاستجواب سلطات غير باكستانية". وزادت:"اعتقد انهم لم يتركوا الباكستانيين يؤكدون اعتقاله وان سلطات أخرى تستجوب ست مريم. اختفى ولا اعلم من يعتقله مع انه يمكن التكهن بذلك من خلال تسريبات الصحف حول طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية"سي آي أي"وسجونها السرية في العالم اجمع". ولفتت إلى أن سفارة إسبانيا في إسلام آباد لم تفدها بأي معلومة حول زوجها الذي يشتبه في انه شكل خلية تابعة ل"القاعدة"في إسبانيا. وأفادت"إلموندو"أن القضاء الإسباني أرسل إلى باكستان بصمات ست مريم وصوره وعينة من حمضه الريبي النووي للتأكد من هويته.