حذر الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، من أن ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية ستعرقل اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل، ويمكن أن تُجهض السلام في جنوب البلاد وتعقّد الأوضاع في دارفور، منتقداً استخدام المؤسسات الدولية لتصفية حسابات سياسية. وكان البشير يتحدث أمام القمة السادسة للدول الافريقية الكاريبية الباسفيكية في اكرا، أمس، بعد يوم عقد الدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية أولى جلساتها للنظر في طلب مدعى المحكمة لويس مورينو اوكامبو توقيفه بعدما اتهمه بارتكاب جرائم حرب وابادة في دارفور. وقال الرئيس السوداني معلّقاً على اتهامات أوكامبو إنها تهم"سياسية وكيدية"ولا تحمل صبغة قانونية، واعتبرها مؤامرة على بلاده، موضحاً أن تداعياتها ستتجاوز السودان الى المنطقة. وتعهد تحقيق السلام في الإقليم عبر محادثات مع المتمردين. وعلى رغم مصادقة غانا على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، قال مصدر حكومي قبل زيارة البشير إنه من غير المحتمل أن تعتقل غانا الرئيس السوداني في أثناء وجوده فيها حتى وإن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال في حقه. ويقول خبراء دوليون إن القتال المستمر لأكثر من خمس سنوات في دارفور تسبب في مقتل 200 ألف شخص وحمل أكثر من 2.5 مليون آخرين على ترك منازلهم، مما استدعى بدء أكبر عملية للمساعدات الإنسانية في العالم. وتقول الخرطوم إن عدد القتلى في الصراع 10 آلاف شخص فقط. واندلع الصراع أوائل عام 2003 عندما بدأت جماعات غالبيتها من غير العرب تمرداً متهمين الخرطوم بإهمالهم. وفي سياق متصل، تدهورت الأوضاع الأمنية في ولاية جنوب دارفور. وجدد حاكم الولاية علي محمود اتهام متمردي دارفور بقصف مروحية تستأجرها البعثة الأممية - الأفريقية المشتركة"يوناميد"قبل أيام، وقال إن المتمردين الذين نفوا علاقتهم باسقاط الطائرة كانوا يستهدفون برج مراقبة مطار نيالا، ثاني أكبر مدن الإقليم، لتعطيله. وكشف أن السلطات رصدت محادثة هاتفية بين المتمردين بعد وقت قليل من احتراق الطائرة. كما نجا وزير الزراعة في ولاية جنوب دارفور عمر عبدالرحمن من محاولة اغتيال قُتل فيها أحد أفراد طاقم حراسته عندما كان في طريقه من نيالا لقضاء عيد الفطر مع أسرته في مدينة كأس. وكان الوزير عمر الذي ينتمي إلى"الحركة الشعبية لتحرير السودان"برفقة زوجته وثلاثة من أفراد حراسته أُطلق عليهم وابل من النار في منطقة مراي جنقي، إلا أن الوزير الذي كان يقود السيارة لم يتوقف على رغم اصابة أحد حراسه اصابات بالغة توفى على اثرها. وأبلغ الوزير وحدة من الجيش في المنطقة لاحقت الجناة الثلاثة واستطاعت توقيفهم. وكشفت التحقيقات الأولية مع الجناة أنهم طوارق نيجيريون في ميليشيا"الجنجاويد"التي يُنسب اليها عمليات القتل والاغتصاب والفظائع المريعة التي وقعت في دارفور. وأمر حاكم جنوب دارفور بتفتيش مدينة نيالا لضبط الأسلحة غير المرخصة عقب ارتفاع قتلى اطلاق الأعيرة النارية العشوائية في المدينة خلال عطلة عيد الفطر الى اثنين بعد وفاة صبي عمره 12 عاماً متأثراً بجروحه. ويتنافس المواطنون الفرحون ابتهاجاً بالعيد في اطلاق النار مستخدمين أسلحة ثقيلة. من جهة أخرى، قال مسؤول السلام في مفوضية شمال السودان لنزع السلاح والتسريح وإعادة ادماج المقاتلين القدامى عبدالحفيظ محمد أحمد إن السودان يضطلع بمهمة تسريح 350 ألف محارب من الجيش السوداني و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"الذي يسيطر على جنوب البلاد واعتبرها أكبر عملية تسريح في أفريقيا. وقال إن حكومته مهتمة بتوفيق أوضاع العسكريين المسرّحين ونزع الالغام للحيلولة دون وقوع نزاعات مستقبلاً، وحذر من تأثير الفاقة والحرمان والبطالة على السلام في البلاد.