وصف نائب رئيس هيئة الأركان للقوات الإيرانية مسعود جزائري الاتفاقية الأمنية المزمع إبرامها بين العراقوالولاياتالمتحدة ب"وصمة عار"في تاريخ العراق. واتهم جزائري الولاياتالمتحدة بممارسة الضغط على المسؤولين العراقيين، مضيفاً أن وسائل الدعاية والحرب النفسية التي تشنها أميركا وحلفاؤها لدفع الحكومة العراقية للتوقيع على الاتفاقية، لن تخدع الشعب العراق، بحسب قوله. هذا هو نص التصريح غير الديبلوماسي الذي أدلى به جزائري بحق الاتفاقية التي من المزمع ان يعقدها العراق مع الولاياتالمتحدة هذه الايام بعد ان وصلت هذه الاتفاقية الى مراحلها النهائية. وهذا التصريح تجاوز الخطوط الحمر التي ينبغي ان تحترمها دول الجوار العراقي. ومن الغريب انه لم يصدر أي رد عراقي رسمي مباشر على هذا التصريح الذي وصف به المسؤول الايراني هذه الاتفاقية بالوصمة في تاريخ العراق من غير ان يعرف محتواها ولا مضمونها وما يمكن ان تتضمنه من بنود ربما ستحدد الطبيعة القانونية لوجود الجيش الأميركي على الأراضي العراقية بعد نهاية العام الحالي. الرد العراقي جاء على نحو آخر، فقد زار رئيس وزراء العراق نوري المالكي السيد علي السيستاني في النجف. وأعلن بعد اللقاء ان"المرجعية الشيعية في العراق أوكلت الى البرلمان ومؤسسات الدولة البت في الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين العراق واميركا!"ف"سماحة السيد دائماً يوكل المسألة الى العراقيين والى القوى السياسية وما يتفقون عليه وما يعتمدونه"على حد تعبير المالكي. وهذا يعني أن الموافقة على الاتفاقية أو رفضها يعتمد على موافقة البرلمان العراقي الذي اختاره الشعب في مرحلة معينة من تاريخ العراق السياسي بغض النظر عن رأينا بهذا البرلمان واعضائه وفاعليته في العمل السياسي ومدى الاحباط الذي يعانيه المواطن العراقي منه، وهو أفضل رد يتعلق بهذه الاتفاقية وبكل قرار سياسي آخر يتعلق بالعراق، فلا يمكن ان نقول عن أي قرار أو خطوة سياسية بأنها سلبية أو ايجابية قبل ان نرى مضمونها... كما لا يمكن ان نقول يجب ان توافق المرجعية الدينية عليها ونتجاهل رأي الشعب العراقي وأعضاء البرلمان ومؤسسات الدولة الدستورية. فهذا شيء لا يقبله السيستاني نفسه الذي ينصح السياسيين دائماً حينما يزورونه بالرجوع الى الشعب ومؤسساته الدستورية ويرفض بصورة قاطعة تجاهل رأي الشارع العراقي في العملية السياسية. ورأي السيد علي السيستاني هذا له دلالة أخرى بحيث يمكن اعتباره أيضاً رداً صريحاً على ما قاله نائب رئيس هيئة الأركان للقوات الإيرانية ! فالرأي رأي الشعب العراقي وليس لإيران الحق ولا أي دولة من دول الجوار ان تبدي رأيها في قضية تتعلق بمستقبل العراق وبمصالح شعبه. مهند حبيب السماوي - بريد الكتروني