لعل من أغرب الظواهر في تاريخ المسرح المصري، وربما العربي أيضاً، منع عرض مسرحية كوميدية على رغم أنها لا تمتّ بصلة الى الأمور السياسية. فقد تفاجأ الجمهور المصري بمنع عرض"تراللم"لسمير غانم قبل الإفتتاح بأيام، من دون الإعلان عن الأسباب الحقيقية لهذا القرار! وكان الممثل الكوميدي أعلن عن افتتاح هذا العرض قبل شهرين على مسرح الحرية، بعد تغيير اسمه ليصبح"ليسيه الحرية"والذي توقف العمل به منذ نحو 17 سنة، وكانت آخر مسرحية تعرض على خشبته"الواد سيد الشغال"لعادل إمام. وبعد انتظار طويل للمسرحية التي ملأت إعلاناتها المكثفة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، تناثرت العديد من الأقاويل حول أن"الحكومة المصرية هي التي أمرت بعدم عرضها". وكان ذلك كافيا ًليثير دهشة الكثيرين، لأن عروض سمير غانم ليس لها أي علاقة بالسياسة، فلم نشاهده يوماً ينتقد الحكومة في أي عرض مسرحي له. إذن ما حقيقة الموضوع؟ يؤكد غانم:"للاسف الشديد المسرح يقع في منطقة شديدة الحساسية قريباً من وزارة الداخلية المصرية، ومن مجلسي الشعب والشورى، ومجلس الوزراء المصري وغيرها من الوزارات والهيئات الحساسة في الدولة". وأضاف أن الموعد الذي كان من المقرر ان تفتتح فيه المسرحية، تزامن مع الحريق الذي اشتعل في مجلس الشورى. وتابع:"تكاتفت كل هذه الظروف ضدنا وضد المسرحية فوجدنا انفسنا نواجه الكثير من المعوقات التي أدت لعدم تقديم العرض". وأمل غانم بإنهاء هذه المشكلات، خصوصاً أن"مسرح الحرية"شهد أخيراً بعض عروض مهرجان المسرح التجريبي. وأسف غانم لتنغيص سعادته بعد إعلان المنتج محيي زايد قراره إعادة الحياة لهذا المسرح العريق. وذكر أن زايد انفق أكثر من ثلاثة ملايين جنيه مصري على اعادة تجديد المسرح. والمسرحية من إخراج هاني مطاوع، وتأليف أحمد عوض. كتب كلمات أغانيها واستعراضاتها عنتر هلال، ووضع ألحانها وموسيقاها حسن اش اش، وصمم استعراضاتها عاطف عوض. ويشارك غانم بطولتها ابنته ايمي، وندا بسيوني وغسان مطر ومحمد محمود، والمطرب الشعبي سعد الصغير. ويدور موضوعها حول رجل يقرر تأسيس قناة فضائية، كي يحتال بها على الاثرياء وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والمعلنين فيورط ممثل كومبارس معه، ويستغل رغبته في الشهرة والنجومية هو وبناته الثلاث بادعاء قدرته على تحقيق احلامهم مع الشهرة والثروة الكبيرة.