تتاح امام المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين فرصة ثالثة واخيرة لتحسين موقعه في المنافسة مع الديموقراطي باراك اوباما حين يلتقيه في نيويورك الاربعاء ضمن المناظرة الاخيرة. وشدد ماكين لهجته قبل المناظرة التلفزيونية الاخيرة مع اوباما استعدادا لانتخابات 4 نوفمبر بعدما سجل تراجعا بنسبة 14% في استطلاع جديد للرأي فيما تواجه الولاياتالمتحدة اسوأ ازمة مالية خلال عقود. وخلال نهاية الاسبوع، وعد ماكين مؤيديه في فيرجينيا بانه “سيهزم” منافسه الديموقراطي خلال المناظرة التي تبدأ عند الساعة 1,00 تغ في جامعة هوفسترا في لونغ ايلاند. والثلاثاء ومع اعلانه النسخة الاخيرة لخطته الهادفة لوقف الاضطراب المالي، وعد سناتور اريزونا باثارة موضوع علاقات اوباما بالبروفسور اليساري وليام آيرز الذي شارك في تفجيرات في الستينيات. وقال ماكين (72 عاما) لاذاعة محلية في سانت لويس (ميسوري) انه سيقوم بذلك “ليس لانني اهتم بشؤون ارهابي سابق وزوجته الارهابية، لكن ما يهمني وما يهم الشعب الاميركي هو ما اذا كان اوباما جديرا بثقة الشعب الاميركي”. لكن فيما يتخوف ملايين الناخبين من احتمال فقدان وظائفهم وضمانهم الصحي، فان مخاطر استراتيجية سلبية يقدمها ماكين بدت واضحة حيث احرز اوباما (47 عاما) تقدما كبيرا في عدة استطلاعات رأي. وكشف استطلاع للرأي اجرته صحيفة “نيويورك تايمز” بالتعاون مع شبكة “سي بي اس” التلفزيونية مساء الثلاثاء ان اوباما عزز تقدمه على خصمه الجمهوري جون ماكين، بفارق 14 نقطة. واظهر الاستطلاع ان اوباما سيحصل على تأييد 53% من الناخبين مقابل 39% لماكين، وذلك قبل 21 يوما من الانتخابات الرئاسية. وكان استطلاع آخر للرأي اجرته صحيفة “لوس انجليس تايمز” تحدث عن تقدم اوباما بفارق تسع نقاط على ماكين (50% في مقابل 41%). وقالت جين بساكي الناطقة باسم اوباما ان “السناتور اوباما سيستخدم المناظرة لبحث خطته الاقتصادية. هذا ما كان يقوم به منذ اسابيع”. واضافت ان “ماكين وعد باثارة موضوع بيل آيرز لتشتيت افكار الناخبين، لكن كل دقيقة يمضيها وهو يواصل تجاهله الاقتصاد والطبقة الوسطى هي وقت ضائع”. وتابعت “هذه فرصة جون ماكين الاخيرة لعكس اتجاه السباق ومحاولة اقناع الشعب الاميركي بان رده المشتت على الازمة الاقتصادية لا يمنعه من الوصول الى الرئاسة”. وكان آيرز وزوجته برنادين دورن جزءا من مجموعة مناهضة لحرب فيتنام قامت بتفجير مبان حكومية في الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي. ويقول ماكين ان آيرز ساهم في صعود اوباما سياسيا اعتبارا من منتصف التسعينيات، وهو ما ينفيه المعسكر الديموقراطي باعتباره امرا مضخما. ويقول ان اوباما يعرفه فقط من خلال العمل الخيري المشترك بينهما. ويواصل اوباما قبل المناظرة الاخيرة تركيزه على الاقتصاد الذي طغى الان بقوة على ابرز اوراق ماكين الرابحة وهي موضوع الامن القومي. واشارت استطلاعات رأي اجرتها جامعة كينيبياك الثلاثاء الى ان سناتور ايلينوي تجاوز عتبة ال 50% من الاصوات في اربع ولايات تعتبر من الولايات الاكثر اهمية: كولورادو وميشيغن ومينيسوتا وويسكونسن. لكن ماكين يشدد في المقابل على ان الاميركيين لا يعرفون الوجه الحقيقي لاوباما. وقال في تجمع انتخابي في بنسلفانيا ان حديث منافسه عن خفض الضرائب للطبقات الوسطى يدحضه سجله في التصويت لصالح زيادة الضرائب. واضاف ماكين “ما يعد به اليوم هو عكس ما قام به طوال مسيرته السياسية”.