واصل جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية حملته في انحاء اوهايو وهي ولاية مهمة لآماله في تقليص الفارق الذي يتقدم به عليه باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي قبل يوم الثلاثاء الذي ستجري فيه الانتخابات. وحذر اوباما الذي يتقدم في استطلاعات الرأي وفي هذه الولاية الواقعة في الغرب الاوسط الامريكي التي كانت حاسمة في فوز الحزب الجمهوري في المرتين الاخيرتين في انتخابات الرئاسة مؤيديه من انه يجب عليهم توقع هجوم من جانب ماكين في الايام الاخيرة من الحملة. وفي اليوم الثاني من جولة بحافلة في انحاء اوهايو حث ماكين مؤيديه على الكفاح من اجله وهو يسعى لتقليص الفارق وهزيمة اوباما الذي حصل على تمويل افضل. وقال ماكين "الحماس وقوة الدفع اللذان اشعر بهما هنا في اوهايو سيحملانا الى النصر هنا في اوهايو". واضاف "اننا نحتاج الى اتجاه جديد وعلينا ان نقاتل من اجله وسوف نقاتل من اجله معا". وكان اوباما في أيوا وهي ولاية يحقق فيها تقدما كبيرا فيما يبدو. وقال مساعدون في حملته الانتخابية انه يقوم بهذه الزيارة في لفتة رمزية لاحياء ذكرى بداية سعيه لخوض انتخابات الرئاسة عندما فاز في الانتخابات التمهيدية في يناير كانون الثاني الماضي. وقال اوباما في بداية كلمته "سوف اكون دائما ممتنا لشعب ايوا". واضاف "ما بدأتموه هنا في ايوا اجتاح انحاء البلاد". وقال اوباما انه كان يحترم ماكين عندما ترشح امام بوش للرئاسة في 2001م وتعرض لهجوم شخصي حاد كلفه الفوز. ووقتها رفض ماكين انتهاج اسلوب سلبي للوصول الى الرئاسة. وقال المرشح الديمقراطي "احترمته لما فعل". وأضاف "في تلك الايام قال ماكين (لن اتبع ادنى طريق للوصول الى أعلى منصب في البلد)، هذه الكلمات نطق بها منافسي قبل ثماني سنوات". وتابع "لكن الطريق النبيل لم يوصله للبيت الابيض لذلك قرر اتباع طريق آخر" ووصف اوباما طريقة ماكين ب "اقطع واحرق، قل ما شئت وافعل ما شئت في السياسة". من جانب آخر، وعد ريك ديفيس مدير حملة المرشح الجمهوري للبيت الابيض جون ماكين في رسالة الكترونية وجهها الى حوالي خمسة ملايين شخص من انصار الجمهوريين مساء الجمعة بفوز سيناتور اريزونا. وكتب ديفيس في رسالته "اذا كنتم تشاهدون مثلنا في المقر العام للحملة (الجمهورية)، المحطات التلفزيونية الاخبارية فإنكم سمعتم المحللين يقولون ان ماكين وحملته قد انهارا". واضاف "اذا كنتم تتابعون السباق الى البيت الابيض منذ البداية فقد سمعتم بالتأكيد ذلك"، قبل ان يشكك في استطلاعات الرأي. واوضح ديفيس ان واحداً من كل سبعة ناخبين لم يحسم امره بعد. وقال "هذا يعني انه في حال صوت 130مليون شخص الثلاثاء فإن 18.5مليونا يمكن ان يتخذوا قرارا في اللحظة الاخيرة". واضاف "نعتقد اننا نخوض سباقا حاميا جدا.. واننا قادرون على الفوز في الانتخابات". وتوقع ديفيس الا تصوت ولايات عدة ترجح استطلاعات الرأي ان تؤيد المرشح الديموقراطي، لباراك اوباما في الاقتراع. وذكر من هذه الولايات ايوا ونيفادا ونيومكسيكو وكولورادو.كما توقع ان تصوت الولايتان اللتان لم تقررا بعد اتجاههما اوهايو وبنسلفانيا لماكين. وقال ديفيس ان الديموقراطيين يقومون بحملتهم في داكوتا الشمالية وجورجيا واريزونا ليس لان هذه "الولايات الجمهورية" مهددة بل لان الديموقراطيين "يعرفون" انهم لا يتمتعون بتأييد "مؤكد" في عدد كاف من الولايات للفوز في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. واوضح ديفيس الذي يتولى ادارة الحملة الجمهورية ان ماكين ومرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بالين قررا عقد 14اجتماعا غداً الاثنين عشية الاقتراع في 12ولاية "لاقناع ناخبين والمترددين بالادلاء بأصواتهم". ويعتزم الجمهوريون ايضا الاتصال هاتفيا بخمسة ملايين ناخب على الاقل قبل انتهاء عطلة نهاية الاسبوع والقيام بحملات اعلانية اذاعية وتلفزيونية "ستتجاوز الحملات الديموقراطية" في كل انحاء البلاد. وقال ديفيس ان "مرشحنا لن يستسلم ابدا"، قبل ان يدعو مؤيدي الحزب الجمهوري الى ان "يطرقوا الابواب ويتصلوا بالناس هاتفيا وبأصدقائهم وجيرانهم لمساعدة جون ماكين في معركته من اجلهم ومن اجل بلدهم". واضاف "انها مهمتنا الاخيرة لمصلحة جون ماكين ولا نشك في اننا نستطيع الاعتماد على جهودكم وطاقتكم لننتصر في نهاية السباق". واكدت الاستطلاعات انتصار المرشح الديموقراطي في كل الولايات التي ذكرها ديفيس باستثناء داكوتا الشمالية وجورجيا واريزونا. من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكي في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان، الجمهوري كين دوبرشتاين، انه سيصوت للمرشح الديمقراطي. وقال دوبرشتاين في حديث الى شبكة "سي ان ان" ان قراره تأثر بتأييد وزير الخارجية الأسبق كولن باول الذي كان مستشاراً للأمن القومي في عهد ريغان، للمرشح الديمقراطي. وانضم دوبرشتاين الى اللائحة الطويلة من الشخصيات الجمهورية المعروفة التي أعلنت تأييدها لأوباما وعلى رأسها كولن باول. على صعيد آخر، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الاميركيين الى التصويت لانتخاب رئيس للولايات المتحدة خلفا له وبرلمان جديد مؤكدا اهمية الخيارات التي سيقومون بها. وقال بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي "الثلاثاء هو يوم انتخابات. بعد اشهر من الجدل الحاد وحملة قوية، حان الوقت ليتخذ الاميركيون قرارات مهمة تتعلق بمستقبل بلدنا". واضاف "اشجع كل الاميركيين على التوجه الى مراكز الاقتراع والتصويت".