سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهاجرة من القوقاز تريد ان تتخلص من العرب و "قرفهم"... وأولمرت يدعو إلى عدم التسامح مع المشاغبين . عكا : تحركات للتهدئة بعد تجدد الاشتباكات لليلة الرابعة ونزوح عائلات عربية من الأحياء اليهودية بسبب التهديدات
فيما أبقت الشرطة الإسرائيلية على حال التأهب في مدينة عكا التي تشهد اعتداءات متطرفين يهود على مواطنين عرب، ونشرت المئات من عناصرها في مداخل المدينة وداخل أحيائها وأزقتها، مستعينة بوحدات من"عناصر مكافحة الشغب"والعشرات من وحدة"المستعربين"الذين استقدمتهم من الضفة الغربية حيث يلاحقون"المطلوبين"لاعتقالهم، تواصَل نزوح العائلات العربية التي تقطن أحياء يهودية إلى خارج المدينة بحثاً عن مأوى آمن، بعد حرق أربعة بيوت عربية، وسط تهديدات اليهود القاطنين في"الحارة الشرقية"في المدينة بأنه لن يهدأ لهم بال قبل أن ينظفوا الحي من العرب. وما زالت أحداث عكا تتصدر اهتمامات أقطاب الدولة العبرية ووسائل إعلامها، اذ قال رئيس الحكومة المستقيل ايهود اولمرت أمس إنه اصدر تعليماته للشرطة ب"عدم إبداء أي قدر من التسامح مع مثيري الشغب في مدينة عكا"والعمل على إعادة النظام إلى نصابه. وأضاف في تصريحات في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية انه"يتعين على الأقلية العربية في إسرائيل، التي تشكل نحو 20 في المئة من السكان، أن تجد لنفسها مجالاً لتكون جزءاً من الجمهور، لكنه جزء من قواعد الحياة المتبعة في دولة ديموقراطية". وتابع:"عكا طالما تميزت بالحياة المشتركة للسكان اليهود والعرب فيها، لكن ثمة شعور الآن بأن سكانها قد يصبحون رهائن بأيدي متطرفين من الجانبين، ما يحتم على الشرطة وضع حد للعنف في المدينة". من جانبه، قال وزير الدفاع ايهود باراك في اجتماع وزراء حزبه"العمل"إنه في موازاة العمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في عكا يجب العمل أيضاً على إجراء"مهرجان المسرح الآخر"السنوي كما كان مقرراً مساء اليوم و"عدم السماح لمجموعة من مخلي النظام بالمس بنسيج العلاقات بين اليهود والعرب في المدينة والدولة عموماً". وكثّفت الشرطة الإسرائيلية انتشارها في"الحارة الشرقية"في عكا التي تشهد لليوم الخامس على التوالي انفلات عنصريين يهود على مواطنين عرب يسكنون فيها أو بمحاذاتها في حي"فولفسون". وذكرت"يديعوت أحرونوت"أن سكان هذه الحارة اليهود هم بغالبيتهم من المهاجرين المتشددين من بلاد القوقاز. وقام هؤلاء برشق أفراد الشرطة والعرب بالحجارة. ونجح بعضهم مساء أول من أمس في إشعال النيران في بيت عربي في الحي نزح عنه أهله مع اندلاع المواجهات الخميس الماضي، وهو البيت العربي الرابع الذي يتم حرقه. كما تم حرق سيارة تبين أنها ليهودي. ونقلت"هآرتس"عن امرأة قوقازية في الحي قولها:"خذوا كل العرب من هنا... لقد أدخلوا القرف إلينا". وتحدثت التقارير عن نزوح 15 عائلة عربية من أحد أحياء المدينة الذي تسكنه غالبية يهودية. ووفقاً للشرطة، فقد اعتقل 54 عربياً ويهودياً حتى الآن شاركوا في المواجهات، وتم تمديد اعتقال نحو 20 منهم لأيام أخرى. وأعلنت الشرطة أنها تعتزم تقديم لوائح اتهام ضد عدد من المعتقلين. وكرر القائد العام للشرطة دودي كوهين تحذيره بأن الشرطة ستتعامل بصرامة مع مخلي النظام للحيلولة دون المس بمواطنين أبرياء. وأضاف ان الشرطة ستواصل في الوقت ذاته الحوار مع القياديين في المدينة من اليهود والعرب لتهدئة الوضع. وأقرت أوساط في"شرطة الشمال"بأن النواة التحريضية في عكا مصدرها مجموعات يهودية متطرفة تدعو إلى تأجيج العنف في المدينة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ضباط كبار في الشرطة قولهم إن المسؤولين عن التحريض على العنف وحرق منازل عرب في عكا، هم زمرة من اليهود المتطرفين، لكنهم أضافوا أن"المسؤولية عن العنف تقع على كاهل الطرفين، اليهودي والعربي في المدينة". وأعربت هذه الأوساط عن خشيتها من أن يجر تحريض جهات يهودية يمينية متطرفة ضد العرب إلى اندلاع أحداث مماثلة في مدن مختلطة أخرى، وعليه نشرت الشرطة قوات إضافية في كل من يافا واللد والرملة. في هذا السياق، أفادت"هآرتس"أن ثمة أنباء في المدن المختلطة تتردد عن نشاط تقوم به مجموعات يمينية متشددة بمشاركة مستوطنين تم إخلاؤهم من قطاع غزة في إطار خطة"فك الارتباط"قبل ثلاثة أعوام، يهدف إلى الاستيطان في المدن المختلطة لمنع أي خلل في الميزان الديموغرافي في هذه المدن. وتابعت:"هذا الأمر حدث في عكا، إذ تم جلب نحو 200 مستوطن من اليمين المتطرف وافتتاح معهد ديني يهودي متزمت في المدينة". وواصلت جهات يمينية متطرفة في عكا تعميم منشورات عنصرية ضد العرب تدعو الى مقاطعتهم تجارياً بعدم التسوق في البلدة القديمة، جاء في احدها:"اليهودي ابن ملك، والعربي ابن كلب". في المقابل، تحركت أوساط يسارية يهودية وقيادات عربية للمساهمة في تهدئة الأوضاع، وأعلن النائب العمالي المتدين ميخائيل مالكيئور مع مؤسس الحركة الإسلامية الشيخ عبدالله نمر درويش إقامة"عريشة سلام"، لمناسبة عيد العَرش لدى اليهود، تدعو إلى إعادة الهدوء. كما أقام ناشطون يهود يساريون خيماً مماثلة في مدخل مدينة عكا. وأعلن عدد من القياديين المحليين العرب في المدينة أنهم يسعون الى المصالحة وإعادة الهدوء، وقال النائب العربي في الكنيست عباس زكور للإذاعة العسكرية إن العرب في عكا سيصدرون بيانا ينددون فيه بدخول المواطن العربي إلى الحي الشرقي في ليلة"يوم الغفران"، ويعلنون بذلك إنهاء حال التوتر بين العرب واليهود. من جهتهم، شرع فنانون يهود وعرب في التوقيع على عريضة موجهة الى رئيس بلدية عكا تدعوه إلى العدول عن قراره إلغاء"مهرجان المسرحي الآخر"الذي كان مقرراً أن يبدأ مساء اليوم. ويرى العرب في عكا أن إلغاء المهرجان يبغي فرض عقاب جماعي عليهم، علماً أن آلاف الزائرين يؤمون المدينة أيام المهرجان التي تصادف أيام"عيد العرش"لدى اليهود، ويستفيد أصحاب الحوانيت العرب. وكان مقرراً أن يحتضن المهرجان أكثر من 400 عرض فني بمشاركة 65 فرقة ومجموعة مسرحية.