تجددت المواجهات بعد ظهر أمس بين العرب واليهود في مدينة عكا شمال اسرائيل، وذلك بعد يومين من الصدامات العنيفة التي أسفرت عن جرح 20 شخصاً واعتقال عشرة آخرين، في وقت توعدت الشرطة"المشاغبين"من الجانبين، ورفعت حال التأهب في المدينة تحسباً لوقوع هبة شعبية للمواطنين العرب كتلك التي وقعت في الشهر نفسه من عام 2000 وأسفرت عن استشهاد 13 عربياً. راجع ص4 وأفادت وكالة"فرانس برس"ان عناصر من الشرطة استخدمت أمس خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 200 متظاهر يهودي تجمعوا في حي يهودي في المدينة ومعهم زجاجات وحجارة، قبل ان يتجهوا الى منزل احد العرب هاتفين:"الموت للعرب". وبدت آثار الاشتباكات على الشوارع حيث انتشر الزجاج المحطم والاطارات الممزقة والسيارات المقلوبة، فكانت شواهد على حدة التوتر، في وقت اكد الناطق باسم الشرطة انها رفعت عديد قواتها في المدينة ونشرت 500 شرطي لمساعدة القوات المحلية. وكانت شرارة الاشتباكات انطلقت الاربعاء الماضي عند تعرض شاب عربي للاعتداء بسبب قيادته سيارته في"يوم الغفران"اليهودي الذي تُشل فيه الحياة تماماً في إسرائيل. وسرعان ما تحول الاعتداء إلى صدامات بين المئات من العرب واليهود. ويخشى المستوى السياسي في اسرائيل من احتمال ان تؤدي احداث عكا الى انفجار على شكل هبة شعبية كالتي وقعت عام الفين، وهي مخاوف تلقى مشروعيتها من الاوضاع المزرية للسكان العرب في المدينة التي يسكنها 50 ألف نسمة، ثلثهم من العرب الذين يعيشون في الاحياء الفقيرة، فيما تحظى الاحياء اليهودية بأعلى مستوى من الخدمات والعناية. كما تنشط في المدينة منذ سنوات حركات يمينية استيطانية تحرض ضد العرب وترفع شعار تهويد المدينة. في غضون ذلك، تباينت ردود الفعل على"احداث عكا"بين دعوة إلى استعادة الهدوء، واخرى إلى قمع تظاهرات العرب. وعبّرت وزيرة الخارجية المكلفة تشكيل حكومة جديدة تسيبي ليفني عن قلقها، ودعت الى"التعايش"، مضيفة:"لن نسمح لأولئك المتطرفين المنفلتين بصورة منهجية في السنوات الأخيرة باستغلال كل فرصة لتحريض الجمهور". اما وزير الأمن الداخلي آفي ديختر الذي زار عكا، فتوعد"المشاغبين"، مضيفاً ان الشرطة ستحقق ايضاً في دعوات التحريض الصادرة من اليهود والعرب. في المقابل، دعا زعيم حزب"اسرائيل بيتنا"اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الى قمع"العرب الاسرائيليين"الذين قال انهم"يقومون بانتفاضة جديدة في قلب اسرائيل". كما دعا النائب من حزب"شاس"الديني ديفيد أزولاي إلى أن تأخذ الجموع اليهودية القانون بيديها على غرار المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية. وذهب النائب عن حزب"المفدال"ارييه درعي الى حد دعوة اليهود الى"حمل السلاح اذا لم تعالج الشرطة احداث عكا". وعلى الجانب العربي، ألقى النائب العربي محمد بركة اللوم على الحكومة الإسرائيلية والشرطة المسؤولة عن انفلات"العصابات اليهودية الفاشية"التي تعمل ضد المواطنين العرب"بالتواطؤ مع الشرطة".