سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان عرب في المدينة : 850 يهودياً متطرفاً احضروا من طبرية وصفد وشاركوا في الاعتداءات . عكا : توتر شديد بانتظار نهاية عطلة السبت وهجمات لليهود وحرق منزلين
عاد الهدوء الحذر ليخيّم على مدينة عكا شمال اسرائيل رغم تجدد الاشتباكات بعد بدء عطلة السبت اليهودية، في وقت ابقت الشرطة على حال التأهب العليا ونشرت 700 من افرادها وافراد القوات الخاصة. وما تزال هذه الاحداث تقلق الشرطة وكبار المسؤولين في الدولة الذين يدركون ان عدم اخماد النار قد يؤدي الى انتشارها الى اماكن اخرى. وشهدت عكا ليل الجمعة - السبت حوادث متفرقة بعد ثلاثة ايام من الصدامات بين العرب واليهود بسبب الاعتداء على عربي اثناء دخوله بسيارته الحي الشرقي خلال"يوم الغفران". وكان اخطر الاحداث فجر امس قيام يهود بإضرام النار في منزلين يسكنهما عرب. وافادت الاذاعة الاسرائيلية انه تم اخلاء المنزلين من سكانهما، مضيفة ان الشرطة استخدمت في حي آخر في المدينة، القنابل المسيلة للدموع واجهزة مثيرة للضجيج لتفريق المئات من اليهود الذين حاولوا مهاجمة عائلة عربية. وفي المحصلة، اعتقلت الشرطة ليل الجمعة - السبت 12 شخصا، كما اصيب 3 مواطنين بجروح بسيطة. والتقى قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الاسرائيلية في عكا شخصيات عربية للبحث في سبل التهدئة، واطلعها على آخر التطورات والاستعدادات، في وقت تأمل الشرطة في عقد اجتماع مع القيادة اليهودية في المدينة مع انتهاء عطلة السبت اليهودية. وشارك في اللقاء مع العرب النائب من الكتلة العربية الموحدة الشيخ عباس زكور وشخصيات اعتبارية اخرى اطلعها قائد الشرطة على الاحداث من وجهة نظر الشرطة، وطلب منها التعاون الكامل، كما طلب لجم ظاهرة بث الاشاعات التي قال انها تؤدي الى تأجيج الخواطر، مذكرا بأن الاحداث بدأت بعد ان سرت اشاعة بأن السائق الذي دخل الحي اليهودي قتل. وتوعد بالعمل بحزم ضد"المشاغبين"من العرب واليهود. من جانبه، جال النائب واصل طه امس في عكا والتقى الأهالي والتجار والقيادات المحلية وبعض المتضررين والمعتدى عليهم. وزود الأهالي طه بالرسائل والمعلومات والحقائق التي ستطرحها كتلة التجمع على جلسة لجنة الداخلية في الكنيست التي ستعقد الاحد. وأجمع العديد من الأهالي أن نحو 850 يهوديا متطرفا تم إحضارهم من صفد وطبريا للمشاركة في الاعتداء على أهل عكا العرب، بالإضافة الى طلاب المدرسة التوراتية وعددهم نحو 200 طالب، فيما شكا الأهالي من وجود نحو ألف مستوطن تم نقلهم من قطاع غزة قبل ثلاث سنوات بعد عملية الفصل الأحادية الجانب وإسكانهم في أحياء عكا. ونقل موقع"عرب 48"عن طه قوله في لقاءاته مع أهالي عكا وممثليهم ووسائل الإعلام:"إن هذا الكم من الأشخاص والنوعيات من المعتدين يؤكد أمرين: الأول أن النية كانت مسبقة لمثل هذا"البروغروم"لأنه حتى اليهود يخطئون في التعامل مع يوم الغفران، خطأً إنسانياً، لكن لا تنتهي الأمور الى مثل ما انتهت إليه الأمور في عكا، لأن النيات السلبية مسبقة. والثاني أن هذه التصرفات تقف وراءها عقلية دينية عنصرية تريد أن تحوّل الصراع الحقيقي في عكا الى صراع ديني، فيما هو صراع على الوجود العربي في عكا وعلى هوية أهلنا هناك، على رغم أننا لا ننكر هويتنا القومية العربية وإنتماءنا لدياناتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية". واضاف:"لن ننجر لمثل هذا الفخ"، داعياً الى"المزيد من الوحدة حول القضايا الأساسية في عكا، وهي البقاء وعدم تفريغ المدينة من سكانها العرب والحفاظ على هويتنا الحقيقية". وحذر من أن العنصريين يحاولون تعميم هذه التجربة في عكا الى باقي المدن المختلطة لترحيل سكانها العرب. وفي لقاءاته مع وسائل الإعلام، طالب طه الجماهير العربية بإبداء"الحد الأدنى من التضامن الفعلي والملموس مع أهالينا في عكا من خلال زيارة المدينة بشكل منهجي ولو مرة في الشهر على الأقل لدعم صمودهم الوطني والمعيشي الاقتصادي". كما دعا الى عقد مؤتمر عام لقيادات الجماهير العربية للبحث في سبل الحفاظ على بقاء متجذر لأهالينا في كل المدن المختلطة. يذكر ان عكا تقع في الشمال حيث الغالبية للعرب، وهي دائما كانت مدار بحث في اسرائيل في اطار مخططات تهويد الجليل. وانتقل التحريض ضد سكان عكا العرب الى الانترنت حيث دعا موقع إلكتروني يهودي إلى مقاطعة المصالح التجارية العربية في المدينة وتهجير سكانها العرب. وجاء في الموقع:"يجب مقاطعة العرب في عكا، لا نشتري من محالهم، ولا نحترم أعيادهم، ولا نحترم أي مكان تابع لهم، فليخرج العرب من عكا ويذهبوا إلى القرى العربية". واضاف:"أيها اليهودي، بعد بوغروم يوم الغفران كيبور، بسبب استفزاز العرب لليهود على نحو غير مسبوق، علينا أن نتحد جميعا في مقاطعة العرب اقتصاديا في عكا وخارجها، حتى نقضي عليهم اقتصاديا واجتماعيا وتربويا". ويعتبر الموقع كل يهودي يدخل إلى المصالح التجارية المذكور"بمثابة عربي"تجب مقاطعته. وتذكّر هذه الدعوة بمقاطعة اليهود للبلدات العربية والمدن المختلطة بعد الهبة الجماهيرية في تشرين الاول اكتوبر عام الفين، ما تسبب بأضرار جدية للاقتصاد العربي الضعيف اصلا. واضاف الموقع:"بعد تناول وجبة يوم الجمعة انتهاء صوم الكيبور نخرج جميعا للشوارع، لا أحد يبقى في البيت، لا يهم من أين هو، حضرت مجموعة مكونة من 300 مستوطن لمساندتنا، نلتقي جميعا بعد انتهاء الصيام في الجهة الشرقية، لن نمر مر الكرام على ما حدث".