دعا قائد قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان الجنرال ليدر سينغ أمس الجيش الحكومي و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"الذي يسيطر على إقليم الجنوب إلى إكمال انسحابهما على جانبي الحدود بين الشمال والجنوب في موعد أقصاه الاربعاء المقبل، في وقت ردت الخرطوم على تهديد الرئيس التشادي إدريس ديبي بملاحقة معارضيه في الأراضي السودانية، وتوعدت بأنها لن تسكت على أي خرق تشادي للحدود المشتركة. وشدد القائد العسكري لبعثة الأممالمتحدة في السودان"يوناميس"المعنية بدعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد الجنرال سينغ على ضرورة التزام كل من الجيش الحكومي و"الجيش الشعبى"بإكمال إعادة انتشارهما قبل التاسع من الشهر الجاري، حسب نص الاتفاق. وأوضح أن وحدات"الجيش الشعبي"بدأت فعلياً الانسحاب جنوباً من مناطق الدبب وأبو المطارق في ولاية جنوب كردفان، فيما انسحبت القوات الحكومية من المنطقة، مشيراً إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة ستواصل اجتماعاتها لحل الخلافات بين الطرفين. وحسب بروتوكول الترتيبات الأمنية، فإنه يتعين على الجيش الحكومي الانسحاب شمالاً و"الجيش الشعبي"جنوباً على جانبي الحدود الفاصلة بين شمال البلاد وجنوبها. وأقر مجلس الدفاع المشترك خطة لحماية مناطق النفط بنشر القوات المشتركة في تلك المناطق خلال يومين وسحب تشكيلات القوات الحكومية منها قبل التاسع من الشهر الجاري. وتنص الخطة على أن تتولى قوات من الشرطة وجهاز الأمن وأمن النفط مسؤولية حماية مناطق الانتاج، فيما تشرف القوات المشتركة على حماية محيطها. وقال الناطق باسم المجلس اللواء عبدالرحمن محمد زين للصحافيين عقب اجتماع أمس، إن"المجلس كلف القوات المشتركة حماية مناطق انتاج النفط والانتشار فيها خلال يومين"، ما يعني أن القوات الحكومية الموجودة هناك سيتم سحبها شمال خط 1956 قبل الأربعاء المقبل. إلى ذلك، نفى الجيش السوداني في شدة وجود أي عناصر للمعارضة التشادية في البلاد. وأكد جاهزيته لصد أي عدوان خارجي على أراضيه، رداً على تهديد الرئيس التشادي إدريس ديبي بضرب وملاحقة الجماعات المسلحة المناهضة لحكومته داخل السودان، واتهامه الخرطوم بالوقوف وراء"خطة لزعزعة الأمن والاستقرار"في بلاده. وقال مسؤول عسكري ل"الحياة"إن"السودان لا يؤوي المعارضة التشادية، ولن يجد ديبي من يضربه داخل أراضينا"، وحذر من أن أي هجوم على الأراضي السودانية سيكون"غير مبرر وغير مقبول، ولن نسكت عليه". وأضاف أن"القوات الحكومية ستواجه أي اعتداء على أراضي السودان انطلاقاً من مسؤولياتها في حماية الوطن والمواطنين". وقللت وزارة الخارجية السودانية من تهديدات ديبي بقطع العلاقات بين نجامينا والخرطوم، مشيرة إلى أن استمرار العلاقات بين البلدين لم يؤد إلى نزع فتيل الأزمة بينهما. ووصفت الخارجية اتهامات ديبي السودان بدعم معارضيه بأنها"عارية عن الصحة". ودعت إلى تطبيق اتفاق طرابلس الذي يمنع أي من البلدين من دعم معارضي حكومة البلد الآخر، وجددت حرص الخرطوم على"استقرار الحدود المشتركة". في غضون ذلك، أفادت تقارير أمس أن الخرطوم تلقت طلباً من الرئاسة الكينية للتوسط في إنهاء النزاع الدائر في كينيا الذي تفجر في أعقاب اعلان فوز الرئيس مواي كيباكي بالانتخابات الرئاسية. وعُلم أن الطلب الذي تسلمته الخارجية السودانية دعا إلى تحديد موعد لزيارة سيقوم بها وزير الخارجية الكيني إلى الخرطوم لنقل رسالة عاجلة إلى الرئيس السوداني عمر البشير من كيباكي تطالب الخرطوم بالتدخل لتليين مواقف زعيم المعارضة رايلا اودينغا الذي أكدت المصادر أنه تلقى دعماً من أطراف سودانية في حملته الانتخابية الأخيرة. واكدت التقارير أن السودان رحب بزيارة الوزير الكيني بعد تحضيرات لها، متعهداً لعب دور لنزع فتيل الأزمة في كينيا.