اندلعت معارك شرسة في جنوب دارفور بين القوات الحكومية والمتمردين استخدمت فيها الطائرات والقصف المدفعي، في وقت كشف بعض المصادر عن تحركات لقوات تشادية داخل الإقليم السوداني المضطرب لمطاردة معارضين للرئيس إدريس ديبي. وأُفيد أن معارك شرسة استمرت لليوم الرابع بين قبيلة المهادي و"حركة تحرير السودان"في منطقة ديتو شمال مدينة برام في ولاية جنوب دارفور، وان عدد الضحايا يقارب 44 قتيلاً وجريحاً. وأشار مصدر عسكري الى أن الجيش تصدى لهجوم عنيف من"حركة تحرير السودان"في منطقة جوقانة زرقة. وأوضح أن مسلحي"جيش تحرير السودان"هاجموا فوجاً عسكرياً يتمركز في منطقة جوقانة زرقة بهدف تأمين الحماية لمدينة برام، مشيراً الى تكبيد المهاجمين"خسائر فادحة". لكن الناطق العسكري ل"جيش تحرير السودان"محمد حامد دربين قال إن القوات المسلحة وقوات الجنجاويد هي من شن الهجوم في منطقة جوقانة زرقة من ثلاثة اتجاهات هي الضعين وتلس وبرام، مستخدمة طائرات الأنتونوف ومدافع الهاون وصواريخ"أر. بي. جي". وأشار الى أن القتال ما زال مستمراً وأسفر عن قتل العشرات. وفي سياق متصل، أوضح الأمير عمر الحاج، أمير قبيلة المهادي، أن قوات القبيلة تصدت لهجوم المتمردين في منطقة ديتو مما أسفر عن ستة قتلى و15 جريحاً. وقال ان قبيلته فقدت 6 قتلى و13 جريحاً، لكنها استولت على أربع شاحنات وثلاث سيارات"لاند كروزر". ويتزامن هذا التصعيد مع تحركات ملحوظة لقوات تشادية داخل الإقليم المضطرب، إذ أشارت تقارير صحافية في الخرطوم أمس الى أن جنوداً تشاديين"عبروا الحدود"على متن 60 سيارة"لاند كروزر"وتوغلوا داخل السودان حيث يقومون بعمليات استجواب تطال بعض المشتبه بعلاقتهم مع المعارضة التشادية التي حاولت الأسبوع قبل الماضي إطاحة الرئيس إدريس ديبي. ولم تستبعد قيام القوات التشادية بهجمات داخل الأراضي السودانية. وفي باريس أ ب، إدعى زعماء في"الجبهة الموحدة للتغيير الديموقراطي"أن قواتهم تسيطر على نحو 80 في المئة من الأراضي التشادية، وان لديهم قوات واسلحة كافية لقلب نظام الرئيس ديبي. ورحبوا بموقف الولاياتالمتحدة التي قالت إنه ما زال في الإمكان إرجاء الانتخابات التي دعا الى إجرائها الرئيس ديبي في 3 أيار مايو المقبل والتي تقاطعها فصائل المعارضة. وقال راوول لاوونا غونغ، مدير العلاقات الخارجية في الجبهة، في مؤتمر صحافي في باريس أمس:"جاهزون لاستخدام القوة قبل موعد 3 أيار أو بعده". وزاد:"3 أيار ليست له اي أهمية عندنا". وقال ساخراً إن من الأفضل أن تدعو فرنسا الرئيس ديبي الى الاستقرار في فرنسا والترشح خلفاً للرئيس جاك شيراك في 2007. وفي جنيف أ ف ب أعلن صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسف أمس الأربعاء ان نحو مئتي ألف شخص هربوا من دارفور منذ مطلع العام بسبب تفاقم العنف في هذه المنطقة الواقعة جنوب السودان والتي تشهد حرباً أهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفي نيويورك "الحياة" أعرب مجلس الأمن في بيان رئاسي أول من أمس عن"قلقه البالغ إزاء الحالة السياسية والأمنية وعدم الاستقرار على امتداد حدود تشاد مع السودان، فضلاً عن احتمال تجاوز هذه الأزمة حدود البلدين لتشمل البلدان المجاورة والمنطقة". وشجع مجلس الأمن العام للأمم المتحدة كوفي انان على مواصلة مشاوراته في شأن المسألة مع الأطراف المعنية، لا سيما الاتحاد الافريقي. وأيد المجلس"بيان مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الافريقي الصادر في 13 نيسان ابريل 2006 الذي يدين فيه هجمات الثوار على نجامينا وعلى مدينة أدري شرق البلاد، ويكرر التأكيد على ان أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة ستعتبر غير مقبولة".