تواصلت ردود الفعل المندّدة والمستنكرة لقيام مسلحين بحلق شعر رأس وشاربي القيادي البارز في حركة "فتح" عضو المجلس الثوري إبراهيم أبو النجا ليل رأس السنة، في وقت تحوّل منزله إلى مزار يؤمه متعاطفون للإعراب عن تضامنهم معه واستنكارهم هذه الفعلة المشينة. وأصدرت فصائل فلسطينية بيانات نددت بحلق شاربي عضو القيادة العليا لحركة"فتح"في القطاع الذي شغل لسنوات طويلة منصب منسق لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية التي تضم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي"حماس"و"الجهاد الإسلامي"، وتعطل عملها منذ سيطرة"حماس"على القطاع بالقوة في 14 حزيران يونيو الماضي. وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، توافد مئات الغزيين وممثلون لمعظم الفصائل والقوى الفلسطينية وشخصيات بارزة على منزل أبو النجا في مدينة غزة، للإعراب عن استنكارهم حلق شاربيه والتضامن معه. وأصدرت عائلة أبو النجا بياناً حمّلت فيه حركة"حماس"المسؤولية عما وصفته ب"العمل الخارج عن عادات وتقاليد"الشعب الفلسطيني. وكان مسلحون خطفوا أبو النجا من منزله في مدينة غزة ليل الاثنين - الثلثاء، في وقت كانت تدور اشتباكات بين أنصار"فتح"والشرطة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة القيادي في"حماس"إسماعيل هنية. ونفت وزارة الداخلية أي علاقة لها أو لأجهزة الأمن التابعة لها بخطف أبو النجا أو حلق شعر رأسه أو شاربه. لكن أبو النجا اتهم"حماس"بالمسؤولية عن الحادثة. ودانت عائلة أبو النجا في بيانها التبريرات التي ساقتها وزارة الداخلية، ووصفتها بأنها"عذر أقبح من ذنب". وقالت إن أبو النجا"كان يقف دائماً في الصف الأول دفاعاً عن قيادات حماس عندما كانوا يتعرضون للاعتقال"إبان حقبة التسعينات على أيدي أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي كانت تهيمن عليها حركة"فتح". وأضافت أنه كان بصفته أمين سر لجنة المتابعة العليا ورئيس لجنة الحوار الوطني"حريصاً دائماً على الوحدة الوطنية بشهادة جميع أعضاء اللجنتين وصاحب اليد النظيفة الطاهرة". واعتبرت أن ما تعرض له"يتطلب من الكل الوطني الفلسطيني الوقوف عند مسؤولياته الوطنية والأخلاقية والدفاع عن الشرفاء والمناضلين في هذا البلد". إلى ذلك، قال مصدر في"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"ل"الحياة"إن عدداً من رجال الشرطة في الحكومة المُقالة حالوا دون مشاركة القياديين أبو النجا وعضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"الدكتور زكريا الأغا في برنامج إذاعي أعدته محطة"صوت الشعب"التابعة للجبهة كان مقرراً بثه على الهواء مساء الاثنين الماضي لمناسبة انطلاق حركة"فتح"والثورة الفلسطينية التي صادفت الأول من كانون الثاني يناير الماضي. وأضاف أن رجال الشرطة الذين كانوا منتشرين بكثافة قرب مقر الإذاعة منعوا ابو النجا والأغا من الوصول الى استديواتها في وقت كان فيه عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتور رباح مهنا موجوداً فيها. وأشار إلى أن مهنا وعدداً من عناصر الجبهة رافقوا أبو النجا والأغا إلى منزليهما خشية اعتقالهما، قبل ساعات قليلة من خطف أبو النجا.