قُتل سبعة فلسطينيين، وأصيب أكثر من 150 آخرين في اشتباكات بين أنصار حركة "فتح" والشرطة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة حركة"حماس"المُقالة برئاسة إسماعيل هنية ليل الاثنين - الثلثاء، على خلفية إحياء أنصار"فتح"الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقها والثورة الفلسطينية. واعتقلت شرطة"حماس"المئات من أنصار"فتح"، فيما نزل الآلاف إلى الشوارع متحدين حظر"حماس"أي مظاهر احتفالية بذكرى تأسيس"فتح"رداً على منع الأخيرة وأجهزة الأمن في الضفة الغربية أنصار"حماس"من الاحتفال بذكرى انطلاقتها العشرين التي حلت قبل أيام. وخطف مسلحون مجهولون، تقول"فتح"إنهم"حمساويون"، فيما"حماس"تنفي، عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"إبراهيم أبو النجا من منزله لمدة ساعتين، قبل أن يطلقوا سراحه بعدما حلقوا شاربه الكث الذي كان يميز وجهه، ما يعني محاولة إهانته وإذلاله نظراً إلى ما يرمز إليه حلق الشارب عنوة لدى الفلسطيني، الأمر الذي استنكرته أوساط حزبية وشعبية. وقالت مصادر حقوقية ل"الحياة"إن سبعة فلسطينيين، بينهم شرطي وطفل ومسن، قتلوا في اشتباكات مسلحة بين أنصار"فتح"وعناصر شرطة"حماس"الذين انتشروا بكثافة غير مسبوقة في شوارع مدن وقرى ومخيمات القطاع، بهدف منع الاحتفالات أو التجمعات لحركة"فتح"التي قررت اقتصار الاحتفال بانطلاقها على إضاءة الشموع والتكبير وإطلاق الألعاب النارية في الهواء. وأضافت أن مواطنين قتلا أمام مسجد في حي الأمل في مدنية خان يونس التي شهدت مسيرة ضخمة لحركة"فتح"، هما محمد أبو الوفا 14 عاماً ومحمود أبو طه 56 عاماً، وتبادلت حركة"فتح"من جهة، والشرطة وحركة"حماس"من جهة أخرى الاتهامات عن المسؤولية عن مقتلهما. وسقط قتيل ثالث، وهو شرطي يدعى عماد عصفور 24 عاماً قرب بلدة بني سهيلا. واتهمت"حماس"مسلحين من"فتح"بإطلاق النار عليه. وسقط ثلاثة قتلى في مدينة غزة، هم ثابت حلس 50 عاماً، ومحمود دغمش 25 عاماً، وسليمان الديري 21 عاماً. أما القتيل السابع، فسقط في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع وهو إبراهيم أبو ادلاخ 61 عاماً، كما أصيب نحو 150 مواطناً بجروح، 44 منهم في خان يونس، ومثلهم في شمال القطاع، وفي غزة 27، ورفح 22، ووسط القطاع عشرة. ومع اقتراب الساعات الأخيرة من العام المنصرم، تراجعت حدة التوتر في مختلف مدن القطاع، باستثناء مدينة غزة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من عائلة دغمش وآخرين من عائلة الديري يساندهم مسلحون من حركة"حماس". وفي وقت كان العالم يحتفل بانبلاج فجر اليوم الأول من العام 2008 ويودع بالأغاني والموسيقى والألعاب النارية العام 2007، تقاتل الفلسطينيون مجدداً بعد توقف دام شهوراً. وغفا الفلسطينيون في مدينة غزة واستيقظوا مرات عدة على صوت إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة ودوي انفجارات ناجمة عن إطلاق قنابل أو قذائف"ار بي جى". ومع شروق شمس اليوم الأول من العام الجديد وطوال نهاره، خلت شوارع قطاع غزة من السيارات والمارة، خصوصاً مدينة غزة التي بدت كمدينة أشباح خالية من الناس، باستثناء آلاف رجال الشرطة الذين انتشروا عند مفارق الطرق والأماكن الحساسة. وخلت شوارع المدينة، كما كل مدن القطاع، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، من رايات حركة"فتح"المرفرفة على أعمدة الكهرباء والهاتف والمباني والمؤسسات وغيرها من الأماكن، أو أي مظاهر احتفالية أخرى، بعدما عمدت الشرطة إلى إزالتها. من جهة أخرى، خطف مسلحون الناطق باسم"كتائب شهداء الأقصى - مجموعات الشهيد أيمن جودة"فاروق الأدغم أبو ثائر. وقالت زوجة الأدغم إن عناصر أمنية تابعة للحكومة المقالة اعتقلت زوجها فجر أمس من منزله واقتادته إلى جهة مجهولة. واعتبرت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن خطاب الرئيس محمود عباس الذي ألقاه مساء أول من أمس ودعا فيه"حماس"إلى"فتح صفحة جديدة"، ساهم في"توتير الأجواء"في القطاع. وقال الناطق باسم الوزارة إيهاب الغصين إن خطاب الرئيس عباس"أشعل هذه الاشتباكات بين أفراد من فتح والشرطة". وأعلن أن الوزارة ألغت في أعقاب وقوع الاشتباكات الدامية كل المظاهر الاحتفالية لحركة"فتح". ونددت الفصائل المختلفة بمقتل سبعة مواطنين وجرح عشرات آخرين في الاشتباكات، معربة عن أسفها لوقوعها، ومنع فتح من الاحتفالات بانطلاقتها الثالثة والأربعين. وعمد بعض الفصائل إلى التدخل لوضع حد للاشتباكات المسلحة. وقالت مصادر إن جهوداً بذلتها الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الإسلامي"نجحت في احتواء الأحداث الدامية ووقفها، فيما قال الناطق باسم الحكومة المُقالة طاهر النونو إنها"ستجري تحقيقاً في الأحداث وتقدم المتورطين إلى العدالة، ولن تسمح بإعادة الفوضى إلى القطاع من جديد". قتيل بقصف مدفعي على صعيد آخر، أ ف ب قتل ناشط فلسطيني أمس في قصف مدفعي إسرائيلي لموقع تابع ل"كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"، في شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة معاوية حسنين إن"يحيى جبر الملقب ب"أبو طلحة"استشهد إثر القصف المدفعي". وأكد الجيش الإسرائيلي أن قوة عسكرية"رصدت مسلحين قرب السياج الأمني"الفاصل في قطاع غزة، مشيراً إلى أن"الجنود أطلقوا النار في اتجاههم وأصابوهم".