خرقت حركتا "فتح" و "حماس" امس اتفاقا توصلتا اليه بمساعدة عدد من الفصائل الفلسطينية ليل الاحد - الاثنين في غزة، ووقعت اشتباكات بين الطرفين ادت الى سقوط عدد من الجرحى، في وقت ساد هدوء حذر وترقب في الشارع الفلسطيني الذي بدا اكثر امتعاضا واحباطاً من أي وقت مضى جراء المآسي التي يعانيها. ودارت اشتباكات عنيفة متقطعة مرات عدة أمس وفي ساعات متقدمة من ليل الاحد - الاثنين، خصوصاً في محيط منزل القيادي في"فتح"النائب محمد دحلان ومع عناصر من حرس الرئاسة والشرطة المكلفة حراسة مجمع الوزارات القريب من مقر الرئيس محمود عباس ومنزله. واختفت معظم المظاهر المسلحة والمسلحين التابعين لحركة"فتح"و"حماس"أمس من شوارع غزة التي بدت شبه خالية من المارة، وفي حال انتظار وترقب تحسباً لتجدد اشتباكات عنيفة مماثلة لتلك التي وقعت على مدار نهار وليل أول من امس وأدت الى سقوط ثلاثة قتلى ونحو 30 جريحاً. لكن الحرس الرئاسي أبقى على حواجز اقامها عند مداخل عدد من الشوارع التي اغلقها اعتبارا من اول من امس ومنع المواطنين من سلوكها بسياراتهم. كما انتشر عدد من المسلحين الملثمين التابعين ل"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، حول معسكر انصار الامني وحول منزل الرئيس عباس الموجود حاليا في رام الله، وحول مكتبه ايضا الواقع على شاطئ البحر. وواصل عدد من الحرس الرئاسي احتلال مبنى وزارة الزراعة امس الذي يبعد عن منزل الرئيس نحو 200 متر، ونصبت حواجز عند الشوارع في اطار توسيع المربع الامني حول منزل الرئيس ومكتبه وقصر الضيافة. ودخل عشرات من موظفي وزارة الزراعة الى مقر الوزارة المغلق ظهر امس بعد اعتصام امام المقر المغلق، من دون وقوع صدامات مع الحرس الرئاسي. وفي هذا السياق، طالب وزير الزراعة محمد الأغا في مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة بعد ظهر امس الرئيس عباس بالاعتذار للمزارعين والصيادين الذين تضررت مصالحهم جراء تعطيل العمل في الوزارة. ودعاه الى الوقوف امام مسؤولياته ووضع حد لقوات حرس الرئاسة التي تخالف القوانين. مقتل ضابط وأصيب عدد من المواطنين جراء اطلاق النار العشوائي وأثناء الاشتباكات المسلحة المتفرقة التي وقعت امس. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين بعد الاعلان عن مقتل المقدم في الامن الوطني عدنان رمحي، ما رفع عدد قتلى اول من امس الى ثلاثة. واتهمت"فتح"حركة"حماس"بقتل رمحي بعد ساعات على خطفه، الامر الذي نفته"حماس". وجاء مقتل رمحي في وقت كانت الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الاسلامي"نجحت في انتزاع موافقة من"فتح و"حماس"على مبادرة من أربع نقاط تقدمت بها. وقال عضو اللجنة المركزية ل"الشعبية"جميل مزهر ل"الحياة"ان الحركتين توصلتا بعد جولات مكوكية من الحوارات الى اتفاق مؤلف من ثماني نقاط. واعلن امين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية ابراهيم أبو النجا التوصل الى الاتفاق في مؤتمر صحافي عقده ممثلون عن الفصائل الفلسطينية فجر امس. وتلا ممثل"الجهاد"داوود شهاب الاتفاق في المؤتمر الصحافي الذي تأخر عن موعده اكثر من ساعتين بسبب اعتراض"فتح"على بعض نقاطه وبسبب مقتل رمحي. ورفضت الحركة المشاركة في المؤتمر الصحافي كما فعلت"حماس"، ما اعطى انطباعاً ان الاتفاق سيتم خرقه قبل أن يجف حبره. وينص الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار في هدنة داخلية لم تصمد اذ وقعت اشتباكات اثناء توقيعه وبعده. وهذا نص الاتفاق الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه: "1- الوقف الفوري لاطلاق النار. 2- سحب المسلحين من الشوارع وانهاء كل مظاهر التأزيم وعودة الاجهزة الامنية الى مواقعها قبل الاحداث. 3- وقف الحملات الاعلامية المتبادلة، بما فيها التحريض الميداني. 4- وقف التظاهرات والمسيرات الان لما يشكله ذلك من مجال للاحتكاك. 5- اطلاق كل المختطفين والمعتقلين لدى الجانبين والمرتبطة بالاحداث الاخيرة. 6- دعوة المكتب المشترك بين"فتح"و"حماس"للاجتماع، بمشاركة الجبهتين الشعبية والديموقراطية و"الجهاد". 7- الدعوة الى اجتماع عاجل للجنة المتابعة للتأكيد على ما تم الاتفاق عليه. 8- تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في الاحداث بدءاً بما حصل في معبر رفح".