حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حركة "حماس" من المس بأي من قادتها في توتر جديد بين الجبهة والحركة يضاف الى حلقات من التوتر الذي اصاب علاقة الاخيرة بحركة الجهاد الاسلامي في اعقاب سيطرتها على قطاع غزة بالقوة قبل اكثر من شهرين، واصفةً القوة التنفيذية بأنها"سيئة الصيت". وصعدت الجبهة الشعبية من خطابها ضد حركة"حماس"والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤولها في القطاع الدكتور رباح مهنا:"اذا كان التحريض الاسود سيؤدي الى المس باحد اعضاء الجبهة او قياداتها، فإن دماءنا ستتحول الى بركان غضب ينفجر في وجوه الخاطئين لاعادتهم الى الصواب وتصحيح الاعوجاج". وكان مهنا يرد بغضب واضح على التحريض على مواقع الكترونية تابعة لحركة"حماس"والبيان الذي اصدرته القوة التنفيذية السبت الماضي وانتقدت فيه بشدة الجبهة وعضو مكتبها السياسي جميل المجدلاوي بعد ساعات على توجيه الاخير انتقادات لاذعة للقوة التنفيذية بعدما اعتدت على صحافيين كانوا يغطون مسيرة نظمتها حركة فتح الجمعة الماضي. وشدد مهنا على ان الجبهة ترحب بأي رد من حركة"حماس"على ما قاله المجدلاوي"لكن ان يصدر هذا البيان البذيء عن القوة التنفيذية سيئة الصيت فهذا مرفوض تماماً". واكد مهنا خلال مهرجان نظمته الجبهة بمناسبة ذكرى استشهاد الامين العام للجبهة ابو علي مصطفى في السابع والعشرين من آب اغسطس 2001 ان"الجبهة لن تخاف وستبقى تقارع الاحتلال وتدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني". وقال خلال المهرجان الذي حضره عدد من قيادات فصائل منظمة التحرير والمجتمع وشخصيات وطنية ونحو الفين من انصار الجبهة الذين صفقوا له بحرارة:"سندافع عن ابناء"فتح"في غزة وعن الحريات الديموقراطية وابناء"حماس"في الضفة الغربية"، موجهاً رسالة الى رئيس المكتب السياسي في حركة"حماس"خالد مشعل والقيادي في الحركة الدكتور محمود الزهار وهنية"ونقول لهم ان البوصلة الاساسية للسلاح يجب ان تكون صوب الاحتلال ولا يمكن لها ان تحيد عن هدفها، ومن يحاول ان يوجه رصاصة الى الداخل فهو مجرم وسلاحه ليس ثورياً ولا وطنياً". واشار مهنا الى اغتيال ابو علي مصطفى ورد الجبهة عليه باغتيال اول مسؤول اسرائيلي رفيع وزير السياحة اليميني المتطرف رحبعام زئيفي مستذكراً مقولات كثيرة للشهيد منها ان"فلسطين التي نعرفها هي فلسطين الكاملة". لكن مهنا خصص جل كلمته للشأن الداخلي، اذ جدد طرح رؤية الجبهة للحل التي توافقت عليها مع عدد من الفصائل الفلسطينية. وشدد على رفض الجبهة"الحسم العسكري الذي قامت به حركة"حماس"في غزة وما تلاه من تداعيات واجراءات ومراسيم في غزة والضفة". ودعا الى"تشكيل قيادة وطنية موقتة او حكومة وطنية تقوم بتسيير امور الناس، وتخفيف معاناتهم وتعزيز صمودهم والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية متوافق عليها من الجميع على اساس التمثيل النسبي الكامل"أي القوائم الانتخابية والغاء نظام الدوائر. وطالب"بوقف الحملات الاعلامية المتبادلة من حركتي"فتح"و"حماس"وتفعيل دور لجنة اعلان القاهرة 2005 لوضع الاليات العملية لتطبيقه ... وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والتحضير لاجراء انتخابات ديموقراطية على اساس التمثيل النسبي الكامل في الوطن والشتات"للمجلس الوطني الفلسطيني. من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان في كلمته باسم القوى الوطنية والاسلامية حركة"حماس"الى"التراجع عن نتائج الحسم العسكري وصون الوحدة الوطنية ووقف الانتهاكات ضد الصحافيين والمداهمات والاعتقالات والبدء في حوار على قاعدة وثيقة الحوار الوطني". كما دعا زيدان الى"اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية على قاعدة التمثيل النسبي وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير واجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج وان امكن في الخارج". واعتبر ان"ما يسمى مؤتمر السلام المقبل اجتماع الخريف الاقليمي يهدف الى تكريس حل انتقالي بعيد الامد يجب الانتباه له ولخطورته من خلال تكريس الوحدة الوطنية والحوار للتصدي للمؤامرات ضد القضية الفلسطينية".