أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس أنها استدعت سفير سورية في برلين الدكتور حسين عمران لإبلاغه احتجاج الحكومة الألمانية الشديد على اعتقال النائب السابق المعارض رياض سيف، وسلمته بيان الإدانة الذي أصدره وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ودعا فيه دمشق إلى الافراج عن سيف فوراً. وفي وقت أعرب البيان عن"قلق"الحكومة الألمانية الشديد لبدء محاكمة مجموعة من المعارضين الموقعين على"إعلان دمشق"الشهير، استنكرت وزيرة التعاون الاقتصادي والإنماء هايديماري فيتشوريك تسويل بشدة اعتقال سيف الذي سبق واجتمعت به في دمشق، معتبرة الخطوة"محاولة لبث الخوف في صفوف ناشطي المجتمع المدني". وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية شتيفان بريدول ل"الحياة"إن لهجة البيان واستدعاء السفير السوري يعكسان خيبة أمل برلين. وبعد أن لفت إلى أن المطالبة بالإفراج عن سيف جاءت من دول أخرى أيضا مثل فرنسا والولايات المتحدة، أضاف:"بالطبع هناك خيبة أمل لدينا وانزعاج، وإلا لما احتج الوزير شتاينماير بمثل هذه الصورة". وأكد بريدول أن شتاينماير كان بحث مع نظيره السوري وليد المعلم قبل أسبوعين في برلين وضع سيف وقضية اعتقال عدد من المعارضين السياسيين والكتاب، داعياً سورية إلى الالتزام بتوقيعها على معاهدة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان والمعاهدة الدولية الخاصة بالحقوق السياسية والاجتماعية. وكان اعتقال سيف أثار انتقادات دولية واسعة. وصعّدت واشنطن وباريس وبرلين لهجتها ضد سورية، مؤكدة أن عليها وقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان ودعتها إلى اطلاق سراح سيف. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كايسي قوله إنه"حان الوقت للحكومة السورية لتغير تصرفها وتضع حداً لدعمها الإرهاب في المنطقة ومنح مواطنيها الحقوق التي يستحقونها". واعتقل سيف الذي يعاني من سرطان البروستات الاثنين الماضي في دمشق في إطار حملة تشنها السلطات على المعارضة، خصوصاً أطراف"إعلان دمشق"الذي يرأس سيف مكتب الأمانة العامة له. ويدعو الإعلان إلى العمل على"التغيير الجذري في البلاد ورفض كل أشكال الاصلاحات الترقيعية أو الجزئية أو الالتفافية". وانضم سيف إلى زملائه العشرة من"إعلان دمشق"الذين اعتقلوا في الشهرين الماضيين إثر مشاركتهم في اجتماع عام للمجلس الوطني للإعلان، وأبرزهم رئيسة المجلس فداء أكرم الحوراني وأمينا سر المجلس أحمد طعمة الخضر وأكرم البني. ووجهت إلى سيف على غرار المعارضين العشرة الآخرين تهمة"النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ونشر أخبار كاذبة والانتساب إلى جمعية سرية تهدف إلى تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي". وقال كايسي في بيان إن اعتقال سيف"وانعدام الشفافية"في الإجراءات المتخذة ضد المعتقلين العشرة الآخرين"هو مثال آخر على انتهاك النظام السوري لحرية التعبير عن الأفكار المعترف بها دولياً، ومحاولة سافرة لإسكات وترهيب الشعب السوري". وحث سورية على"الالتزام بواجباتها بموجب الميثاق العالمي للحقوق المدنية والسياسية والتوقف عن مضايقاتها للسوريين الذين ينادون سلمياً"بالإصلاحات الديموقراطية والسياسية. ودعت فرنسا سورية أول من أمس إلى احترام التزاماتها الدولية و"الإفراج الفوري وغير المشروط"عن سيف.