وضع تدخل الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، حداً للإشكال الذي نشب بين مناصرين لهما في منطقة البسطة في بيروت على خلفية تمزيق صورة للرئيس الحريري ونجله. بعدما تطور الإشكال ليل أول من أمس. وعلمت"الحياة"أن اتصالات غير مباشرة تمت بين نصرالله والحريري الموجود في السعودية، أدارها مقربون منهما، تركّزت على ضرورة معالجة سبب الإشكال الذي بدأ فردياً ليل الأحد في المنطقة التي يتقاسمها مناصرو الحزب وپ"المستقبل"، ونزعت خلاله صورة للرئيس الحريري في شارع المأمون، فتدخلت قوى الأمن الداخلي وآزرها الجيش وطوقا الحادث. وفي اليوم التالي حاول مناصرو"المستقبل"إعادة رفع صورة للحريري الأب والى جانبه الابن، فاحتج مناصرو الحزب على ذلك فتجدد الإشكال واستخدم خلاله أحد الأشخاص بندقية صيد"بومب آكشين"ما تسبب بجرح شخص، إضافة الى ستة آخرين نتيجة العراك بالأيدي والعصي والأدوات الحادة. ولدى إطلاع نصرالله على حقيقة الوضع أصدر قراره بضرورة إعادة رفع صورة الحريري"لأنه شهيد كل لبنان وهو ليس لفئة دون أخرى". وأوعز نصرالله الى مسؤولين في الحزب بالإشراف على تعليق الصورة الجديدة، وهذا ما أنجز الثانية والنصف فجر أمس، بعدما تمكنت القوى الأمنية من ضبط الوضع بإجراءات أمنية ودوريات متواصلة. ووضع القضاء العسكري يده على القضية، وسطّر مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي أحمد عويدات استنابات قضائية للاستقصاء وجمع المعلومات، مكلفاً فصيلة البسطة في قوى الأمن الداخلي، إجراء التحقيقات وجمع المعلومات والاستماع الى افادات الشهود وكل ما يلزم لمعرفة تفاصيل القضية. وكان تطور الإشكال مساء أول من أمس، أدى الى تنادي مناصري الطرفين الى المنطقة وحصول بعض الشغب وكتابة شعارات معادية، ما دفع بالجيش اللبناني الى استدعاء تعزيزات من فوجي المغاوير والتدخل، ليؤازر قوى الأمن الداخلي، في تطويق الإشكال وتشتيت الجموع وإعادة الهدوء الذي استخدم لأجله إطلاق رشقات في الهواء غير مرة، إضافة الى تمكن القوى الأمنية من توقيف مطلق النار. وشمل انتشار الجيش معظم مناطق بيروت تحسباً لاندلاع إشكالات في مناطق أخرى خصوصاً بعد تسجيل تحركات وكتابة شعارات معادية، أزالها الجيش. وأسف تيار"المستقبل"في بيان للاعتداء"غير الأخلاقي على صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لا يمت الى مفاهيم الأخوة بصلة، بل هو نقطة سوداء في سجل مجموعة تمارس الترهيب والتسلط". واعتبر الإشكال"محاولة مشبوهة ومتجددة لفتح أبواب الفتنة والتخريب، وهي محاولة سنتصدى لها بكل الوسائل ولن نتيح الانجرار اليها مهما تعالت مناخات التحريض والاستفزاز"، مؤكداً أن"الدولة ومؤسساتها الشرعية وأدواتها الأمنية وفي مقدمها الجيش، ستبقى الملجأ الذي لن نرضى عنه بديلاً في تطويق محاولات تخريب السلم الوطني". وشدد على أن"صورة رفيق الحريري معلقة في ضمير لبنان وقلوب اللبنانيين الأحرار الذين يشكلون خط الدفاع الحقيقي عن حريته وسيادته واستقلاله وعروبته". ونفت حركة"أمل"نفياً"قاطعاً"أي علاقة لها ب"الإشكال وبتمزيق صور أو مشاركة أي من عناصرها أو أنصارها في الإشكال الذي حصل في البسطة". واعتبرت في بيان أن"التعاطي الإعلامي مع الحادث وبالصورة التي تمت، لا يخدم أحداً ولا يصب في مصلحة البلد، بالنظر الى ما ورد في بعض الأخبار من تضليل مجاف للحقيقة". لكن وزير الشباب والرياضة عضو كتلة"المستقبل"أحمد فتفت قال:"كانت مشاركة مناصري"أمل"كثيفة وإن لم يعصبوا رؤوسهم بشارات الحركة، فأهل المنطقة يعرفون بعضهم بعضاً"، سائلاً:"لماذا هذا الحقد الكبير على الشهيد الحريري؟". واعتبر فتفت"أن هناك من يسعى الى إشعال فتنة في الداخل عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب". واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان"ما جرى من خلافات ليس لها مبرر على الإطلاق"، مؤكداً أن"كل اقتتال داخلي محرم".