شهد السباق الرئاسي الأميركي تحولات عشية معركة الديموقراطيين في ساوث كارولينا، أبرزها حصد السناتور الديموقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري جون ماكين تأييد صحيفة"نيويورك تايمز"التي فضلتهما للفوز بلقب حزبيهما، فيما خرج مرشح القاعدة الليبرالية النائب دنيس كوسينيش من سباق الديموقراطيين، وانهارت حظوظ رودي جولياني في فلوريدا، بعد تراجعه الى المركز الثالث. واختارت هيئة تحرير"نيويورك تايمز"في افتتاحية أمس، كلينتون"المرشحة الأفضل والأكثر كفاءة"عن الديموقراطيين، وماكين"الخيار الأفضل للجمهوريين"للفوز بلقب مرشح الحزب. وفيما أثنت صحيفة النخبة السياسية الأميركية والأقرب الى الليبراليين، على رصيد باراك أوباما، منافس كلينتون، وإطلاقه حركة تغيير في الوسط السياسي الأميركي، بررت الصحيفة دعمها للأميركية الأولى سابقاً، بكونها الأكثر استعداداً وقدرة على قيادة أميركا والبيت الأبيض عند انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش. ووجهت الصحيفة انتقادات لاذعة إلى عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، واعتبرته"متعجرفاً غير جدير بالثقة"، في حين أيّدت ماكين على رغم الخلاف معه حول دعم الحرب في العراق، ونوّهت بمواقفه المعارضة للتعذيب، ودعوته إلى إغلاق معتقل غوانتانامو. وستساعد خطوة"نيويورك تايمز"كلينتون في استقطاب بعض أصوات القاعدة الليبرالية، وماكين في جذب مستقلين. لكن هذه القاعدة لن تكون ذات تأثير كبير بالنسبة إلى كلينتون في انتخابات اليوم في ساوث كارولينا، والتي رجحت الاستطلاعات الأخيرة فوز أوباما فيها. وتبدو حملة السيناتور الأفريقي- الأميركي في أمسّ الحاجة الى فوز مماثل للمضي في السباق، بعد خسارته في نيوهامبشير ونيفادا، وهي ستعتمد على أصوات الناخبين السود الذين يشكلون أكثر من نصف ناخبي الولاية. ويعزز اعلان كوسينيش الخروج من السباق، فرص أوباما هناك، فيما ستشكل نسبة المشاركة العامل الرئيس لتحديد الفائز. وتتقدم كلينتون في الولايات التي تعقب انتخابات ساوث كارولينا، وأبرزها فلوريدا وكاليفورنيا، لكن وكالة"أسوشيتد برس"أشارت الى أن احتدام السباق بين الديموقراطيين سيؤخر حسم النتائج الى ما بعد"الثلثاء الكبير"في 5 شباط فبراير المقبل، موعد التصويت في الولايات الكبرى، نظراً إلى تقارب النتائج وعدد المندوبين بين أوباما وكلينتون. وسيحتم عجز المرشحين عن حصد العدد المطلوب من المندوبين 2025 بحلول ذلك التاريخ، تأجيل الحسم حتى 4 آذار مارس، موعد التصويت في ولايتي أوهايو وتكساس. الى ذلك، قال أوباما خلال مشاركته في برنامج"ذي لايت شو"الساخر انه سيعيّن نجمة التلفزيون الاميركي اوبرا وينفري نائباً له في حال انتخابه رئيساً، والمرشح الجمهوري ميت رومني"وزيراً للذوق الرفيع"في إشارة تسخر من أناقته. وتعتبر اوبرا، النجمة الكبيرة في التلفزيون الأميركي، مؤيدة متحمسة لأوباما وقدمت له دعماً علنياً. وتواجه المرشحون الجمهوريون في مناظرة تلفزيونية أمس، قبل يومين من الانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا، وبرز فيها حاكم ولاية ماساشوستيس السابق ميت رومني الذي ركز على الهمّ الاقتصادي، في حين فشل جولياني في اظهار نقاط قوة في المناظرة التي قد تكون الفرصة الأخيرة له لاستنهاض حملته هناك. وعكست استطلاعات الرأي تراجعه الى المركز الثالث، واحتدام المنافسة بين رومني وماكين على المركز الأول. وفي حال خسارة جولياني في الولاية الاثنين المقبل، ستكون أمامه معركة صعبة وفوز شبه مستحيل لانتزاع اللقب، فيما أطلقت مجموعات يمينية محافظة رسائل إذاعية تهاجم ماكين ورصيده المعتدل في القضايا الاجتماعية، وتعكس عدم رضا القاعدة الانجيلية عن توجهاته.