أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن طهران تلقت سادس دفعة من الوقود النووي من روسيا أمس، مخصصة لمحطة بوشهر الكهروذرية، ولم يتبق سوى دفعتين لاستكمال الشحنة. ودفعة أمس، هي الثالثة في خمسة أيام، وتأتي بعد يوم من تعهد زعماء إيران بالمضي قدماً في البرنامج النووي للبلاد، بصرف النظر عن أي عقوبات جديدة قد تفرضها الأممالمتحدة، بعدما اتفقت مجموعة"الستة الكبار"، على إطار عام لقرار جديد بفرض عقوبات. وسلمت روسياإيران حتى الآن 66 طناً من الوقود النووي من اصل 82 طناً متفقاً عليها. ويفترض ان تسلم روسياطهران شحنتين أخريين حتى شباط فبراير المقبل، بموجب برنامج زمني حدده الجانبان. في غضون ذلك، قال وكيل الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز، إن مشروع قرار جديداً في شأن إيران اتفقت عليه القوى الكبرى سيكون عقابياً، مناقضاً تصريح أدلى به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس، قال فيه إن القرار لن يكون صارماً ولا عقابياً. وقال بيرنز للصحافيين خلال زيارة لإسرائيل:"هذا القرار سيكون عقابياً. سمعت تعليقات من موسكو بأنه لن يكون عقابياً. هذا غير صحيح. انه قرار عقابي". ولم يذكر تفاصيل في شأن صياغة مشروع القرار. جاء كلام بيرنز بعدما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أول من أمس، ثقتها في العمل الديبلوماسي لحل الأزمة الإيرانية، مؤكدة استعدادها للتحدث الى النظام الإيراني مباشرة إذا تخلى عن نشاطاته النووية الحساسة. وقالت رايس أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس سويسرا:"في نهاية المطاف، يمكن حل هذه المشكلة بالطرق الديبلوماسية". وأشارت رايس إلى ان أميركا"لا تريد ان ترى في إيران عدواً دائماً، حتى بعد 29 سنة من تاريخ صعب"شهد قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين اثر الثورة الإسلامية. وقالت:"لسنا في حالة نزاع مع الشعب الإيراني، لكن لدينا خلافات حقيقية مع السلطة الإيرانية، سواء في ما يتعلق بدعمها للإرهاب او سياستها لزعزعة استقرار العراق، او سعيها لامتلاك التكنولوجيا التي تمكنها من الوصول الى السلاح الذري". لكنها أضافت:"لا نريد ان تصبح إيران قوة نووية عسكرية وسنواصل العمل لدفع إيران الى احترام واجباتها الدولية". وأكدت الوزيرة الأميركية انه في حال وافقت طهران على تعليق نشاطاتها النووية الحساسة،"فانه سيكون في وسعنا بدء مفاوضات والعمل على بناء علاقة جديدة علاقة طبيعية اكثر". ودعت الصين كل الأطراف المعنية الى بذل جهود مبتكرة للتوصل الى حل ديبلوماسي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو:"تدعو الصين كل الاطراف المعنية لتصعيد جهودها الديبلوماسية، وأن تبتكر وتأخذ توجهات جديدة للخروج من المأزق، والتوصل الى تسوية شاملة للمسألة الإيرانية". مصرفان إيرانيان وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون غربيون ان مشروع القرار الجديد سيسمي مصرفين إيرانيين آخرين، لكنه لن يفرض قيوداً إلزامية على التعامل معهما. وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه:"بنك مللي وبنك صادرات سيذكران، لكنهما لن يخضعا للعقوبات مثل بنك صباح". وأضاف:"لا يخفى أننا كنا نفضل مجموعة إجراءات اكثر فعالية، لكن وحدة المجموعة لها أهمية الإجراءات ذاتها"، وأكد ديبلوماسي غربي آخر من إحدى الدول الست ذلك. وأضاف ان القرار الجديد سيتضمن إشارة الى ضمانات الائتمان المقدمة الى شركات التصدير الى إيران، ولكن"من دون الذهاب الى الحد الذي كان يريده بعضنا"، ولم يرد ذكر ضمانات الائتمان للصادرات في قراري العقوبات السابقين. سولانا - جليلي في بروكسيل، صرحت الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كريستينا غالاش، بأن خافيير سولانا والمفاوض الإيراني في الملف النووي سعيد جليلي بحثا مساء الأربعاء في تطورات الملف النووي الإيراني"من دون الخوض في التفاصيل"، وذلك خلال عشاء في بروكسيل. وأضافت ان اللقاء كان مخصصاً"لإبقاء قناة الاتصال مفتوحة"بين الجانبين. وأوضحت غالاش أن اللقاء، الذي استمر ساعة ونصف الساعة، شهد"تبادلاً لوجهات النظر في عدد من القضايا، من بينها الملف النووي، من دون الدخول في التفاصيل". وسبق أن التقى سولانا الذي يفاوض إيران باسم القوى الست، وجليلي، في لندن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعد اجتماع أول في روما في تشرين الأول أكتوبر. ولم ينجح سولانا في المحادثات، في إقناع طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم. على صعيد آخر، دعت الخارجية الأميركية إيران الى إجراء"تحقيق معمق"حول وفاة طالب كردي في السجن أكدت السلطات الإيرانية ان الأمر يتعلق بعملية انتحار. وقال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك في بيان ان"الولاياتالمتحدة متأثرة جداً بوفاة الطالب الإيراني من اصل كردي إبراهيم لطف الله المأسوية في السجن في 6 كانون الثاني يناير الجاري، في ظروف مشبوهة". وأضاف البيان"ندعو السلطات الإيرانية إلى إجراء تحقيق معمق"حول ظروف وفاته متهماً النظام الإيراني في"الاستمرار بحرمان مواطنيه من آفاق المستقبل من دون خوف ومن دون معاملة سيئة ومن دون اعتقالات عشوائية". جاء ذلك في حين أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن طهران تجاهلت رسالة احتجاج بعثت بها واشنطن في شأن الحادث بين الزوارق الإيرانية والسفن الحربية الأميركية في مضيق هرمز، لأنها لم تستخدم تسمية"الخليج الفارسي"في الرسالة. وقال رئيس دائرة أميركا الشمالية والوسطى في وزارة الخارجية الإيرانية علي اكبر رضائي انه"في العاشر من كانون الثاني يناير أرسلت الحكومة الأميركية رسالة عبر السفارة السويسرية الى وزارة الخارجية عن ظروف الحادث بين قوات البحرية الإيرانية والسفن الأميركية". وأضاف"إلا أن وزارة الخارجية لم تقبل الرسالة وأعادتها بسبب استخدامها مرتين عبارة الخليج غير المكتملة بدلاً، من عبارة الخليج الفارسي"، مضيفاً أن إيران"ستدرس محتوى الرسالة بعد أن يتم تصحيح النص".