تحوّلت الأنظار ناحية بروكسيل، والتقرير الذي ينوي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، طرحه حيال مدى تعاون ايران في ملفها النووي مع القوى الكبرى، بعد تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي اشار الى احراز طهران تقدماً"جوهرياً"لكن"غير كاف"في الكشف عن برنامجها النووي، وهددت الولاياتالمتحدة في أعقابه ايران بسلسلة ثالثة من العقوبات، فيما طالبت لندنوباريسطهران بمزيد من الجهود. تزامن ذلك مع إعلان مصادر ديبلوماسية اوروبية ان اجتماع القوى الكبرى المقرر الاسبوع المقبل لمناقشة تشديد العقوبات على ايران، ألغي نظراً إلى انسحاب الصين. ووجهت واشنطن تحذيراً الى بكين، معتبرة انها ستتحمل مسؤولية فشل المساعي الديبلوماسية في تسوية الازمة مع ايران، اذا عارضت فرض سلسلة جديدة من العقوبات. في هذا الإطار، قال الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن ياغر:"التقرير يتضمن نقاط وضوح ونقاط غموض. وعموماً ليس مشجعاً", موضحاً ان التقرير سيكون موضع بحث معمق من السلطات الالمانية. واكد"لم يقدم بعد الدليل بأن البرنامج النووي الايراني له اهداف سلمية فقط", مشيراً الى ان المانيا شأن المجتمع الدولي برمته تنتظر من ايران تعليق تخصيب اليورانيوم. ولفت إلى أن بلاده ستدرس احتمال اتخاذ اجراءات منفصلة عبر الاتحاد الاوروبي ضد ايران، اذا لم يتفق مجلس الامن على قرار عقوبات جديد. ورحب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بتقرير الوكالة الدولية, منتقداً الفرقاء الغربيين الذين يبنون سياساتهم على"معلومات خاطئة". ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن احمدي نجاد قوله ان"تقرير مدير الوكالة الذرية محمد البرادعي واقعي نسبياً ومتحرر الى حد بعيد من ضغط بعض القوى الكبرى". واضاف مخاطباً الدول الغربية"لقد اكتشفتم الآن ان المعلومات التي على اساسها اصدرتم قرارات كانت خاطئة. عليكم ان تتحلوا بالشجاعة وتقولوا: لقد ارتكبنا خطأ". وأعلنت الناطقة باسم سولانا أنه سيقدم تقريره نهاية الشهر الجاري, على رغم إمكانية أن يجتمع مجدداً مع المفاوضين الايرانيين قبل هذا الموعد. وقالت كريستينا غالاش ان سولانا"يفضل اجراء تقويمه"أمام الدول الست المعنية بالمفاوضات مع ايرانالولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا"بعد لقاء ثان مع المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي وعلي لاريجاني". وتداركت:"لكنه سيجري هذا التقويم، حتى لو كان اللقاء غير ممكن". ولفتت الديبلوماسية الاوروبية الى امكان عقد لقاء بين سولانا وجليلي نهاية الاسبوع المقبل. وعلقت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان تقرير الوكالة الدولية"يكشف بوضوح، للأسف، ان ايران لا تبدو مهتمة بالعمل مع بقية الدول". وقالت ان"ايران تواصل الابتعاد عن الاتفاق الذي عرض عليها", في اشارة الى عرض التعاون السياسي والاقتصادي الذي قدمته لها أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا، لقاء تعليق نشاطاتها النووية الحساسة. وأكدت ان"أميركا ستعمل مع شركائها في مجلس الامن والمانيا, فيما نتقدم في اتجاه سلسلة ثالثة من العقوبات في مجلس الامن". وجددت باريس دعوتها ايران إلى تعليق نشاطاتها النووية الحساسة و"التجاوب من دون ابطاء مع طلبات الاسرة الدولية". وذكّر ناطق فرنسي بالطلبات التي قدمتها المجموعة الدولية، للتحقق من ان البرنامج النووي الايراني لن يستخدم لحيازة السلاح النووي. واوضح ان هذا يعني"رداً كاملاً على الاسئلة المتعلقة بنشاطاتها السابقة والحالية"، و"تطبيق البروتوكول الاضافي"للوكالة الدولية الذي يتيح القيام بعمليات تفتيش مشددة، و"تدابير شفافة تطلبها الوكالة الدولية". وعن احتمال فرض عقوبات دولية جديدة على طهران, اكتفى الناطق بالتذكير بالإجراءات التي اقرها وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا في 28 ايلول سبتمبر في نيويورك. وجاء رد فعل لندن مماثلاًً، اذ اعتبرت الخارجية ان ايران"لم ترد حتى الآن على بعض الاسئلة"حول برنامجها النووي, وحذرت طهران من انها ستتعرض لعقوبات جديدة اذا لم تحقق المزيد من التقدم نهاية تشرين الثاني نوفمبر. وفي موسكو، أفادت وكالة الطاقة الذرية الروسية، بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستباشر قريباً تفتيش الوقود النووي المتجه الى محطة ايرانية للطاقة النووية، وإقرار شحنه. وأوردت وكالة الطاقة الروسية أن مفتشين من الوكالة سيتولون تفتيش شحنة من الوقود النووي المتجهة الى محطة بوشهر وإقرار إرسالها، بين 26 و29 الشهر الجاري. وعرضت الوكالة الروسية على الوكالة الدولية استعدادها توفير اختصاصيين لمساعدة مفتشي الوكالة الدولية في أداء مهمتهم. تظاهرات شهدت ست جامعات إيرانية على الأقل في الأيام الأخيرة تظاهرات طالبية احتجاجاً على تعرض عدد من الناشطين لضغوط وعلى الأجواء العامة السائدة في مؤسساتهم. وأفادت صحيفة اعتماد الاصلاحية، بأن التظاهرات شملت طهران جامعتي علمي طبطبائي وامير كبير والأهواز جنوب واصفهان وسط وشهرود شمال شرقي وسيستان-بلوشستان جنوب شرقي0 وكان حوالى مئة طالب من جامعة أمير كبير وأساتذتهم الغوا صفوفهم داعين المسؤولين عن الجامعة الى"استخدام سلطتهم لمساندة الطالبة معصومة منصوري ومتابعة قضيتها".