تنفذ هيئات نقابية أبرزها قطاع النقل البري والعمال الزراعيين في لبنان اضراباً احتجاجياً اليوم تتراوح مدته بين ساعات قليلة وبين يوم كامل بدعوة من الاتحاد العمالي العام، وسط مخاوف من استغلال التحرك المطلبي في اطار التجاذب القائم بين المعارضة والاكثرية للقيام بأعمال شغب، ما دفع بالمعنيين بالاضراب الى تأكيد سلميته ونفي تضمنه اعتصامات او تظاهرات والتوضيح في شكل غير مباشر ان قطع الطرق ان حصل فپ"سيكون مناطقياً". واوضح رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس ل"الحياة"ان الاتحاد"ترك لرؤساء النقابات اختيار المواقع لتنظيم الاعتصامات او التجمعات اذا ارادوا ذلك، شرط ان تكون هذه التحركات سلمية كلياً ويمنع حرق الاطارات او اثارة الشغب، وطلبنا منهم البقاء على تواصل مع القوى الامنية لتلافي اي اشكال". وكان حبل الحوار بين الحكومة والقطاع النقابي المعني بالاضراب لم ينقطع امس، على امل التوصل الى مخارج للمطالب المطروحة، واكد وزير التربية خالد قباني في هذا الاطار أن اليوم هو"يوم تدريس عادي في المدارس والجامعات ولا قرار بالتعطيل"، في وقت بدا واضحاً التباين بين النقابات نفسها والهيئات التي تشكلت في موازاتها بين مؤيد للتحرك وبين معارض له في هذا التوقيت بالذات. وأكدت اتحادات ونقابات قطاعي النقل البري والزراعة في لبنان،"تنفيذ الاضراب الديموقراطي والسلمي الذي كفله الدستور كخطوة أولى، بدءاً من السادسة صباحا الى السادسة مساء في كل المناطق"، وقال طليس في مؤتمر صحافي للغاية:"حتى تاريخه لم تُعْر السلطة أي اهتمام لصرخة العاملين في هذين القطاعين، ولم تترك الاتحادات والنقابات وسيلة أو فرصة لتحقيق مطالبها وتخفيف الاعباء عن العاملين فيها". وناشد طليس القوى الامنية"الحفاظ على سلمية الاضراب والتحرك وديموقراطيتهما"، معتذراً"من الموظفين والمستخدمين والاجراء وطلاب الجامعات والمدارس الذين اعتادوا على استعمال مركبات النقل العمومية بكل فئاتها بتنقلاتهم ودعوتهم الى تقدير الظروف المعيشية التي فرضت عليهم تعبيراً عن جوعهم تنفيذ الاضراب". وطلب الى كل التعاونيات الزراعية ومصدري الفاكهة والخضار وأسواقها ومعامل الألبان والأجبان وصيادي الاسماك ومزارعي التبغ والعمال الزراعيين في الحقول ووسائل النقل الزراعية اعتبار اليوم"يوم غضب حقيقي من سياسة الاستهتار التي تعتمد تجاه هذا القطاع". وترك طليس للنقابات في المناطق حرية"اختيار أماكن التجمع والاعتصام التي يرونها مناسبة". وأعلن طليس ورئيس"نقابة السائقين العموميين"عبد الامير نجدة ان التحرك هو"لأهداف نقابية ومطلبية بحتة"، وأبديا رفضهما المطلق لاعطاء هذا التحرك الطابع السياسي، وأوضحا رداً على سؤال لپ"وكالة الانباء المركزية"ان هذه النقابات، وعلى خلفية الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وحجمها، لا يسعها الا تأكيد ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للتحرك اينما جرى على مستوى الاراضي اللبنانية كافة، وإن الدعوة لم تشتمل اي اشارات الى الاعتصام او التظاهر او قطع الطرق، والدعوة وجهت الى اصحاب السيارات العمومية والشاحنات والاوتوبيسات العائدة الى الشركات الخاصة والدولة للتوقف عن العمل، واعطاء التحرك طابعاً حضارياً ولا يكون سبباً لأي اشكال". وعن احتمال قطع الطرق بالسيارات في كل المناطق دفعة واحدة قال طليس:"ان مثل هذه الخطوات الاعتراضية اذا ما نفذت في مناطق فستكون بمبادرة من القيادات المناطقية، ونحن لا نستطيع منعها من التعبير عن اعتراضها في هذا الشكل، ولكن ليس هذا هو القرار المتخذ". ورد طليس:"لسنا مسؤولين عن اي اجراء من هذا النوع وعلى المراجع والسلطات الامنية والادارية التصرف بما تمليها عليها القوانين لمنع الفوضى او استدراج اصحاب المطالب الاجتماعية المحقة الى اشكالات يسعى اليها البعض لاستثمار هذه الحركة ووضعها في الاطار السياسي المرفوض. فالناس كفرت ب14 و8 آذار وغيرهما من التشكيلات السياسية وعلى الحكومة التجاوب مع المطالب المحقة لشريحة واسعة من اللبنانيين". وحددت نقابة العمال الزراعيين في لبنان في بيان مطالبها"بدفع التعويضات عن اضرار عدوان تموز يوليو 2006، وخفض سعر صفيحة المازوت، ودفع ثمن سعر زيت الزيتون للمزارعين، وشمول العمال الزراعيين والمزارعين بالصندوق الوطني للضمان الصحي والاجتماعي، وحماية الانتاج الزراعي من المنافسة الاجنبية، وتثبيت الدعم على رغيف الخبز وانشاء مؤسسة عامة تسلم المزارعين الادوية والاسمدة والبذور بسعر الكلفة". وطلبت"هيئة التنسيق النقابية الطبية للطب العام وطب الاسنان"، بعد اجتماعها الطارئ من جميع الاطباء وأطباء الاسنان التوقف عن العمل اليوم لمدة ساعتين، مستثنية العاملين في اقسام الطوارئ والعناية الفائقة، احتجاجاً"على نهج الافقار وسياسة الظلم الاجتماعي الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة"، لكن الاحتجاج على هذا"الظلم"لم يمنع"اللجنة الاجتماعية في تجمع الاطباء في لبنان"من دعوة"جميع الاطباء الى المشاركة الفاعلة في الاضراب من خلال التوقف عن العمل في العيادات والمراكز الصحية والمستوصفات التي يقصدها عادة الفقراء ولمدة ساعتين". ودعت"الهيئة التحضيرية لتجمع الصيادلة"الى"المشاركة في الاضراب والتعطيل لمدة ساعة واحدة". وانضم الى الداعين الى المشاركة في الاضراب المجلس التنفيذي لپ"نقابة عمال البناء"ونقيب"عمال الميكانيك والحديد والصلب وكهرباء السيارات"محمد شعلان وپ"جمعية تجار عكار"وپ"نقابة مستخدمي وعمال المياه في البقاع"، وپ"اتحادات نقابات الجنوب"، واتحاد نقابات عمال وموظفي البلديات في النبطية. وأيدت احزاب معارضة التحرك، وأعلن المكتب الزراعي في"تيار المردة"مشاركته بالاضراب مستنكراً"سياسة الحكومة تجاه القطاع الزراعي". معارضة وفي المقلب الآخر من الساحة العمالية، اكد رئيس"التكتل النقابي المستقل جورج علم لپ"الوكالة المركزية"عدم مشاركة الاتحادات المنضوية في التحرك، وقال:"لا نزال على موقفنا من عدم المشاركة، فرئيس الحكومة اعطى ما تيسر، والامور موضع الاضراب لا تحلّ في الشارع انما عبر حوار بين القطاعات الانتاجية والدولة". وفي هذا السياق اكد رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران كاظم ابراهيم ان الافران"لن تشارك في الاضراب وتالياً لا داعي للتهافت على شراء الخبز". مواقف سياسية وفي المواقف السياسية المفتوحة على الاضراب العمالي، اكد وزير العمل المستقيل طراد حمادة"ان لا تحرك للمعارضة قبل انتهاء المبادرات"، في حين اعتبر عضو"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي نعمة الله أبي نصر، في حديث لموقع"ليبانون فايلز"الالكتروني،"أن احتلال العاصمة بيروت من المعارضة هو خير تعبير عن احتجاجها على سياسة الحكومة"، وسأل:"لماذا التظاهرات الإضافية التي توصلنا الى العنف، ان كل ذلك لا يطعم خبزاً ولا يؤدي الى أي نتيجة، فالعنف يوصل الى العنف والخراب".