على وقع المخاوف من انفلات أمني، تفاوتت مواقف النقابات والهيئات التجارية والسياحية والتربوية وغيرها من المشاركة في الاضراب الذي تنفذه قوى المعارضة اللبنانية اليوم. وارتفعت أمس وتيرة الأحاديث التي تناقلتها الألسن، عن احتمال حصول أعمال شغب وقطع طرق وعصيان مدني، خصوصاً بعد التضارب الذي عكسته خطابات رموز المعارضة أنفسهم، بين الداعين إلى الإضراب العام حركة "أمل" وپ"حزب الله" وبين الذين تركوا للمشاركين خيار استخدام ما يلزم من خطوات تصعيدية خلال الاعتصام النائب ميشال عون والوزيران السابقان سليمان فرنجيه وطلال ارسلان، ولعلّ خطاب الأخيرين هو ما دفع بعض الأطراف الى استحضار العصي وإطارات السيارات والزيت المستعمل، إضافة الى تأمين اعداد كبيرة من السيارات من المتوقع ان تنظم مسيرات سيارة لتقطيع أوصال المناطق. ودعا رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الاتحاد العمالي العام أمس، جميع العمال وذوي الدخل المحدود إلى التزام تنفيذ الإضراب"حفاظاً على حقوق الطبقة العاملة"، منتقداً برنامج الحكومة الاقتصادي. كما حذر"الحكومة وأصحاب العمل من ممارسة أي ضغوط ضد حق العامل بالإضراب والمساس بأجره أو ديمومة عمله"، وأنذر"كل مؤسسة تجارية او صناعية او مصرفية او خدماتية، تقدم على تهديد عمالها وموظفيها وتمنعهم من ممارسة حقهم بالاضراب بالتشهير بها بالاسم". ومن جهتها، أعلنت المؤسسات المؤيدة للمعارضة مشاركتها في الإضراب، ومنها: طلاب المعارضة الوطنية في الجامعة الاميركية في بيروت، اساتذة التعليم العالي في المعارضة، الجمعية التعاونية للمعلمين في الجنوب، رابطة"المعلمين الرسميين في الجنوب"، رابطة التعليم الرسمي في محافظتي النبطية والزهراني، طلاب العلوم في النبطية، رابطة أطباء النبطية، الهيئات الإقتصادية والنقابية في النبطية، اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، تجار وصناعيو زغرتا، المجلس التنفيذي لاتحاد النقل الجوي لنقابات عمال شركات الطيران، الهيئات الزراعية، وغيرها. وفي المقابل، أصدرت قطاعات أخرى بيانات ترفض فيها الدعوة الى الاضراب، وتعتبر اليوم يوم عمل عادياً. وأعلنت الهيئات الاقتصادية والاهلية والنوادي الرياضية والثقافية في القلمون رفضها المشاركة في الاضراب، مؤكدة"تأييد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وما تدعو اليه من برامج لتطوير اقتصاد كل لبنان واعادة الثقة العالمية اليه". كما رفض المشاركة: مدرستا"النور النموذجية الاسلامية"وپ"المستقبل"في مرياطة، اتحاد نقابات مستخدمي وعمال القطاع التجاري في لبنان، اتحاد النقابات المستقلة، اللقاء التقدمي، رئيس مكتب المعلمين في جبل لبنان، اتحاد نقابات مستخدمي وعمال شركات المحروقات والمشتقات النفطية، اتحاد نقابات العاملين في التقنيات الحديثة، الاتحاد اللبناني للنقابات العمالية، الاتحاد اللبناني للنقابات الحرة، الجمعيات والهيئات الأهلية في المتن الأعلى، الهيئات التربوية في المدارس الرسمية والخاصة في المتن الأعلى، معامل الميكانيك في زحلة، رابطة اللبنانيين من اصل سوري، الهيئة الموحدة للمحررين من السجون الإسرائيلية والسورية في لبنان الشمالي، النقابات الزراعية في الشمال، نقابة عمال الأفران في لبنان الشمالي، شركة"المنارة للتعهدات البحرية"متعهدة تفريغ وشحن بواخر ستيفادورية في مرفأ طرابلس، وغيرها. وبين المشاركين في الاعتصام ورافضي المشاركة، أوصى تجمع المؤسسات التربوية الخاصة بإبقاء المؤسسات مفتوحة وطلب من مسؤولي المدارس اتخاذ القرار المناسب وفقاً لظروف كل منها. واعتبرت جمعية تجار وحرفيي جزين انها"غير معنية بالتجاذبات السياسية والحزبية التي تحصل في البلد"، مشيرة الى انها"تركت حرية الاختيار للتجار بأخذ القرار المناسب". كما تمنت جمعية تجار جونيه وكسروان-الفتوح على التجار اتخاذ القرار المناسب. وناشدت لجنة تجار الاشرفية"اعضاءها ان يبقوا بعيدين من كل التجاذبات التي تسييس القطاع التجاري تاركة لكل تاجر الحرية في التعامل مع الوضع".