اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية في شباط فبراير 2007، كان منعطفاً أساسياً، ومنطلقاً جديداً لسياسة روسيا الخارجية والداخلية. ويصدق القول أنه بيان العودة الروسية إلى الساحة الدولية، بعدما دخلت روسيا مرحلة النهضة، ووقف العالم الغربي الذي كان يخاصم روسيا في الحقبة السوفياتية على مفترق الطرق جراء الأزمة التي تتخبط فيها الولاياتالمتحدة الاميركية على الصعيد الخارجي. وتخلصت روسيا مما كان يغذي التنافر الأيديولوجي مع العالم الغربي، وخلت سياستها الخارجية من نزعة المواجهة مع الغرب. ولكن ثمة خطوطاً حمراء لا تستطيع روسيا تخطيها عندما يصبح يتعرض أمنها القومي والأمن الدولي للخطر. وعلى شركاء روسيا أن يدركوا أننا لا نتاجر بمواقفنا. وعلى رغم مضي 15 عاماً على انتهاء الحرب الباردة، لم تتخلص بعض الدول من ذهنية لازمت تلك الحقبة. فالغرب يغض النظر عن قيام الحكومات"الصديقة"بقمع المعارضة. ونحن قلقون من الخطط الخاصة بنشر عناصر المنظومة الاميركية للدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشيكيا، لأن هذا يعني أنه لأول مرة في التاريخ تتحرك القوات الإستراتيجية النووية الاميركية في أوروبا على حدودنا. وهذا يثير القلق، ويؤثر في توازن القوى الإستراتيجي. وثمة مشكلات وقضايا مثل الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا وحماية دول العالم من الصواريخ الهجومية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وبرنامج إيران النووي. وهي لا يمكن حلها إلا في اطار القيادة الدولية الجماعية. وفي ما يعود الى منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي، فالحاجة تمس إلى تفاهم ثلاثي بين الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي. وسوف تظل روسيا تنشط في سبيل تحقيق التوازن على الساحة الدولية مستخدمة إمكانياتها من دون أن يجرها أحد إلى مواجهة، من أي نوع، أو إلى حلف ضد أحد. وأثبت العام المنصرم ضرورة إعادة النظر في كيفية التعاون في سبيل حل القضايا الدولية والإقليمية. فالتعاون شرط قيامه استناده إلى المساواة وتكافؤ الفرص. عن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي،"اكسبيرت"الروسية، 24/12/2007