منح اتحاد شركات السياحة الألمانية DRV أخيراً جائزته الأولى لفندق "ديزرت لودج" الصديق للبيئة والذي يقع في قرية القصر في الداخلة احدى واحات محافظة الوادي الجديد، كأفضل فندق بيئي وخدمي في العالم بمنافسة بين 22 منتجعًا من 16 دولة. وتمثل محافظة الوادي الجديد 44 في المئة من مساحة مصر ونحو 67 في المئة من مساحة الصحراء الغربية، والتي حباها الله بمقومات سياحية فريدة من نوعها ومتعددة، منها السياحة الطبيعية والبيئية حيث النقاء والهدوء والخلو من التلوث. ويشتهر الوادي الجديد بالسياحة العلاجية المفيدة في كثير من الأمراض وذلك لكثرة الآبار الكبريتية التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 43 درجة مئوية اضافة الى الرمال الساخنة المنتشرة في كل بقاع الوادي وامتلاكها لمجموعة رائعة من النباتات البرية والأعشاب الطبيعية، اضافة الى محميتين طبيعيتين هما الصحراء البيضاء والجلف الكبير، وما تحويه هاتين المحميتين من كنوز وموروثات ثقافية تساهم جميعها في خلق سياحة ذات طابع خاص ومتميز. وتنفرد ايضاً بسياحة اثرية نادرة تمثل مختلف العصور التاريخية بدءاً من مرحلة ما قبل التاريخ حتى العصر الاسلامي، والتي تقدر بما يزيد على 150 موقعاً اثرياً منتشرة في المحافظة. كما تزدهر بها سياحة السفاري الصحراوية لما تتميز به من وجود اطول شبكة طرق وعرة وممهدة حيث تقام فيها رياضة الراليات والسفاري وسباقات المشي والدراجات. ويعد منتجع ديزرت لودج الذي شيد عام 2004 على هضبة في قرية القصر الاثرية على الطراز الاسلامي العصر الايوبي واستعملت فيه المواد والأساليب المستخدمة في ذلك العصر، وتم تصميمه ليلائم احتياجات محبي الصحراء والواحات المصرية وفي الوقت ذاته يلبي احتياجاتهم. واقيم المنتجع على اساس التلاؤم بين البيئة والتاريخ والمجتمعات الصحراوية واحتياجات السائح، فجميع المواد المستخدمة فيه من الطبيعة المحيطة والعاملون به من سكان المحافظة. وتضمنت فلسفة المشروع الجمع بين السياحة وتنمية المجتمعات حيث يتم استخراج 3 في المئة من عائد المنتجع لتنمية المناطق المجاورة من خلال انشطة تعليمية وبيئية. ويحتوي المنتجع على نحو 28 غرفة و4 أجنحة وبه مطعمان و3 كافيتريات. واقيم في المنتجع مرسم شيد خصيصاً لمجموعات الرسامين الذين يأتون من دول عديدة لرسم تلك البقعة الفريدة، ويلاصقه عين مياه ساخنة طبيعية للاستحمام والاستشفاء، ومن فائض تلك العين اقيمت واحات صغيرة تتم زراعتها بمعرفة سكان القرية لتقديم مأكولات خالية من أي مواد كيماوية Organic. وقال المدير العام لمنتجع أحمد موسى ل"الحياة"إن المنتجع يمول نفسه ذاتياً، ويعد مثلاً يحتذى به لأن اهل الواحة انفسهم شيدو الفندق على طريقتهم المحلية، وعليه فإن كل المواد المستخدمة في البناء هي مواد طبيعية، مثل الطمي وجذوع النخيل والاخشاب المحلية، ولا يحتاج الفندق الى نظام لتكييف الهواء نظراً إلى طريقة بنائه، والطاقة المستخدمة فيه هي الطاقة الشمسية، وتزرع الخضروات المستخدمة في الطهي في حديقته المتخصصة لذلك. ويحوي الفندق مكاناً لبيع المنتجات المحلية لأهل الواحة. ولفت موسى الى أهمية تنمية السياحة البيئية في مصر لجذب اكبر عدد من السياح عن طريق اضافة ميزة تنافسية جديدة ونمط سياحي مهم، وهو السياحة البيئية التي باتت من الانماط السياحية التي تجذب إليها العديد من السياح من كل دول العالم. واضاف ان السياحة البيئية بمفهومها الجديد لا تقتصر على التراث البيئي، ولكن ايضاً المحافظة على التراث الحضاري والاجتماعي للمجتمعات النائية، وذلك من اجل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل الذي يجمع بين النمو الاقتصادي جنباً الى جنب مع الحفاظ على البيئة. ومن جانبه اشاد وزير البيئة المصري المهندس ماجد جورج بالجائزة التي حصل عليها المنتجع قائلاً:"لعل ما يثلج صدورنا جميعاً ان يتم اختيار منتجع مصري ليكون افضل منتجع سياحة بيئية في العالم، ويأتي اختيار اتحاد الشركات السياحية الالمانية لمنتجع ديزرت لودج في الداخلة لأفضل سياحة بيئية في العالم تتويجاً لما تقوم به مصر في مجال الحفاظ على البيئة والدعوة الى الحفاظ على الموروث الطبيعي والحضاري وهو ما تتبناه الآن وزارة الدولة لشؤون البيئة من تشجيع السياحة البيئية والتي تعد بحق نقلة حضارية تضاف الى مخزون مصر الحضاري. ليس هذا فقط ولكن - وهذه قناعتنا - بأن الاتجاه نحو البيئة حفاظاً ودعماً له مردود اقتصادي واجتماعي على المستويات المحلية والاقليمية والدولية". ويذكر ان اتحاد شركات السياحة الالمانية أو DRV هو المظلة التي تضم تحتها اكبر شركات السياحة الألمانية حيث أن الالمان هم أكثر الشعوب انفاقاً على السياحة بحيث يبلغ حجم انفقاهم حوالي 60.5 بليون سنوياً على السفر والسياحة. ويمثل الاتحاد كل منظمي السياحة والوكلاء السياحيين من كل الأحجام والهياكل الإدارية من حيث تقديم الخدمات الخاصة بصناعة السياحة سواء كانت سياحة اعمال أو سياحة سياسية أو فردية داخل او خارج ألمانيا كما يعد مصدر المعلومات الرئيسي عن شركات السياحة ومنظمي الرحلات المتخصصين، ويتكون من خمسة آلاف عضو سواء كانوا من الشركات أحادية الملكية أو المجموعات الدولية الكبرى، ما جعله اكبر الاتحادات حجماً وتأثيراً على المؤسسات السياحية العالمية. كما يدعم DRV السياحة البيئية والحفاظ على البيئة نظيفة وصحية، وكذلك التنوع الثقافي الحضاري. للمرة الحادية والعشرين دعا الاتحاد العديد من المنظمات والشركات لحضور المؤتمر الدولي لجائزة البيئة. ومقياس الجائزة ليس حجم المشروع بل مدى تأثيره وابداعه واسهامه على سلامة البيئة وتنشيط السياحة البيئية.