ألقى حادث اختطاف 11سائحا أثناء قيامهم برحلة سفاري بإحدى المناطق الحدودية التابعة لمحافظة الوادي الجديد المصرية وهو الأول من نوعه الضوء على هذا النوع من السياحة التي يطلق عليها "سياحة المغامرات" ويقبل عليها السياح الأجانب القادمون إلى مصر خاصة الشباب لمتعتها في اكتشاف أماكن غير عادية في الدروب والوديان إذ تعد برامج هذه الرحلات الأكثر طلبا في مصر فتقوم بتنظيمها الشركات والمكاتب السياحية وتعول عليها كثيرا. كما يعتبرها البدو مصدرا مهما للمال لأنهم يعملون كمرشدين للسيارات ذات الدفع الرباعي التي تقل هؤلاء السياح بخلاف أنهم يستضيفون السياح لبضعة أيام يتشبعون خلالها بحياة البداوة بكل ما فيها من جمال وبساطة. "عدد السياح الذين قاموا برحلات السفاري العام الماضي 75ألفاً". ولأهمية البدو في هذا النوع من السياحة أصدر وزير السياحة المصري زهير جرانة قرارا بالسماح بتأسيس شركات سياحية لمجموعة من البدو الذين يعملون في نشاط السياحة الصحرواية بعد ان تقدم شباب البدو بالصحارى المصرية بشكوى لوزير السياحة يطلبون منه سرعة التدخل لتقنين عملهم السياحي داخل الصحراء تحت مظلة وزارة السياحة، ليتجنبوا المشكلات والصدام المتكرر مع الجهات الأمنية بالصحراء. شركات بدوية يقول مستشار وزير السياحة للشئون البيئية محمود القيسوني ان القرار سمح بتأسيس شركات يساهم بها 100شخص بحد أقصى لكل شركة، مشيرا إلى ان الوزارة اكتشفت امتلاك هؤلاء الشباب نحو 400سيارة دفع رباعي يستخدمونها في رحلات السفاري، وتعتزم الوزارة تقنين هذا الوضع بمنح الشركات التى يؤسسونها تراخيص مزاولة المهنة، على ان تتمتع الضوابط الخاصة بإنشاء هذه الشركات بالمرونة الكافية التي تتناسب مع طبيعة عملهم في هذه المناطق النائية وبما يشجعهم على ضم أنشطتهم للاقتصاد الرسمي. كما تقوم أجهزة وزارة السياحة بالتفتيش على سيارات الدفع الرباعي التى يستخدمونها فى الرحلات والتأكد من صلاحيتها للسفر كما ستقوم بتفعيل دورات تدريبية ممولة بمنح أجنبية لرفع الوعي البيئي والثقافي بشباب المجتمعات النائية وكيفية التعامل مع السياح وتعليمهم اللغات الأجنبية اللازمة وفنون القيادة في الصحراء والمناطق الوعرة والرمال الناعمة، بالإضافة الى تزويدهم بالمعلومات الكافية لشرح المناطق التي يزورها السياح في رحلات السفاري والمحميات الطبيعية. أعماق سيناء يقول الخبير السياحي واحد منظمي هذه الرحلات عادل عمر ان السفاري لا يخلو من مخاطر رغم التعاون والمتابعة من الأجهزة المعنية وإخطار وزارة الداخلية، إلا أن عنصر المفاجأة لا يحسب له حساب ويعتقد ان السياح الذين تم خطفهم قد تاهوا في الصحراء او أنهم تحركوا بغير مرشد متمرس فتلقفتهم جماعات مسلحة. قال ان أعماق سيناء تأتي في مقدمة مناطق رحلات السفاري نظرا لتكوينها الجغرافي المتميز في هذا النمط، لافتا الى ان مسارات رحلة السفاري تتنوع فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية وأشهرها جبال منطقة سانت كاترين التي تشتهر بألوان صخورها الزاهية والمتعددة وتكوينها المثير الذي يجذب عشاق سفاري الجبال. ومن أشهر هذه الجبال ذات الممرات جبل كاترين في وادي وتير قرب عين فرطاقة على طريق نويبع. وجبل آخر أكثر قرباً من كاترين عند وادي "عراضة" حيث يجتذب كل منهما مئات السياح يومياً للمغامرة. وتستهدف برامج أخرى من سياحة السفاري زيارة الوديان المتميزة وعيون الماء ذات الشهرة والجمال مثل عين القديرات في منطقة القسيمة وعين أم أحمد وعين فرطاقة وكذلك عيون ووديان واحة فيران. قائمة الاهتمامات وتشير بيانات لوزارة السياحة الى ان سياحة السفاري على رأس قائمة الاهتمامات بالنسبة للسائح الغربي الذي قد يحضر خصيصا من بلاده بحثا عن سياحة السفاري وسط الطبيعة الصحراوية. حيث يمارس بعض السائحين رياضة تسلق الجبال بينما يلجأ آخرون إلى رياضة الصيد في حين يكتفي الأغلبية بمتعة تجربة الحياة وسط تلك البيئات الطبيعية يساعدهم على ذلك مجموعة من القبائل البدوية التي اكتسبت خبرة طويلة في اعداد البرامج التي يستمتع بها السياح من حفلات سمر في المساء ورحلات استكشافية في الصباح وتقديم الأطعمة البدوية الشهيرة التي تثير شهية الأجانب في نفس الوقت يتجه العديد من سياح السفاري إلى اتجاهات أخرى من أجل الصيد البري كما في منطقة العريش والشيخ زويد ورفح في شمال سيناء، أو في مناطق عديدة بالجنوب خاصة المحميات الطبيعية التي تمثل البيئة المثالية لسياحة السفاري وعلى رأس تلك المحميات محمية "رأس محمد". التي تقع عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة وتتميز بشواطئها المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائي لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة. وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية. كما تعتبر المحمية موطنا للعديد من الطيور والحيوانات النادرة ومنها الوعل النوبي بالمناطق الجبلية وأنواع عديدة من الزواحف والحشرات. الوادي الجديد أما منطقة الصحراء البيضاء الموجودة بمحافظة الوادي الجديد فترجع أهميتها الي جانب كونها منطقة اشتهرت بسياحة السفاري الى أنها تعد متحفاً مفتوحاً لدراسة البيئات الصحراوية والظواهر الجغرافية والحفريات والحياة البرية واحتوائها على آثار وأدوات ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ حيث تشتمل على مجموعة من المقابر والكهوف النادرة وبقايا مومياوات قديمة ونقوش منحوتة وتتميز المنطقة بجمال مناظر الكثبان الرملية والتكوينات الجيولوجية لصخور الأحجار الجيرية ناصعة البياض وما تحتويه من حفريات متميزة. وتتميز منطقة الصحراء البيضاء بأرضيتها من الطباشير الأبيض حيث ينتشر عليه تكوينات جيولوجية على شكل أعمدة من الطباشير الأبيض الثلجي تكونت بفعل الرياح وتلال شديدة الانحدار مما يضفي على المنطقة وضعاً جيولوجياً وطبيعة نادرة ويقطع منخفض الفرافرة طبقة الطباشير الأبيض التي تعتبر جزءاً من وحدة صخرية واضحة الانتشار تعرف بوحدة الطباشير.