أحيت أوركسترا فلسطين للشباب، في قاعة الإذاعة والتلفزيون، في برلين، حفلة موسيقية ضخمة، شارك فيها شبان من فلسطينوالأردن وسورية والولاياتالمتحدة وتونس ومصر وفرنسا وألمانيا والسويد، بمقطوعات موسيقية من تأليف الموسيقار الفلسطيني الراحل سلفادور عرنيطة، منها"مقتطفات شرقية". وهي المرة الأولى التي تعزف فيها أوركسترا موسيقية مقطوعات فلسطينية التأليف والهوى. وقدمت الأوركسترا، التي تأسست عبر معهد إدوارد سعيد الوطني، عام 2003، وتتكون من أربعين عازفاً وعازفة فلسطينية من داخل الأراضي الفلسطينية والشتات، تتراوح أعمارهم ما بين 14 و26 سنة، مقطوعات موسيقية للموسيقار الفلسطيني المقيم في الولاياتالمتحدة، عيسى بولح، إحداها حملت اسم"منفى". ولم تبتعد الأوركسترا التي قادها الموسيقار الألماني الشهير فالتر ميك، المدير الأكاديمي لأوركسترا جامعة بون، عن أجواء الموسيقى الكلاسيكية، فقدمت السيمفونية الخامسة لدفورجاك، علاوة على عرض خاص لمجموعتين من أعضاء الأوركسترا، وآخرين، يشكلون فرقة المعهد للموسيقى العربية مقامات، وفرقة"كرلمة". وتناغمت موسيقى أوركسترا فلسطين للشباب، مع موسيقى أوركسترا"كوليغيوم ميوزيكوم"، التابعة لجامعة بون، فقدمتا، أمام أكثر من ألف متفرج، مقطوعات تؤكد أن"الفلسطيني ليس إرهابياً"، كما تقول العازفة خصاب خالد، وأنه يدرك جيداً كيف يخاطب العالم بأسلوب حضاري، عبر الموسيقى، في حين يرى عازف الكمان، هاني الخطيب، أن أوركسترا الشباب تجسيد واضح للوطنية الفلسطينية، ونقل راق لصوت فلسطين إلى العالم، وهو ما أكده إصرار القائمين على الأوركسترا الألمانية، على المجيء إلى الأراضي الفلسطينية، لتقديم أمسية موسيقية فيها، وبالتحديد في مدينة القدس. ولم تقتصر احتفالات الفرق الموسيقية التابعة لمعهد إدوارد سعيد للموسيقى، على حفلة برلين، اذ أحيت فرقتا"مقامات"، و"كرلمة"، حفلة في كنيسة مارتن لوثر في مدينة غوترزلو، تحت رعاية الرابطة الفلسطينية الألمانية للتعاون الشبابي، وبمشاركة الموسيقار الفلسطيني المقيم في السويد أحمد الخطيب. وعزفت فرقة كرلمة مقطوعتي"الخروج"و"جودي"للموسيقار الخطيب، أما مقامات فعزفت"الحناء"، و"منديرا حجاز"، و"عطر الغجر". ويسعى معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، كما يؤكد مديره العام سهيل خوري، في السنوات الثلاث المقبلة، إلى ضمّ ما يزيد على مئة عازف وعازفة للأوركسترا، عبر تنظيم ورشات عمل وحفلات صيفية، ويشير خوري إلى أن الورشة الأولى كانت في مدينة جرش الأردنية في 2004، بمشاركة 62 شاباً وفتاة من طلبة المعهد، وطلبة الموسيقى الفلسطينيين في فلسطين، الأردن، سورية، مصر، أوروبا، كندا، والولاياتالمتحدة. ونظمت ورشة صيفية في 2005 في عمّان، وفي العام 2006 شارك نحو خمسين موسيقياً فلسطينياً شاباً في حفلة في العاصمة الأردنية، عزفوا خلالها، تضامناً مع الشعبين الفلسطيني واللبناني الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي، وخصصت عائدات الحفلة إلى منظمات المعونة الإنسانية للمساعدة في إغاثة الأسر المنكوبة في كل من فلسطين ولبنان.