تعتبر أوركسترا فلسطين للشباب أحد الأجنحة الأساسية لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، أُسست عام 2004 لحشد الموسيقيين الفلسطينيين من مختلف أنحاء العالم، وصهر إبداعاتهم في جسد فني واحد. افتتحت الأوركسترا جولتها في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم، واختتمت عروضها في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، بعد عرض في قصر رام الله الثقافي، وقدمت عروضاً مميزة تكريماً لذكرى الدكتور جابي برامكي، عضو مجلس المشرفين على معهد ادوارد سعيد للموسيقى. وقالت منسقة العلاقات العامة والإعلام في المعهد هبة أصلان، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت 18 عازفاً من المشاركة في عروض أوركسترا فلسطين للشباب من أصل 80 عازفاً وعازفة من فلسطين والشتات والوطن العربي وعدد من الموسيقيين الأجانب. وأضافت ل «الحياة» بعد حفلة إطلاق الجولة الثانية للأوركسترا: «هي عبارة عن تجمع لفلسطينيين من الوطن والشتات، إضافة إلى عازفين وعازفات عرب وأجانب، لنساهم في نقل رسالة فلسطين الثقافية إلى أنحاء العالم». ولفتت إلى أن «رسالتنا الموسيقية ترمي إلى دعم المحبة والسلام. وتسعى الأوركسترا للمنافسة عالمياً من خلال أعمال شهيرة ولكن بروح فلسطينية. فالأوركسترا كمشروع وطني تهدف إلى عكس صورة حضارية مشرقة للشباب الفلسطيني». وتقول إحدى العازفات في الأوركسترا جود عوس: «ما يميز فرقتنا أنها تنقل صورة جديدة ومختلفة عن الشعب الفلسطيني، بعيداً من الصورة النمطية. عبر الموسيقى نريد أن ننقل إلى العالم «المنطقة المضيئة داخلنا»، وأحاسيسنا، وكيف نعبر عن شعورنا من خلال الموسيقى». أما رفيقتها هبة عمري، فتقول: «للأوركسترا الفلسطينية دور كبير في نشر ثقافتنا، ونقل رسالة إلى العالم مفادها أننا نملك العقل والإحساس والروح، ويمكن للموسيقى أن تجمعنا بغض النظر عن أماكن إقامتنا، سواء داخل الوطن أو خارجه». ويشير مدير البرامج والعلاقات العامة في معهد إدوارد سعيد محمد مراغة الى أن أوركسترا فلسطين الشباب تلتقي مرة واحدة في السنة، من أجل التدرّب على برنامج جديد لتقديم عروض موسيقية. ويضيف أن هذه العروض تحدَّد بناء على اتفاقات بين «أوركسترا فلسطين للشباب» وشركائها في فلسطين والعالم العربي والعالم، موضحاً أن المحطة النهائية هذه السنة ستكون في مهرجان قلعة عمّان، على أن تعزف الفرقة السنة المقبلة في فرنسا. وقدمت الأوركسترا مقطوعات كلاسيكية عدة، من بينها «مقدمة فاغنر»، المأخوذة من الأوبرا التي ألفها عندما كانت نورمبرغ مركزاً رئيساً للنهضة الأوروبية. كما قدّمت مقطوعة «بالاديو» للملحن الويلزي كارل جنكنز، وكان في بداياته ملحناً لأغاني موسيقى الروك، وهي مقطوعة حملت اسم مهندس معماري إيطالي شهير. كما قدّمت مقاطع من أوبرا «عايدة» لفيردي، ومقطوعة «هو داون» لكوبلاند. وأبدعت الأوكسترا الشابة في تقديم مقطوعات للموسيقي الفلسطيني سلفادور عرنيطة لاقت استحسان الجمهور، إضافة إلى مقطوعة «بنت السهرة» للموسيقي الجزائري سليم دادا التي قدمها في مناسبة استقلال الجزائر، وهي مستوحاة من موسيقى البدو في الصحراء الجزائرية، إضافة إلى إيقاعات من شمال أفريقيا، ومقطوعة «الزفاف» للموسيقي السوري كنان العظمة، وكان قدمها عبر الأوركسترا الوطنية السورية، وهي ترجمة لأجواء حفلة زفاف في إحدى القرى السورية، وغيرها من المقطوعات العربية والعالمية.