سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل والولايات المتحدة ترفضان التعليق ... ودمشق تملك "كل الوثائق" عن العدوان و "تحتفظ بحق الرد الذي تراه مناسباً" . سورية تعلن"تسلل"طائرات إسرائيلية و "إلقاء ذخائر" في الشمال الشرقي
أعلن ناطق عسكري سوري أمس ان طائرات حربية اسرائيلية "تسللت" ليل الاربعاء - الخميس الى شمال شرقي البلاد، وألقت "بعض الذخائر" من دون إلحاق أي أضرار مادية أو بشرية، بعدما تصدت لها"وسائط الدفاع الجوي" وأجبرتها على مغادرة الأجواء السورية. وفيما رفض الجيش الاسرائيلي التعليق على الاعلان السوري، نقلت الإذاعة الاسرائيلية عن ناطق عسكري لم تذكر اسمه"هذا الأمر لم يحدث مطلقاً". كذلك امتنع البيت الأبيض عن التعليق على الحادث. وحذر الناطق السوري اسرائيل من"هذا العمل العدواني"، ومن ان دمشق"تحتفظ بحق الرد الذي تراه مناسباً"، فيما قال وزير الاعلام محسن بلال ان سورية"تحتفظ بحق تقرير نوع وشكل وأوان الرد على العدوان الاسرائيلي الغادر"، وان القيادة في دمشق"تدرس في شكل جدي صيغة الرد". وأعلن بلال، في تصريحات تلفزيونية، أن الحكومة السورية"تملك كل الوثائق على صحة"ما جاء في البيان الرسمي عن قيام طائرات إسرائيلية بالتحليق فوق الأجواء السورية، خارقة جدار الصوت لدى قدومها من جهة البحر المتوسط في اتجاه مدينة حلب في شمال البلاد. وافاد الناطق العسكري:"قام الطيران المعادي الاسرائيلي بالتسلل الى الأجواء السورية قادماً من جهة البحر المتوسط باتجاه المنطقة الشمالية الشرقية، خارقاً جدار الصوت". واضاف:"تم التصدي له من قبل وسائط الدفاع الجوي التي أجبرته على المغادرة بعدما ألقى بعض ذخائره في أماكن خالية، من دون أن يتمكن من إلحاق أي أضرار بشرية أو مادية". ولم يذكر البيان عدد الطائرات الإسرائيلية ولا اسم المكان الذي سقطت فيه"بعض الذخائر". لكن نقل عن شهود عيان أن المنطقة في شمال شرقي مدينة حلب قرب الحدود مع تركيا. وأعلنت مصادر إسرائيلية في حزيران يونيو الماضي، تحليق طائرات فوق القصر الرئاسي قرب الساحل السوري، لكن ناطقاً سورياً قال إن طائرتين عسكريتين إسرائيليتين حلقتا في حينه على ارتفاع منخفض قرب الشواطئ السورية باتجاه منطقة وادي قنديل حيث"قامت قوى الدفاع الجوي بإطلاق النار باتجاههما وقد تفرقتا وغادرتا المنطقة". الموقف من اسرائيل وفي تل ابيب، اختارت اسرائيل على غير عادتها عدم التعقيب على إعلان الناطق العسكري السوري. واكتفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بتعقيب مقتضب جاء فيه ان"الجيش لا يعلق على أنباء من هذا القبيل". كما لم يصدر أي تعقيب عن المستوى السياسي. واهتمت وسائل الإعلام العبرية بترجمة البيان العسكري السوري وتصريحات مسؤولين سوريين للقنوات الفضائية العربية المختلفة. وأعادت إلى الأذهان الأجواء المتوترة بين تل أبيب ودمشق منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان العام الماضي والحديث المتواتر عن احتمالات حرب بين البلدين، مستذكرة أيضاً التقارير الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن تلاشي التوتر. وبينما لم يصدر تعقيب إسرائيلي رسمي شهدت أسواق التداول في بورصة تل أبيب انخفاضاً بنسبة حوالي 2 في المئة في أسعار الأسهم الرئيسة في الساعة الأولى من نشر الخبر ثم ما لبثت أن استقرت، بسبب الإذاعة الإسرائيلية. ولفتت المعلقة في الشؤون العسكرية في الإذاعة العبرية الرسمية إلى ان الطيران الحربي الإسرائيلي يقوم بشكل ثابت بنشاط جوي في المنطقة بمحاذاة حدود إسرائيل الشمالية"لجمع معلومات استخبارية، ولأغراض أخرى". وتابعت نقلاً عن جهات عسكرية إسرائيلية إشارتها قبل فترة وجيزة إلى ان سورية حسنّت بشكل كبير منظومة المضادات الجوية التي في حوزتها،"وهي إحدى أكبر المنظومات الدفاعية في الشرق الأوسط". وزادت هذه الجهات ان سورية تواصل التزود بعتاد متطور من الصواريخ المختلفة والدبابات. واشارت الى انه رغم الأنباء الأخيرة عن تلاشي التوتر على الحدود مع سورية بقي الجيش الإسرائيلي في مستوى عال من الجهوزية. ورأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية البروفيسور أيال زيسر للإذاعة ان ثمة ثلاثة احتمالات للنبأ السوري: الأول رغبة سورية في سكب الزيت والوقود على النار من خلال نشر خبر وهمي بغية تصعيد التوتر، الثاني ان شيئاً ما حصل في الأجواء السورية لا يتعلق بالضرورة بإسرائيل"إذ اننا بصدد منطقة ينشط فيها الطيران الأميركي والتركي"، الثالث ان الأمر تم فعلاً. وتابع انه لاحظ ان لهجة البيان العسكري السوري كانت بعيدة عن"اللهجة العنترية التقليدية"ما يمكن اعتباره اشارة"للتهدئة لا للتصعيد أو إشعال المنطقة". وفي بيروت استنكر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة"الاعتداء على السيادة السورية"الذي قامت به الطائرات الاسرائيلية. وقال السنيورة، بحسب بيان لمكتبه،"إن هذا الاعتداء الإسرائيلي الجديد يثبت مرة أخرى أن إسرائيل تعتمد سياسة خرق الأعراف السياسية والديبلوماسية والأمنية، وتهدد بذلك الاستقرار في المنطقة، كما تفعل يومياً في خرقها للسيادة اللبنانية، وذلك لامتناع المجتمع الدولي عن وضع حد لممارسات اسرائيل التي تحتل ارضاً عربية وتنتهك الأعراف الدولية وتنكر على الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية".