خيّمت حال من الترقب والحذر الشديدين على لبنان ارتفعت وتيرتها فور شيوع أنباء عن قيام الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس بغارات جوية استهدفت مواقع عدة في دمشق وريفها. وانعكست أجواء الحذر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية مع قيام الجيش الإسرائيلي بتسيير دوريات مؤللة على طول المنطقة الحدودية تلازمت مع دوريات ل «يونيفيل» في منطقة عملياتها في جنوب الليطاني، فيما أفاد شهود عيان في عدد من المناطق الجنوبية بأن تشكيلات من الطائرات الحربية الإسرائيلية حلقت في الأجواء اللبنانية على ارتفاعين مرتفع ومتوسط. وأكد الشهود أن الطيران الحربي الإسرائيلي بدأ بالتحليق خارقاً الأجواء اللبنانية قبل موعد الغارات التي استهدفت دمشق وريفها واستمر في تحليقه حتى ظهر أمس، ليعود الى التحليق المتقطع فوق منطقة الجنوب. ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يعود اليوم الى بيروت بعد زيارة قام بها للفاتيكان لتهنئة البابا فرنسيس الأول، «بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المجرمة على مواقع سورية»، لافتاً الى ان الطيران الإسرائيلي «اختراق الأجواء اللبنانية لتنفيذ هذه الاعتداءات التي أوقعت عدداً من الضحايا المدنيين»، ومعتبراً أن «هذا التصرف ليس غريباً على عدو مشترك قامت سياسته على العدوان مستغلاً الظروف التي تمر بها سورية لينفذ اعتداءاته تماماً كما كان يتصرف في لبنان أيام محنته». وطالب سليمان المجتمع الدولي «مجدداً ومجلس الأمن الدولي بنوع خاص باتخاذ التدابير الصارمة بحق اسرائيل لثنيها عن سياسة العدوان واحترام سيادة الدول الأخرى والانصياع للقرارات الدولية والاقتناع بوجوب الانخراط في عملية السلام الشامل والعادل الذي يؤمن الاستقرار لكل دول المنطقة». كما دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية «الذي يؤكد مرة جديدة النوايا العدوانية لإسرائيل والتي لم تعد في حاجة الى دليل وهي تندرج في سياق الانتهاكات الجوية المستمرة للسيادة اللبنانية وفي التهديدات التي توجه ضد لبنان». وقال ميقاتي في بيان، «إن الحكومة اللبنانية ترى في الممارسات الإسرائيلية العدوانية نموذجاً آخر للسياسة الإسرائيلية القائمة على انتهاك القرارات الدولية وتؤدي الى مزيد من التوتر والاضطرابات التي تستهدف عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والجهود التي تبذل دولياً وإقليمياً لإعادة تفعيلها».